تشهد دوائر محافظة الإسكندرية صراعاً شديد الشراسة بين الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد ما أثارته الجماعة عن استبعاد اللجنة المشرفة على الانتخابات لبعض مرشحيها، ودفع الحزب الحاكم لمرشحين أقوياء بدوائر المحافظة فى مقدمتهم الوزيران مفيد شهاب وعبدالسلام المحجوب. فدائرة الرمل التى تشهد دائما أعنف المعارك الانتخابية بين الحزب والجماعة بينما تغيب عن الصراع فيها الأحزاب السياسية كافة من المنتظر أن تكون «الأشرس» لأنها إحدى دائرتين يسيطر عليهما الإخوان منذ فترة ويفشل دائما الحزب الوطنى فى اقتناص مقعديهما. الدائرة مقيد بها 322 ألف صوت وبها 35 مقراً انتخابياً ونائباها الحاليان هما صبحى صالح نائب الفئات، والمحمدى سيد أحمد، نائب العمال، وأعلنت جماعة الإخوان عن خوض انتخابات الرمل بهما إلا أن الحزب الوطنى وقع اختياره هذه المرة على اللواء محمد عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية السابق للمنافسة على مقعد الفئات للاستفادة من شعبيته الطاغية التى بناها من خلال توليه منصب المحافظ فترة طويلة اقترب فيها من المواطنين البسطاء وأعاد المحافظة عروساً للبحر الأبيض وترك بصمات ظل السكندريون يتغنون بها حتى الآن ويحاول الحزب أن يستغلها لاقتناص ولو مقعد الفئات من الجماعة. وفى دائرة مينا البصل، استقر الحزب الوطنى على عبدالحليم علام ومحمد رشاد عثمان لتمثيله على مقعدى الفئات والعمال اللذين يشغلهما حالياً مرشحا الإخوان الدكتور حمدى حسن وحسين محمد، منذ دورتين وسط أنباء عن تحالف المستبعدين من ترشيحات المجمع مع نائبى الجماعة، حيث تعد مينا البصل من أكثر الدوائر ازدحاماً بالسكان، حيث يبلغ عدد أصواتها الانتخابية حوالى 125 ألف صوت، وهى من أفقر الأحياء من حيث الخدمات والإمكانيات المتاحة بالمحافظة. ويعتمد الإخوان على رصيدهم الضخم فى العمل الاجتماعى والثقافى والسياسى بالدائرة، التى بها مسجد أبوعمرو الذى يلقب ب«جامعة الإخوان» فى الدائرة وتشتكى الجماعة من مضايقات مستمرة على أنشطتها واعتقال الناشطين من أعضائها إلا أنها تعتمد بشكل أكبر على المؤيدين والمحبين الذين يفوق عددهم بمراحل عدد الأفراد المنتمين فعلياً للجماعة. أما الحزب الوطنى الذى يسعى للثأر من هزائمه المستمرة أمام الإخوان، فاستبدل الرموز القديمة للحزب بوجوه جديدة على مقعدى الدائرة فتم الدفع بعبدالحليم علام، عضو النقابة العامة للمحامين، ومحمد رشاد عثمان نجل رجل الأعمال المعروف وهما من الصعايدة المنتشرين فى المنطقة، إلا أن المشكلة الأساسية التى قد تواجه الحزب فى الدائرة هى غضب المستبعدين واحتمال تحالفهم مع مرشحى الإخوان.