119 ألف مُستفيد في 110 قرية ضمن مشروع صك الأضحية بقنا    البيت الأبيض: تصريحات نتانياهو عن تسليم الأسلحة الأميركية «مهينة»    معظمهم غير مسجلين.. عدد الوفيات في صفوف الحجاج يتجاوز الألف    تفاصيل مران الأهلي الأخير قبل مواجهة الداخلية.. وتحديد حجم إصابة عمر كمال    100 لجنة تستأنف امتحانات الثانوية العامة بالمنيا السبت المقبل    توفيت بالحج، زوج ينعي زوجته بكلمات مؤثرة: كانت ملاكًا تسير على الأرض    وسط إقبال كبير.. عروض للأطفال وأنشطة مكثفة لثقافة الجيزة احتفالا بعيد الأضحى    بن غفير: من أجل إعادة السكان لمنازلهم بأمان علينا الهجوم وليس الدفاع    «القارئ الباكي».. أقارب الشيخ محمد صديق المنشاوي يحيون ذكرى وفاته من أمام مقبرته بسوهاج (فيديو)    بالصور.. ميرنا نور الدين تتألق في أحدث جلسة تصوير من إيطاليا والجمهور يعلق    السيسي يوجه بسرعة ترميم مقبرة الشيخ الشعراوي    ضربة الشمس القاتلة.. كيف تسببت درجات الحرارة في وفاة مئات الحجاج؟    انفراجة فى توافر الأدوية بالصيدليات.. تحرير سعر الصرف ساعد فى تأمين النواقص    مجازر الغربية تستقبل 1186 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى المبارك    «خناقة شوارع».. إمام عاشور بطل واقعة اعتداء على أفراد أمن أحد المولات (فيديو)    أول تحرك برلماني ضد قطع الأشجار عمدا بالمحافظات    محافظ الدقهلية يكشف حقيقة قطع الأشجار بحديقة عروس النيل بالمنصورة    جيش الاحتلال: إصابة جنديين بجروح خطيرة جنوبي غزة    فرحة العيد لسه مكملة.. إقبال على الملاهي بحدائق كفر الشيخ للاحتفال    الحوثي: أمريكا تحاول أن تخفف على إسرائيل بمأزقها من جبهة لبنان    الأقصر.. توقيع كشف طبي على المواطنين في أرمنت ضمن خدمات عيد الأضحى    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأبراج في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2024    انقطاع الكهرباء أزمة مزمة في الكويت.. الصحة توجه إداراتها بإغلاق المصابيح بنهاية الدوام    نتائج الصف التاسع اليمن 2024 صنعاء وزارة التربية والتعليم بالاسم ورقم الجلوس بالدرجات.. موقع www yemenexam com    «الري»: رفع التصرفات المائية والحفاظ على مناسيب المصارف    ما حكم زيارة أهل البقيع بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج؟.. الإفتاء توضح    "تجاهلوا الرد".. أتشمبونج يهدد الزمالك بشكوى جديدة    رومانيا توافق على إرسال بطارية باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا    الرئيس السيسى يوجه بتشكيل خلية أزمة لمتابعة حالات وفاة الحجاج المصريين.. إنفو    تنسيق الجامعات.. برنامج الرسوم المتحركة والوسائط المتعددة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان    سرايا القدس: نخوض اشتاباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في رفح    مصرع شخص أسفل عجلات قطار في البدرشين    عمرو القماطي: 30 يونيو أعادت بناء الوطن ورسخت قيم التعايش    عودة بطولة الأفروآسيوية.. مواجهة منتظرة بين الأهلي والعين الإماراتي    هيئة الدواء المصرية توضح العلاقة بين تناول اللحوم والإمساك    وفاة رجل الأعمال عنان الجلالي مؤسس سلسلة فنادق هلنان العالمية    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديد سوف يتأخر    إنهاء قوائم الانتظار.. إجراء مليونين و245 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة    ياسر الهضيبي: ثورة 30 يونيو ستظل نقطة مضيئة في تاريخ مصر    عمرو السولية يقترب من الظهور في تشكيل الأهلي أمام الداخلية    مقتل شخص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان    إجراء اختبارات إلكترونية ب147 مقررًا بجامعة قناة السويس    7 ضوابط أساسية لتحويلات الطلاب بين المدارس    يزن النعيمات يفتح الطريق للأهلي للتعاقد معه في الصيف    ضبط عاطلين بحوزتهما كمية من مخدر الحشيش بالمنيرة    رصد وإزالة حالات بناء مخالف وتعديات على الأراضي الزراعية بالجيزة - صور    في يومهم العالمي.. اللاجئون داخل مصر قنبلة موقوتة.. الحكومة تقدر عددهم ب9 ملايين من 133 دولة.. نهاية يونيو آخر موعد لتقنين أوضاعهم.. والمفوضية: أم الدنيا تستضيف أكبر عدد منهم في تاريخها    تركي آل الشيخ عن فيلم عمرو دياب ونانسي عجرم: نعيد ذكريات شادية وعبدالحليم بروح العصر الجديد    مصدر: لا صحة لإعلان الحكومة الجديدة خلال ساعات    مصدر مقرب من عواد ليلا كورة: الغياب عن التدريبات الجماعية بالاتفاق مع عبد الواحد    بالأسماء.. ارتفاع عدد الوفيات في صفوف حجاج سوهاج ليصل إلى 7    بدء عودة حجاج الجمعيات الأهلية إلى أرض الوطن.. غدا    طواف الوداع: حكمه وأحكامه عند فقهاء المذاهب الإسلامية    عاجل - "الإفتاء" تحسم الجدل.. هل يجوز أداء العمرة بعد الحج مباشرة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20-6-2024    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معانا ريال.. معانا ريال
نشر في المصري اليوم يوم 09 - 11 - 2010

فى الأيام الخوالى، كنت أسمع عن القاهرة فى الليل وجمال القاهرة فى الليل، وكنت أتعجب: إيه يعنى الجمال فى شوية لمبات منورة؟ إلى أن اكتشفت أن القاهرة بعد منتصف الليل حاجة تانية خالص غير القاهرة بتاعة عشرة الصبح.. خصوصا إن بتاعة عشرة الصبح أصبح دمها تقيل اليومين دول.. احتجاجات على اعتصامات على طوابير على متظاهرين بياخدوا علقة سخنة، على تلاميذ بتغتصب أو بتموت، على ابن بيقتل أبوه أو أمه... إلخ إلخ.. إنما تعالى لى بقى بعد الساعة اتناشر.. هتلاقى دنيا مختلفة تماما.. وستجد أن جميع طبقات الشعب من أعلاها إلى أدناها تتوحد وتتجمع وتقضى سهرتها فى ركنين..
