غرق عاملين داخل بيارة صرف صحى بالغربية.. والأهالى يتهمون شركة مقاولات بالإهمال

اتشحت قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بالسواد بعد مصرع اثنين من الأهالى داخل بيارة صرف صحى بالقرية. وأنقذ القدر شخصاً آخر من الموت معهما.
كانت القرية قد شهدت سقوط العامل محمد سعد منصور من أبناء قرية عرب بنها، مركز طوخ، والذى يعمل بشركة المقاولات التى تقوم بأعمال الصرف الصحى بالقرية وعقب سقوطه حاول أحد أهالى القرية إنقاذه ويدعى جودة العويسى ونزل خلفه إلى البيارة لكنه فقد الوعى فقام شخص آخر يدعى محمد حامد القصاص من أبناء القرية بالهبوط داخل البيارة وتمكن من إنقاذ جودة العويسى الذى أصيب بحالة إغماء لكن فارق «محمد القصاص» الحياة بعد أن أنقذ ابن قريته ليلقى حتفه هو والعامل داخل البيارة.
انتقلت «المصرى اليوم» إلى قرية صفط تراب والتقت بأسرة المتوفى محمد حامد القصاص «30 سنة» متزوج ولديه 3 أطفال: طفلة تدعى «صفاء» بالصف الخامس الابتدائى، وابن فى الصف الثانى يدعى «أشرف»، وابنة ثالثة طفلة رضيعة «جنة».
تقول زوجتمه إنه كان يعمل باليومية وإنه كان يجلس أمام منزله وفوجئ بالعامل يسقط داخل البيارة وقام بالنداء عليه إلا أنه فوجئ بنزول جودة العويسى «فلاح - 50 سنة» لإنقاذه ولما تأخر نزل «محمد» لهما ووجد جودة العويسى مختنقاً وأغمى عليه فقام بإنقاذه وحاول إنقاذ عامل الشركة إلا أنهما اختنقا وماتا بداخلها.
وقالت والدته: «محمد له أخ واحد و3 بنات وربنا يعوض علينا ويحتسبه من الشهداء لأنه حاول إنقاذ آخرين من الموت». واتهمت شركة المقاولات التى تقوم بإنهاء خط الصرف الصحى بالقرية بأنها وراء موت ابنها والعامل لعدم الانتهاء من خط المجارى منذ 22 عاماً.
وأكد جودة العويسى - الناجى من الموت - والذى أصيب بحالة إغماء شديدة عقب نزوله لإنقاذ عامل الشركة: «شاهدت عامل الشركة أثناء سقوطه فى البيارة ونزلت علشان أنقذه أو أجذبه من ملابسة إلا أنى لم أشعر بنفسى وأصبت بحالة إغماء وكدت أموت بالاختناق.. ولم أفق إلا فى منزلى وعرفت أن محمد القصاص حاول إنقاذ عامل الشركة وإنقاذى إلا أنه مات معه».
واتهم أهالى القرية المسؤولين وشركة العبد للمقاولات المنفذة للمشروع بالتقاعس وأكدوا أنه لم يتحرك أحد لتوقيع الشرط الجزائى وإنهاء الأعمال مع الشركة بالرغم من وجود عيوب فنية خطيرة فى المشروع وخط الانحدار وخطوط الصرف بالقرية. وقالوا إنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسؤولين دون جدوى. وأشاروا إلى أنه عقب كل كارثة يسمعون الوعود ولكنها لم تصل إلى حد التدخل لحل الأزمة، رغم تكلفة هذا المشروع الكبير.
وطالب أهالى القرية بضرورة التحرك السريع لإنقاذ القرية من المياه الجوفية التى تهدد المنازل بالانهيار والانتهاء من مشروع الصرف الصحى المتوقف منذ 22 عاما ومطالبة الشركة بصرف تعويضات للأهالى والمتوفين.