الباعة يخدعوننا وبتلاعبون بنا إبتداءاً من بائعات بالجرجير ... وصولاً إلى محال الملابس ألم يحدث أن ذهب أحدنا يوما لشراء قميص أو بنطلون .. ليفاجأ عند وصوله إلى منزله أن هناك زر مفقود ؟ أو أن القميص ممزق من جنبه مثلاً ؟ خاصة في مواسم التخفيضات، بدعوى أنها تخفيضات طبعاً ! وعندما تعود مستاءاً إلى البائع؛ يجيبك بالجملة المشهورة .. " ماهو حلو اهو...ركب/ي زرار .. لو عاوز/ة احنا ممكن نركبهولك" ... كأن المشكلة في إنعدام الأبر والخيط في البيت ! ويرمقك بمنتهى الإستغراب ولسان حاله يقول: "مين المجنون ده اللي جاي يرجع سلعة معيوبة؟!!" محال السوبر ماركت (الصغيرة طبعا)، تعيد للبائع زجاجة لبن أصبح بقدرة قادر (رايب) بسبب جهله وسوء تخزينه له .. وتصيح في وجهه: "دوق!"... يدوق و بمنتهى القلاطة يقولك: "عادي... لبن أهو!!" وتقف حضرتك مذهولاً أمام وقاحته... تتساءل عن أفضل طريقة للإنتقام منه! إذن.. وبإعتبار أن الكائن المسمى (حماية المستهلك) هو كائن خيالي ... وبما أن البائع لن يعطيك فاتورة بمحض أرادته وأن أعطاك بتبقى (كده وكده) لإسكات حضرتك والسلام.. وبما أنك لن تصطحب معك محامياً لتكتب عقد القميص، فعلينا أن نرفض السلعة الرديئة بعنف . المشكلة ليست في البائع على فكرة، المشكلة أن من المستهلكين من يقبل بالرداءة ... وبالتالي فأي بائع متأكد أن (لو ما عجبكش هيعجب غيرك) علينا جميعا أن لا نقبل بأقل من حقنا الطبيعي في سلعة مواصفاتها محترمة ومحدش يقول الناس مش لاقية تاكل!!! المقاييس العالمية للقمصان سواء كانت ب 10 جنيهات أو ب 1000 جنيه تحتم أن يكون (كامل الزراير)!!! الفكرة في الحفاظ على والإرتقاء بجودة السلعة التي نحصل عليها، لو أستمر الجميع في قبول الرديء؛ لن يزعج أحدهم نفسه بتقديم الأجود للمستهلك. وسنستمر إلى الأبد على حالنا تلك كأن هوا دا أخرنا .. نقبل بالقميص المقطوع!