«من الإبرة للصاروخ.. قرب قرب تعالى وشوف».. هنا مفارش، وملابس، ومستحضرات تجميل، وأدوات منزلية، ومن كل الأذواق، لا تحتاج أى عروس الى السير كثيرا فى شوراع المحافظة لكى تجهز نفسها، يكفيها أن تزور «مهرجان العرائس»، كما يطلقون عليه، لتجد فيه كل ما تحتاجه، من مستلزمات المنزل، من منتجات مصرية ويابانية وصينية وسورية وباكستانية وهندية، بأسعار قد لا تجدها فى المحال العادية. أيمن محمد، أحد البائعين فى محال الملابس الحريمى، يبدأ كلامه قائلا: «السوق اليومين دول فاضى، مش زى الأول، الإقبال ضعيف بسبب العيد، والناس اتجهت لشراء اللحمة». يرى «أيمن» أن المهرجان هذا العام كان مربحا أكثر من أى عام، ويقول: «بدأ المعرض منذ منتصف يونيو الماضى، وينتهى فى 25 نوفمبر الحالى، يعنى يستمر حوالى 6 شهور تقريبا، ولكن هذا العام قل الإقبال عليه مقارنة بالأعوام الأخرى، بسبب ارتفاع الأسعار، ومع ذلك كانت الأرباح أكثر من أى عام سابق». «أسعارنا مش زى الأسعار اللى بره».. هكذا يرد «أيمن» على سيدة تسأل عن سعر العباءة، مؤكدا أن الأسعار أرخص كثيرا من أسعار المحال، ولكن المنتجات أفضل وأصلية. ومع ذلك يلفت إلى أن البائع يدفع كثيرا فى إيجار المكان الذى يبيع فيه، فيقول «أيمن»: «نستأجر المتر الواحد هنا ب 3000 جنيه، على مدار الأشهر الستة، ما يشكل عبئاً على أصحاب البضاعة، ولكننا نحاول تعويضها فى الأرباح التى نحصلها فى نهاية الموسم». ويقول مراد عطية، بائع آخر بالمهرجان، إن أكثر الزبائن المترددين على المهرجان من طلبة الكليات من البنات، أو عائلات، أو عرائس، يجهزن أنفسهن للزواج، وتجد فيه كل الصناعات، بعكس المحال خارج المهرجان، فهنا جناح خاص بالصناعات السورية، وثان للصناعات الصينية، وثالث للباكستانية، وهو ما لا تجده فى المحال بالخارج». يشارك «مراد» للسنة الخامسة فى مهرجان العرائس، فيرى أنها فرصة مناسبة لتشغيل الشباب، وتوفير بضاعة لا تكون متاحة فى السوق الخارجية، لكنه يؤكد أن موسم الصيف يكون أفضل فى البيع والشراء من موسم الشتاء، خاصة مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية، لافتا إلى أن زبائنه ليسوا من متوسطى الحال، أو الفقراء فقط، بل هناك «ناس مبسوطة، تأتى وتشترى، بسبب توافر بضائع مستوردة من الخارج وتكون أصلية». بلهجة سورية يتحدث أحمد بندقجى عن الجناح السورى الموجود فى المهرجان فيقول: «أبيع فى هذا المعرض للسنة الثانية، وليس لنا فرع خارج المعرض، ولذلك تكون منتجاتنا أغلى قليلا من المنتجات المصرية، فأنا أبيع عباءات مطرزة تطريزاً أصلياً، فتجد أن هناك حوالى 13 محلا سوريا فى المعرض، تبيع منتجات مختلفة، ولدينا كل الأذواق، فبالرغم من وجود بعض المنتجات غالية الثمن، فإن هناك تفاوتاً فى الأسعار يلائم كل الأذواق حتى تباع السلع». وقال رضا محمد أحمد، مدير المعرض، إن حوالى 200 محل فى المعرض، الذى يسمى مهرجان العرائس، قائلا: «أهم ما يميز المهرجان أن منتجاته ليست مصرية فقط، بل هناك السورى والصينى والهندى واليابانى، والباكستانى، ويقف بهذه المحال بائعون من هذه البلاد، نؤجر لهم المساحات اللازمة لعرض بضاعتهم، إلا أن الإقبال هذه الأيام أصبح أقل منذ افتتاح المعرض بسبب موسم العيد، ولكن الإقبال كان أكثر بموسم عيد الفطر، وقبل المدارس». ويكمل «محمد» قائلا: «تباع هنا كل لوازم المنزل من مفروشات وتحف وأدوات مطبخ وملابس، وأرى أن الإقبال هذا العام كان أكثر من الأعوام السابقة، بسبب الأزمة المالية العالمية التى أثقلت المواطنين، فلجأوا إلى أسعار أقل من التى تباع فى المحال بالخارج، فهناك بعض المنتجات تباع بأسعار الجملة، لذلك ترى أن معظم الزبائن من العائلات»، مضيفا أن الشركة المنظمة هذا العام هى المرة الأولى لها فى التنظيم داخل مصر، بعد أن حققت مكاسب فى الدول العربية من قبل مثل الإمارات العربية المتحدة.
