مشاكل العامرية «عرض مستمر» فى برامج المرشحين الانتخابية

تعانى دائرة العامرية إحدى أكبر الدوائر الانتخابية من حيث المساحة بالثغر من مشكلات عديدة فشل النواب الذين تعاقبوا عليها فى حلها حسب الأهالى الذين تحدثوا ل«إسكندرية اليوم» مؤكدين أنها دائرة تستحق التقسيم بسبب حجمها الكبير، وعدم قدرة أى نائب على الإلمام بمشاكلها، حيث تشمل منطقة العامرية وبرج العرب، والدخيلة، الأمر الذى جعلها من أفقر الدوائر الانتخابية فى الخدمات، كما انتقد الأهالى تدنى الخدمات بالدائرة، سواء بالنسبة لمشاكل التعليم أو الصحة والزراعة والرى وكذلك تهالك الطرق، وشبكات المياه والكهرباء.
فى البداية يؤكد نصرالدين محمد من أهالى منطقة مريوط انعدام الخدمات بالمنطقة التى أنشئت فى السبعينيات من القرن الماضى، بهدف القضاء على التكدس السكانى بالدلتا على جانبى النيل، ضمن مئات من القرى التى أطلق عليها عند إنشائها «قرى الخريجين»، وكرست الدولة كل إمكانياتها لإنجاح المشروع وتحقيق نقلة حضارية، تهدف فى الأساس إلى مشروع «تعمير الصحراء». لكن الذى حدث جاء مخيباً للآمال بعد ذلك، حيث انهارت الخدمات بشكل غير مفهوم، وحل الإهمال فى كل مكان، كما نسى المسؤولون والنواب، مريوط وكأنها خارج الخريطة.
وينتقد نصر الدين عدم الاهتمام بقرى قطاع مريوط ونسيان النواب لها وقال إنهم يحصلون على الكهرباء من شركة شمال التحرير التابعة لكهرباء البحيرة وهو الأمر الذى تسبب فى تهالك الشبكة بالكامل والانقطاع المستمر للتيار الكهربائى، فضلا عن زيادة الأحمال نتيجة سوء التوزيع لها بالمنطقة الأمر الذى تسبب فى إتلاف العديد من الأجهزة الكهربائية، ودخول قرى القطاع فى ظلام دامس معظم أشهر العام.
ويقول السيد غباشى سائق من أهالى المنطقة: إن اختفاء النواب ساهم فى تدنى الخدمات وتهالك الطرق، مما أدى إلى عزوف سيارات النقل العام عن الوصول للمنطقة، فضلا عن كثرة الحوادث خاصة فى فصل الشتاء حيث تنزلق السيارات إلى الترع وهى محملة بأطفال المدارس، مشيراً إلى أن معظم السيارات مكشوفة، بعد رفض السيارات المخصصة لنقل الركاب العمل على طرق قرى القطاع الذى يضم أكثر من 15 قرية.
ويضيف غباشى أنه لن يدلى بصوته إلا للشخص القادر على تحقيق مطالب أهالى الدائرة خاصة المنطقة فى قطاع مريوط الذى يعانى من نقص الخدمات ولا يتذكره المرشحون إلا فى الانتخابات كل 5 سنوات، ولا ينفذون وعودهم الانتخابية ونكتشف أن الاختيار وقع على أشخاص ليسوا أهلاً للثقة.
عبدالناصر محمد فريد، تاجر من قرية فلسطين، أكد أن نواب المنطقة على مدى أكثر من 30 عاماً اهتموا بمصالحهم فقط وتركوا مشكلات القطاع تتفاقم، ومن بينها التعليم الذى تدهور وتسرب منه الكثيرون، بسبب عدم وجود مدارس ثانوى، وأصبح أقصى حلم الطالب أن ينهى المرحلة الإعدادية، لأن أقرب مدرسة ثانوى فى العامرية، وخوف الأهالى على أبنائهم خاصة الفتيات يدفعهم لعدم استكمال الدراسة.