وهذان الركنان هما الزاويتان القائمتان عند تقاطع كوبرى أكتوبر مع نيل الزمالك.. وهناك ستجد فئات الشعب العليا التى تصدر القوانين المتعسفة صباحا، ستجدهم سهرانين فى المراكب العملاقة الراسية على يمين ويسار الكوبرى، بينما الفئات اللى مش عليا التى كانت تتظاهر وتحتج على تلك القوانين صباحا، ستجدهم سهرانين يتسامرون على رصيفى الكوبرى ويتنأورو عليهم!!.. ملتقى حقيقى للوحدة الوطنية فى الركنين دول!!.. أما أنا ولأننى لست من أولئك ولا هؤلاء فستجدنى أقضى سهرتى على سلم الكوبرى أشتم اللى فوق وأقر عاللى تحت!!
وقد لاحظت مؤخرا وأنا فى مجلسى الموقر على سلم الكوبرى أنه بعد تحديد الحد الأدنى للأجور، أصبحت هناك تطلعات عند أولئك اللى سهرانين على الكوبرى، ولكنى لم أصدق ظنونى إلى أن أتانى صديقى محدود الأجر يختال ضاحكا، ويطلب منى أن أصحبه معى ليرى تلك المراكب من الداخل ويسهر ليلة من نفسه كما يسهر هؤلاء.. فتعجبت من طلبه وسألته: «إنت يعنى هتقدر على مصاريف سهرة زى دى؟».. فأجابنى بثقة: «طبعا يا أبلة.. ده أنا لسه قابض الحد الأدنى بتاعى وبقى معايا ريال!!»..
فأجبته: «بس إنت ما بتعرفش ترقص ولا عمر حد فى أهلك دخل الأماكن دى!».. ولكنه أصر على طلبه، فنظرت إليه بتعجب أعجزنى عن الكلام وسحبته من يده إلى أحد المراكب وما إن صعدنا إلى المطعم إلا ووجدته منبهراً بالزحام والضجيج والموسيقى والراقصين والراقصات.. وإذا به يندفع بينهم هو الآخر يشلت ويرفس.. فبدأ الجميع يبتعد عنه.. وأتانى الجرسون متسائلا: «تبعك ده؟».. فهزيت رأسى سلبا وبدأت أنسحب خارج المكان.. فذهب الجرسون إليه فى ساحة الرقص وسحبه من قفاه على باب الخروج.. فجاء يجرى خلفى: «بصى يا أبلة الناس دول طلعوا أى كلام.. ثم إيه الست اللى هناك اللى مش لابسه هدوم دى؟.. هى نزلت مستعجلة قوى كده؟».. ثم التفت حوله فى المطعم وسألنى: «قوليلى يا أبلة، إيه بقى اللى هناك ده؟».. فنظرت حيث أشار وأجبته: «ده البار».. فانفرجت أساريره كمن وجد ضالته أخيرا وقال: «بس!! أهو ده اللى أنا بادور عليه م الصبح!..
تعالى بقى نروح هناك وسيبينى أعيش.. ده أنا معايا ريال بحاله!!».. فشديته من ذراعه محذرة: «بص بقى يا واد يا محدود.. إنت عارف إن إزازة المنكر هنا ومن النوع اللى أى كلام بنص الريال اللى معاك؟ وبرضه قعدتك لوحدها فى أى مكان من دول حتى لو ما أكلتش بنص الريال».. فاندهش: «نص الريال؟».. ثم سكت قليلا وسألنى: «قوليلى يا أبلة، هُمه الجماعة اللى حددوا الحد الأدنى للأجور بييجوا هنا؟».. فأجبته: «أيوه.. ليلاتى».. فسألنى: «وهمه عارفين إن الريال اللى حكموا بيه مايكفيش تعليم وعلاج وأكل وشرب ومواصلات؟».. فأجبته بثقة: «أيوه».. فابتسم قائلا: «سيبك إنتى.. يبقى همه يا دوب حسبوا الحسبة على قد إن كل واحد فينا يسيبه من نكد العيشة بتاع الصبح ويفرفش ويجيبله إزازتين منكر بالليل!».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.