شهدت محافظة الإسكندرية منذ اللحظات الأولى معركة انتخابية شديدة، وسط حالة من الترقب والقلق الشديدين داخل جميع دوائر المدينة البالغ عدد دوائرها 11 دائرة، التى يتنافس بداخلها 197 مرشحا هم مجمل الدوائر من بينهم 137 مرشح «فئات» و43 مرشحا على «العمال»، إضافة إلى 13 مرشحة على مقعد الكوتة «فئات» و4 على مقعد العمال والفلاحين، حيث أجريت عملية الانتخاب داخل 301 مقر و2039 لجنة فرعية، ويبلغ عدد من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم مليونا و879.475 مواطنا على مستوى محافظة الإسكندرية. وشهدت المحافظة أول حالة وفاة لمراقبة تدعى نفيسة عبدالمجيد فرج مندوبة الحزب الوطنى بمدرسة مصطفى مشرفة إثر تأثرها بجلطة مفاجئة وتوفت على إثرها فى الحال. وفرضت أجهزة الأمن المركزى «كردونات أمنية» مشددة بدوائر مينا البصل، والرمل، ومحرم بك وكرموز، ومنعت دخول أى مواطن مقر اللجنة حاملا هاتفها الجوال. ورصدت عدسة «الشروق» حشد أقسام المحافظة لجميع وسائل المواصلات منها «غرب الدلتا والشركات الخاصة» ولا سيما ما يزيد على 20 أتوبيسا أمام قسم سيدى جابر وأقل منها قليلا بقسم الرمل، لاستخدامها فى عمليات نقل جماعى بجميع الدوائر لصالح الحزب الوطنى حسب قول عدد من المرشحين. ورغم ذلك سيطرت حالة من الارتباك على وسائل المواصلات العامة والخاصة «أجرة»، وهو ما أدى إلى استياء المواطنين ممن كانوا يرغبون فى الذهاب لأعمالهم، خاصة بعد أن تحفظت أجهزة الأمن على ما يزيد على 75% من الميكروباصات داخل المحافظة. ورصدت «الشروق» منع مندوبى المرشحين من أحزاب المعارضة والمستقلين»، وذلك بعد عجزهم عن تسلم التوكيلات من الشهر العقارى وتهرب الأجهزة الأمنية من التوقيع عليها، فى دوائر المحافظة خاصة سيدى جابر والمنتزه والرمل ومحرم بك وكرموز والجمرك. هذا بالإضافة إلى حشد الحزب الوطنى لجميع الشركات العاملة فى القطاع العام والخاص لخدمة أنصار الوزيرين المرشحين المحجوب وشهاب فى محرم بك والرمل. كما رصدت «الشروق» أيضا استعمال «الاستمارة الدوارة» على نطاق واسع فى جميع الدوائر ولاسيما فى دائرة الرمل وبين مرشحى الكوتة. وجابت سيارات بميكروفونات الدوائر ولا سيما النقاط القريبة من تمركز اللجان، فى المناطق التى تتمتع بكثافة سكانية عالية خاصة فى مناطق، إلى جانب عدد من السيارات التى وضع عليها لافتات كبيرة الحجم تدعو المواطنين للتصويت لشهاب وذلك على أنغام الأغنية الشهيرة التى لحنت خصيصا للرئيس مبارك «اخترناك». وفى دائرة المنتزه، تم رصد صناديق «خشب» داخل مدرسة عبدالخالق حسونة خاصة اللجنة رقم 270 التى تفتقر لوجود ستائر، والتصويت أمام رئيس اللجنة، وفى مساكن طلعت مصطفى تم منع المندوبين بمدرسة طارق بن زياد، وأخرجوا جميع مندوبى حتى الحادية عشرة، ووضعت لافتة طولها يقرب من 6 أمتار لصالح على سيف رمز الهلال، ولم يدل سوى 12 ناخبا بأصواتهم حتى ظهر أمس، ورفض دخول الناخبين فى مدرسة عمر بن الخطاب بمنطقة شدس، كما توجهت أتوبيسات مدارس القدس تحمل رقم 3681 و852 إلى مدرسة عقبة بن نافع للتصويت الجماعى لصالح إبراهيم شريف زيدان. وشهدت دائرة الرمل توجها عاما نحو دفع المواطنين بالتصويت لصالح اللواء عبدالسلام المحجوب وبشرى السمنى مرشحة الكوتة. إضافة إلى قيام بعض الشركات باستخراج بطاقات انتخابية لموظفيها جماعيا، وإرسال أرقام الانتخاب الخاصة بهم لصالح مرشحى الوطنى فى الدوائر المختلفة، منها شركتا فاركو والعامرية للأدوية، وشركة توزيع الكهرباء بإرسال أرقام انتخابية للعاملين بها والتابعين لدائرة الرمل بتأييد اللواء عبدالسلام المحجوب، على الرغم من عدم مثول معظم موظفيها لأماكن اللجان. كما أرسلت شركات الكهرباء ومياه الشرب، والإسكندرية للبترول، موظفيها بأتوبيسات الشركات وغرب الدلتا التى احتشدت أمام أقسام الشرطة من الصباح الباكر. وأرسل مرشحو الإخوان المسلمين فى دائرة الرمل