ويؤكد أن تدهور التعليم فى المراحل الأولية من الابتدائى والإعدادى يرجع إلى عدم رغبة المدرسين فى العمل بالمناطق الواقعة على أطراف المحافظة نتيجة لانخفاض رواتبهم بالإضافة إلى عدم وجود وسيلة مواصلات تقلهم، الأمر الذى يجعلهم يستقلون سيارات مكشوفة تعرضهم للخطر.
ويقول محمد عبدالهادى، محام، من قرية اليمن إن تدهور الخدمات يطول أيضا قطاع الصحة، بسبب عدم وجود أمصال وأدوية وأطباء بشكل مستمر فى الوحدات، رغم تجهيزها بأحدث الأجهزة، ونقص الأطباء جعلها أجهزة مع إيقاف التنفيذ لرفض الأطباء العمل فى قرى القطاع، لانخفاض الرواتب، وبعد المنطقة عن الحضر.
ويعانى القطاع أيضا من عدم انتظام مناوبات الرى، ويؤكد جمال محمد قطب، مزارع أن مياه الرى تصلهم على فترات متباعدة تصل إلى 45 يوماً، وتسبب ذلك فى هجر الأهالى للمنطقة لعدم قدرتهم على زراعة أراضيهم حيث يتم منع المياه عن المنطقة خلال شهرى يونيو ويوليو من كل عام، الأمر الذى أصاب مساحات كبيرة من الأراضى بالبوار كما أن قلة المياه تؤدى إلى تعرض المحصول للتلف، ولذلك يلجأ المزارعون للرى من مياه الصرف الزراعى.
وفى برج العرب تتشابك المشاكل، وإن زادت عليها مشكلة مياه الشرب، التى يعانى منها الأهالى إلى جانب المواصلات العامة. ويقول إسماعيل فرج من أهالى برج العرب إن دائرة العامرية من أكبر الدوائر الانتخابية، وكان يجب تقسيمها إلى دائرتين لأنها تضم ثلاث مناطق هى العامرية وبرج العرب والدخيلة.
وعن سوء حالة مياه الشرب قال إنها تصل إليهم ضعيفة إلى جانب أنها رديئة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، نتيجة تهالك شبكة المياه وهذه المشكلة من أخطر المشكلات التى يعانى منها أبناء المنطقة.
ويشيرمحمد السيد من الدخيلة إلى مشكلة الصرف الصحى بمنطقة الجبل التى تسببت فى انتشار العديد من الأمراض، مؤكداً أن النائب الأحق بالاختيار هو القادر على حل مشكلاتهم بعيداً عن العصبيات وشراء الأصوات.
من جانبه يؤكد عبدالمنعم راغب عضو مجلس الشعب الحالى ومرشح الحزب الوطنى فى الانتخابات المقبلة، أن مشكلات العامرية وبرج العرب كثيرة، نظراً لاتساع الدائرة إلا أنه يبذل الكثير من الجهد لحلها، وأضاف أن برنامجه الانتخابى يركز على مشكلات الإنارة فى الطرق العامة واستكمال مشروع الصرف الصحى ومد شبكة الطرق لكل مداخل القرى، بالإضافة إلى الحصول على الموافقات لتدعيم مستشفى البنجر المركزى بالأطباء والكوادر تمهيداً لتشغيلها، وإنارة مداخل كل الطرق الرئيسية ومداخل القرى.
وأكد عبد المنعم راغب أن مشكلات منطقة العامرية وبرج العرب كثيرة نظراً لاتساع الدائرة، إلا أنه بذل جهداً كبيراً فى حل الكثير منها، مشيراً إلى حصوله على العديد من الموافقات الخاصة بتطهير الترع والمصارف فى نطاق الدائرة وزيادة نسبة مياه الرى بمنطقة مريوط، بالإضافة إلى إنشاء معمل تحاليل كامل بمستشفى العجمى العام، وتدعيمه بأجهزة تنفس صناعى، وإنشاء وحدة رعاية للأطفال المبتسرين بمستشفى العامرية العام، وجهاز للأشعة المقطعية، بالإضافة إلى علاج المئات من الحالات على نفقة الدولة.
