قال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن مظاهرات 30 يونيو أثبتت أن هناك قوة تستطيع الحشد في مواجهة التيارات الإسلامية، وهذه القوة الشعبية أعادت تنظيم نفسها، وهي تحالف واسع من رجال أعمال وأعضاء سابقين في الحزب الوطني، وضباط أمن تركوا عملهم وجموع غاضبة وساخطة لأسباب عديدة، وقلة من تيارات سياسية لم تكن قادرة من قبل على حشد 10% من هذه الحشود». وتساءل «العريان» في صفحته على «فيس بوك»، مساء الأحد: «هل تقدر هذه القوى على التماسك حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهل تملك قدرة على إبقاء هؤلاء في الميادين 10 أيام». وأشار إلى أنه «لو أرادت القوى الإسلامية التي أعلنت التحالف الديمقراطي الوطني الحوار، والتفاهم مع تلك الجبهة العريضة، فهل تجد قيادة على استعداد للحوار والمصالحة الوطنية، وهل تضم تلك القيادة المنافسة رموز الأحزاب الحالية حيث يعلم الجميع ضعف أحزابهم، وعدم قدرتهم على الحشد». وأوضح أنه «إذا انتهت المظاهرات بعدم سفك دماء، فإن الديمقراطية والتحول الديمقراطي يكونان حققا مكسبًا كبيرًا، لأن هذه الحشود لابد أن تترجم نفسها فى تعبير سياسي ديمقراطى عبر الصناديق والاقتراع». وأضاف: «سنكون أمام حزبين كبيرين، أو جبهتين تتداولان على السلطة في مصر شرط احترام القواعد الديمقراطية والدستورية، وعدم الانقلاب عليها، وعدم إقصاء أحد». ولفت إلى أن هناك رابحين وخاسرين في مظاهرات الأحد، القوى الإسلامية ربحت استعادة قدرتها على حشد الملايين، وتماسكها الواضح ووضوح موقفها من الالتزام بالديمقراطية والشرعية، واحترام إرادة الشعب كما يعبر عنها في صناديق الاقتراع، البعض خسر باعتزاله خشية فتنة منعها الحشد والحشد المضاد. وأكد أن «مناصري النظام السابق، وأنصار شفيق كسبوا بظهور قدرتهم التنظيمية، واختبائهم خلف واجهات شبابية وسياسية في الغالب سيتخلون عنهم إذا بدأت مصالحة حقيقية، وسيطلبون أن تكون المصالحة معهم، وليس عبر وسطاء بعد أن نجحوا فى انتزاع اعتراف بعض من ثار ضدهم بحقوقهم الوطنية». وأوضح أن الأحزاب خسرت، ولم تقدر حتى الآن على بناء نفسها، وأضاعت الوقت والجهد فى مناكفات، ولم تستوعب قواعد الديمقراطية، وأنها أعلنت عدم احترامها دستورا وافق عليه الشعب، ورفضت الحوار بإصرار، ولن تستطيع العودة إليه، لأن فى ذلك مزيدا من الخسارة، بحسب قوله. وتابع: «عدنا إلى أيام عبد الناصر والسادات ومبارك، نظام قديم كان في الحكم ستون سنة يسانده الجيش والأمن، وتدعمه قوى خارجية تحول إلى معارضة سياسية وشعبية في مواجهة التيارات الإسلامية، وفي القلب منها الإخوان المسلمين». وأكد أن الجيش كسب احترام الجميع، بابتعاده عن الانغماس في الحزبية، والعمل السياسي، والتزامه الشرعية الدستورية، والشرطة كسبت وخسرت، كسبت عدم تعرضها للمتظاهرين، لكن خسرت انحياز بعض ضباطها لعمل سياسي، وضعف البعض عن منع العنف، الذي حدث في الأيام السابقة، وتواطأ القلة مع البلطجية». وأردف: «البلطجة لن يكون لها بعد ذلك مكان إذا تحققت مصالحة وطنية حقيقية تقود إلى انتخابات برلمانية تستعيد توازن القوى، وتعمل على تعديلات دستورية لصالح الوطن». وأكد أن «الرئيس استطاع أن يحتفظ بهدوئه، وأعلن أنه مع الشرعية الدستورية، وسيستكمل التحول الديمقراطي، وسيفعل لجنة المصالحة الوطنية، ولجنة التعديلات الدستورية، وينتظر ملايين المصريين منه الكثير، خاصة فى تحسين أحوالهم الاقتصادية والمعيشية، وتحقيق مطالب الشعب، لاستعادة الهدوء بعد أيام عصيبة».