تخرج كريم العدل فى معهد السينما بالجيزة عام 2008، وقد شاهدت فيلم التخرج «أوضة الفيران» فى مهرجان الصورة الخامس للأفلام القصيرة الذى ينظمه المركز الثقافى الفرنسى عام 2009 حيث كنت رئيساً للجنة التحكيم، ورغم عدم فوزه بالجائزة الوحيدة للمهرجان، فقد بقى حتى التصفية الأخيرة، وذلك لتميزه بأسلوب سينمائى يعتمد على الأضواء والظلال فى التعبير، وما السينما إلا أضواء وظلال على الشاشة. ولذلك ما إن علمت أن كريم يصور أول أفلامه الطويلة «ولد وبنت» حتى ذهبت إليه فى الاستديو، وقدمت إليه وإلى والده المنتج الكبير الطموح محمد العدل التهنئة، وما إن أتيحت لى مشاهدة الفيلم بعد بدء عرضه العام الشهر الماضى، حتى ذهبت وشاهدته مع الجمهور، وكانت ليلة سعيدة حقاً، فالفيلم يعلن مولد مخرج موهوب، وقادر على المساهمة فى صنع مستقبل السينما المصرية. وأهم ما يمتاز به «ولد وبنت» أنه فيلم عن الجيل الجديد من الشباب الذين تجاوزوا العشرين، صنعه سينمائيون موهوبون من نفس الجيل بصدق وبساطة دون استعارة هموم أجيال أخرى، ودون الاعتماد على تناول قضايا «كبيرة»، أو التى اعتاد الناس على اعتبارها «الكبيرة»، أو الاعتماد على أعمال أدبية رائجة. وراء الكاميرا كاتبة السيناريو علا عز الدين حمودة، ومدير التصوير عبدالسلام موسى، ومهندس الديكور عاصم على، ومصممة الأزياء ريم العدل، والمونتيرة سلافة نور الدين، ومؤلف الموسيقى هانى عادل الذى يشترك فى التمثيل أيضاً، ولا يوجد من أصحاب الخبرات الكبيرة غير مهندس الصوت محمد فوزى، وبالطبع المنتج محمد العدل والموزعة إسعاد يونس التى لم تنس أبداً أنها فنانة رغم كل ضغوط السوق وما أدراك ما السوق! وأمام الكاميرا أربعة وجوه جديدة فى الأدوار الرئيسية «أحمد داوود ومريم حسن وآية حميدة وهانى عادل» ومجموعة من المخضرمين فى أدوار الآباء والأمهات تلمع منهم المبدعتان سوسن بدر وسلوى محمد على، صحيح أنها قصة ولد وبنت، لكن من خلال هذه القصة يعبر الفيلم عن حيرة جيل كامل من الطبقة الوسطى فى المدن المصرية فى الزمن الحاضر بين مفاهيم متناقضة للحب والزواج والحرية والجنس تجعل الطلاق فى العشرين أو نحوها أمراً يكاد يكون عادياً بين أفراد هذا الجيل. ويا له من بؤس فكرى عندما لا تعتبر العلاقات بين البشر من القضايا الكبيرة. [email protected]