وقال محارب حسين عوض، مرشح حزب الوفد بالدائرة، إن النواب الحاليين والسابقين فشلوا فى حل مشكلات كثيرة والتى تعبر عن برنامجه الإنتخابى، وأولاها حل مشكلة متعلقات موظفى شركة أسمنت العامرية والذين يطالبون الشركة بمستحقاتهم المالية والتى وصلت إلى 15 مليون جنيه ولم يفكر نواب الدائرة فى حل تلك المشكلة رغم أنها بدأت منذ عام 2001.
وأضاف أن العديد من طرق الدائرة متهالكة، خاصة طريق العامرية كنج مريوط والطرق الموصلة للقرى، والتى تتطلب وجود نائب قوى للمطالبة برصفها ووضعها ضمن موازنة خطة الرصف، بالإضافة إلى العمل على ازدواج طريق برج العرب، موضحاً أن برنامجه الانتخابى يهدف إلى إنشاء مدرسة ثانوية تجارية فى منطقة برج العرب لخدمة طلاب وطالبات المنطقة الذين يضطرون للذهاب إلى العامرية للدراسة بها.
وأوضح «عوض» أن مشكلة مراكز الشباب بالدائرة تتطلب توفير الدعم المالى لها، خاصة مركزى شباب العامرية والدخيلة اللذين يتم صرف إعانة سنوية لهما 8000 جنيه لا تكفى لممارسة النشاط، مشيراً إلى أن برنامجه الانتخابى يؤكد إنشاء محال تجارية على السور الخارجى لهذه المراكز لتنشيط العمل بالمراكز.
ويضيف شحاتة حسن الباز المرشح المستقل أن عضو مجلس الشعب بدائرة «العامرية والدخيلة» مطالب بحل مشكلات كثيرة وهى التى وضعها فى برنامجه الانتخابى والمتمثلة فى مشكلات مجال التعليم بداية من القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية وتوفير مدرسين أكفاء لقرى المنطقة وتوفير مواصلات للطلبة والمدرسين والعمل على زيادة رواتب المدرسين، ورعاية الطلاب المتفوقين.
من جانبه يقول جابر عبدالمولى رئيس مجلس محلى العامرية «إن المشكلات التى تعانى منها القرى تحكمها موازنة الدولة، ولأعضاء المجالس المحلية دور كبير فى تحديد أولويات كل منطقة»، موضحاً أن نائب الدائرة عليه دور كبير فى حل مشكلات دائرته من خلال رفع الأمر للوزارات المعنية كل فيما يخصه للعمل على سرعة إنهائها بدلاً من الروتين الذى يعوق عملية حل المشكلات.
ويطالب عبدالمولى بضرورة إنشاء وحدات محلية فى القرى لدعم فكرة اللامركزية للعمل على توفير الخدمات بالقرى وسرعة إنهاء المشكلات دون رفعها للمستويات الأعلى، توفيراً على أهالى القرى.
أكد إسماعيل لطفى، رئيس لجنة المتابعة بمجلس محلى العامرية، أن أعضاء مجلس الشعب بالدائرة قدموا الكثير من الخدمات للدائرة، قدر استطاعتهم، وساهموا فى حل العديد من مشكلات الدائرة بالتعاون مع المحافظة، والجهود الذاتية، وتخصيص ميزانيات من خلال وجودهم فى مجلس الشعب، فساهموا فى رصف 22 كيلومترا من الأسفلت فى منطقة النهضة، إضافة إلى تركيب 600 عمود إنارة على الطرق، ولكن لم تدخل حيز العمل بعد بسبب عدم توصيل التيار الكهربائى لها.
