عز الدين شكري في «فاينانشيال تايمز»: ثورة 30 يونيو حصنت «25 يناير»

قال الروائى والأستاذ بكلية العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، الدكتور عزالدين شكرى، إن الأسبوع الماضى يمثل تذكيرا بالموجة الثورية فى يناير 2011، حينما وقفت القوات المسلحة إلى جانب الشعب المصرى، كما فعلت الآن فى يوليو 2013، وعزلت رئيسا منتخبا، معتبراً أن ما حدث ليس نهاية الديمقراطية المصرية على الإطلاق، ولكنه «الموجة الثانية من ثورة يناير».
وأضاف فشير، فى مقالة بصحيفة «فاينانشيال تايمز»، البريطانية، أمس، تحت عنوان «الثورة المصرية الثانية جاءت لتحصين الأولى»، أن الجيل الجديد من الشباب بمصر، والذى يشكل الأغلبية فيها، قد تخلى عن السلطوية، ومفارقاته التاريخية، وأثبت أنه عازم على تحويل مصر إلى دولة ديمقراطية حديثة، مشيراً إلى أنه «رغم كونه غير مُنظَم، وفوضوى، فإنه قوى».
وتابع: «صفات الكرامة، والسلام، والإبداع، والتسامح، التى اتصفت به ثورة يناير خلقت لحظة من العظمة التى أدهشت العالم، وكنا ندرك حينها المخاطر التى نواجهها، فكنا نصارع أكبر قوتين منظمتين فى الدولة، وهما جماعة الإخوان المسلمين، والقوى السلطوية الراسخة فى مؤسسات الدولة».
وأوضح فشير أن الجماعة أجبرت المصريين على عملية انتقالية من خلال إجراء انتخابات قبل صياغة دستور، مشيراً إلى أن الديمقراطية تُبنى على مجموعة من القواعد التى تحمى الحقوق، والحريات، وليس على صناديق الاقتراع، التى من شأنها تسليم سلطة «غير مؤهلة» لأغلبية، قائلاً «إن محاولاتنا للتفاوض معهم حول الأمر فشلت».
ورأى فشير أنه لم يكن ليتمكن الرئيس السابق، محمد مرسى، من الفوز فى الانتخابات الرئاسية، العام الماضى، دون دعم المعارضة له، قائلاً إنه «على الرغم من خطبه التصالحية، فإن الدولة استمرت فى ممارسة القمع دون هوادة.
ورأى فشير أنه يمكن القول، باختصار، إن «مصر لم تكن تتحرك نحو الديمقراطية، بل نحو ديكتاتورية إسلامية، ولم يكن هناك ملاذ قانونى ضد الرئيس المستبد الجديد، لذا كان علينا أن ننقل نضالنا من أجل الديمقراطية إلى الشوارع مرة أخرى».
ولفت فشير إلى أن المصريين شاركوا فى الثورة الثانية مع العلم بأن الإطاحة بمرسى ستكون بداية جولة أخرى من النضال من أجل الديمقراطية، وهم على يقين أن الديمقراطية مقبلة.
وأضاف «الإخوان وشركاؤهم لم يأخذونا على محمل الجد، ولم يهتموا سوى بتوسيع، وإحكام سيطرتهم على مؤسسات الدولة، وذلك بدلاً من الاستجابة لمطالبنا بالتفاوض على اتفاق على المرحلة الانتقالية، مما جعلهم يعادون القضاء، والشرطة، والمجتمع المدنى، فقد قاموا بالقليل للتخفيف من حدة الطائفية، فضلاً عن إعلامهم الذى أمطر الشعب بفتاوى جعلت من غالبية المصريين كفارا، حتى أصبح مرسى وإخوانه يعادون مصر كلها تقريباً».
وتابع: «لهذه الأسباب اكتسب الشارع زخما أكبر، فبحلول إبريل الماضى، تقاسم معظم المصريين، فى المدن، والريف، هدفا مشتركا وهو عزل مرسى، ونظامه الاستبدادى الجديد، وإعادة مسار عملية التحول نحو ديمقراطية حقيقية».
ومضى فشير يقول: «معظمنا يشكك فى نوايا الجيش والشرطة، ومكرهين على فكرة إقامة تحالف فعلى مع أولئك الذين عارضوا الموجة الثورية الأولى، ولكن قسوة استبداد الإسلاميين الجدد ساعدتنا على القرار».
وختم مقاله قائلاً «نعلم أن توجيه العملية الانتقالية الثانية نحو الديمقراطية سيكون بمثابة صراع، فى ظل عدم تنظيمنا، ولكن لدينا هدف واضح، ومصممين للوصول إليه، فنحن الأغلبية وسنسود..والديمقراطية قادمة».