نشرت صحيفة "فاينناشال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، تعليقًا للروائي المصري عز الدين شكري فشير، على الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ أيام. ويرى فشير في تعليقه الذي نشر راديو بي بي سي جزءًا منه أن الأزمة في مصر تظهر مخاطر تجاهل تغيرات جوهرية طرأت على المجتمع المصري في العقود الأخيرة وأسفرت عن الإطاحة بنظام حسني مبارك وصعود جماعة الإخوان المسلمين. وستقف هذه التغيرات حائلًا دون انتهاج حكام مصر الجدد ديكتاتورية النظام القديم، بحسب ما يراه الكاتب. ويشير فشير إلى أن المرحلة الانتقالية في مصر حتى الآن بمثابة تنافس بين ثلاث قوى – الإسلاميين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والليبراليين وقيادات النظام القديم. ويرى الكاتب أن جماعة الإخوان المسلمين عقب فوز محمد مرسي بالرئاسة تبنت تفسيرًا للديمقراطية يخدم مصالحها. ويقول إن وعود الجماعة بالمشاركة في السلطة تراجعت، وباتت تعمل على السيطرة على مؤسسات الدولة، مما أثار مخاوف الليبراليين. لكن فشير لفت إلى أن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك، فثلاثة أرباع الشعب المصري تحت سن الخمسين وأكثر من نصفهم أقل من ثلاثين عامًا، وقد أصبحت هذه الأغلبية عنصرًا محوريًا في الساحة السياسية بعدما كانت غائبة عنها. ويقول فشير إن هذه الأغلبية لديها ثقافة سياسية مختلفة، فهي تميل إلى الخطوات العملية وتكره الخطط الرنانة والكلام الفضفاض للزعماء السابقين. ويشير إلى أن جماعة الإخوان ربما تستطيع الاستمرار مع تجاهل الأحزاب الليبرالية، لكنها ستكون مخطئة تمامًا إذا استهانت بمطالب التغيير التي يرفعها الأغلبية الشباب.