وأضاف أن الأعضاء ساهموا فى حل مشكلة كبيرة كانت تهدد نسبة كبيرة من سكان العامرية وهى تسهيل إجراءات الحصول على عدادات المياه التى لم تقبل شركة المياه والصرف الصحى توصيلها لهم لمخالفة منازلهم شروط الحصول على الخدمة، بالإضافة إلى الحصول على موافقات لتطوير شبكات الكهرباء بمنطقة النهضة، وتغيير العديد من المحولات وزيادة جهدها لتحمل الضغط عليها بعد زيادة الكثافة السكانية بمنطقة العامرية، فضلا عن المساهمة فى علاج المئات من المرضى على نفقة الدولة.
قال لطفى: «عضو مجلس الشعب المقبل سيكون مطالبا بحل مشكلات كثيرة، تتمثل فى العمل على سرعة وضع ميزانية لبدء العمل فى مشروع الصرف الصحى فى منطقة مريوط والنهضة، والعمل على زيادة ميزانية المحافظة بما يعود بالنفع على زيادة حصة الدائرة منها لحل مشكلات كثيرة، منها رصف الطرق، خاصة فى قطاع مريوط والنهضة». وأضاف: «من أهم المشكلات المطلوب حلها خلال الفترة المقبلة مشكلات الصحة، خاصة أنه تم تخصيص أراض للعديد من المستشفيات والوحدات الصحية، وصدرت الموافقات اللازمة لها، ولكن لم يبدأ إنشاؤها حتى الآن، مثل مشروع مستشفى عام مركزى لخدمة أهالى منطقة النهضة بتكلفة 50 مليون جنيه يتسع ل100 سرير، حيث لم يبدأ إنشاؤه، رغم الانتهاء من عملية تخصيص الأرض ووضع الميزانية، وهو ما يتطلب وجود نائب قوى لمعرفة مصير المستشفى، الذى يأمل أهالى المنطقة فى إنشائه للحصول على الخدمات الصحية».
وأكد جمال أحمد عوض، رئيس لجنة الشؤون القانونية بمجلس محلى العامرية، أن تواجد النائب الحالى عبدالمنعم راغب فى الدائرة جعله ملما بجميع مشاكلها، إلا أنه مطالب فى الدورة المقبلة بحل مشكلة الصرف الصحى بمنطقة النهضة، التى تم استبعادها من الميزانية وتحويل ميزانيتها إلى مشروع الصرف الصحى بمريوط - حسب قوله.
وانتقد قرار استبعاد النهضة من مشروع الصرف الصحى قائلاً: «منازل منطقة النهضة عائمة على بركة مياه ومهددة بالانهيار بسبب ارتفاع نسبة المياه الجوفية بالأرض».
وأضاف أنه من أهم المطالب لأهالى العامرية سرعة إنشاء مستشفى حارس (1)، الذى يبعد عن مستشفى العامرية 21 كيلو مترا، الأمر الذى تسبب فى وفاة العديد من المرضى بمنطقة النهضة قبل وصولهم إلى المستشفى، على الرغم من أن المنطقة يسكنها قرابة 180 ألف نسمة، وتضم 24 قرية و12 نجعا.
وقال عوض إن عضو مجلس الشعب على مقعد العمال سيكون مطالبا بحل مشكلات كثيرة تتعلق بالمزارعين فى منطقة البنجر وبرج العرب والمتعلقة بزيادة حصة المنطقة من مياه الرى، وتوفير التقاوى والكيماويات، والعمل على تدعيم المزارعين، بالإضافة إلى حل مشكلات قرى الخريجين المتعلقة بمشكلات مياه الشرب، التى تصلهم ممزوجة بالكثير من الشوائب، والكهرباء التى يتكرر انقطاعها عدة مرات على مدار اليوم الواحد وتتسبب فى تعطل العديد من الأجهزة الكهربائية، الأمر الذى يتطلب تكثيف تواجد العضو فى الدائرة- حسب قوله.