رسائل على التليفونات المحمولة لعدد من أهالى الدائرة تتضمن أسماء مرشحى الإخوان «فئات وعمال» بالدائرة، ومرشحة الكوتة بشرى السمنى، واختتمت الرسالة بعبارة «الإسلام هو الحل». وتم توزيع منشور على أهالى دائرة الرمل فى العديد من اللجان يفيد بانسحاب مرشح الإخوان صبحى صالح من الانتخابات واعتذاره لأهالى الدائرة عن هذا الأمر، وهو ما نفاه مؤيدو الإخوان فى الحال، منوهين بأن هذا ما هو إلا تمويه ومحاولة لبعد الأصوات عن صبحى صالح، وأقيم شادر للبلطجية بجوار بعض اللجان أمام مدرسة جناكليس استعدادا لأى معركة. وفى منطقة أبوسليمان بمدرسة الفالوجة تم منع الصحفيين والإعلاميين وطردهم، وأمام مدرسة ابن سيناء تصادف خروج اللواء عبدالسلام المحجوب من المدرسة أثناء وجود صبحى صالح مرشح الإخوان مع بعض أنصاره وهو يحمل المنشور الذى تم توزيعه ضده الذى يفيد بانسحابه من الانتخابات وهتف أنصار مرشح الإخوان بعبارات ضد المحجوب وترديد «باطل باطل». أما دائرة سيدى جابر فقد شهدت، حشودا جماعية بأكثر من 8 سيارات لمؤيدى طارق طلعت مصطفى، خاصة فى مدرسة عبدالله النديم ومصطفى كامل الثانوية، بمنطقة المطار، بالإضافة إلى 8 سيارات للشركة توجهت إلى مدرسة عباس العقاد للتصويت الجماعى. وتأتى دائرة باب شرق لتشهد لجان منطقة الحضرة القبلية تزاحم الأهالى على مدرسة العروة الوثقى بنين وبنات وجراج البلدية والوكالة، وبدأت الميكروفونات تنادى باسم الحزب الوطنى ومرشحيه النائب محمد مصليحى «فئات»، وأحمد الزهرى «عمال» ومرشحى الكوتة المهندسة نادية عبده « فئات» وسعاد صالح «عمال» ووجد أنصار المرشحين أمام اللجان الانتخابية والتف حوله الناخبون خاصة من النساء وذلك لأخذ أوراق باسم المرشحين. فيما وقفت الفتيات من جماعة الإخوان المسلمين أمام لجنة العروة الوثقى وجراج البلدية والوكالة لحث الناخبين خاصة من السيدات على انتخاب مرشحة الكوتة بشرى السمنى رمز عنقود العنب فيما اختفت أوراق مرشح الوفد حسن عبدالعزيز من أمام اللجان. وبدأت الهتافات تطالب بانتخاب مرشحى الحزب الوطنى على إيقاع الطبول والأغانى الوطنية خاصة أغنية «اخترناك»، وفى المقابل شهدت مدرسة وابور المياه الابتدائية ومدرسة القومية العربية إقبالا ضعيفا جدا لا يتعدى عدد الناخبين إلا 10 أفراد ولم يوجد إلا أنصار مرشحى الحزب الوطنى بالدائرة. وتم رصد وجود أتوبيس سياحى يحمل رقم 3320 تابع لشركة مصطفى ترافل يقوم بتصويت جماعى فى لجنة عباس الأعصر بالإبراهيمية. وشهدت دائرة العطارين واللبان إقبالا كثيفا من أنصار مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات خالد أحمد خيرى ومنافسه على مقعد العمال مستقل على فرج، أما مقعد العمال فقد أقبل أنصار المرشح المستقل كمال أحمد الذى يحظى بشعبية كبيرة فى الدائرة على التصويت. وفى دائرة غربال اكتشفت الناخبة صباح محمد السيد فى اللجنة 25 سيدات أن صوتها تم إعطاؤه لصالح ممدوح حسنى رغم أنها لم تقم بالتصويت. أما دائرة كرموز فقد شهدت إقبالا ضعيفا على اللجان، إضافة إلى رفض جميع التوكيلات المقدمة بسبب عدم وجود الخاتم الخاص بمأمور القسم عليها، بحجة ضياع مفتاح المكتب الموجود به الخاتم. وانتقدت بعض مرشحات «الكوتة» التجاوزات التى وجدت باللجان الانتخابية، حيث أشارت ناهد الهوارى مرشحة الحزب الاتحادى الديمقراطى إلى إزالة الدعاية الانتخابية الخاصة بها وترك دعاية الخاصة بمرشحة الحزب الوطنى فقط. وافتعل بعض البلطجية معركة بالشوم والأسلحة البيضاء أمام مدرسة الورديان الثانوية الصناعية الفنية «سيدات»، مشادات كلامية لأجل إرهاب السيدات ممن تجمعن بكثافة أمام المدرسة، الأمر الذى أحدث بعض الإصابات فى صفوف المواطنين. وقد حصلت «الشروق» على بطاقة تصويت خاصة بالكوتة من البطاقات الدوارة مسود بها لصالح مرشحتى الكوتة نادية عبده وسعاد صالح. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر