لى صديق ملحن شاب يمتلك تجارب سيئة مع بعض الشعراء الغنائيين من أبناء جيله، ولذلك طلب منى أن أرشح له نصا شعريا يصلح لكى يكون أغنية ناجحة، تظهر فيها مهاراته التلحينية الفذة، لم يحدد مواصفات معينة سوى طلبه أن تكون القصيدة «قريبة من الناس»، وبعد تفكير طويل اخترت له قصيدة كتبها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم ونشرت فى أعماله الشعرية الكاملة، القصيدة اسمها (البتاع)، وكان عم أحمد قد كتبها فى سجن الاستئناف عام 1981، كان الشيخ إمام رحمه الله قد لحنها منذ سنين طويلة، لكن لحنها لم يشتهر أبداً، فى حين اشتهرت القصيدة نفسها أكثر، فلا تتم استضافة عمنا أحمد فؤاد نجم فى أى أمسية شعرية أو ندوة ثقافية أو برنامج تليفزيونى إلا وكانت (البتاع) واحدة من أبرز القصائد التى يطلبها منه الناس، حريصين على أن يسمعوا منه القفلة المميزة التى يختم بها القصيدة، وهى قفلة لم يتم إيجاد معادل لغوى يترجمها إلى حروف مكتوبة، عندما قرأت القصيدة لصديقنا الملحن الشاب استغربت أنه لم يكن قد سمع عنها من قبل، واستغربت أكثر أنه بعد سماعه لها ادعى أنها لا تصلح أن تكون أغنية ناجحة ولن تدخل فى دماغ المستمع المصرى بنكلة، لأنها بعيدة كل البعد عنه، ولذلك قررت أن أنشرها لكى تكونوا حكما بينى وبين صديقى الملحن، فربما كان لديه حق. يقول أحمد فؤاد نجم فى قصيدته: «ياللى فتحت البتاع.. فتحك على مقفول لأن أصل البتاع.. واصل على موصول فأى شىء فى البتاع.. الناس تشوف على طول والناس تموت فى البتاع.. فيبقى مين مسؤول وإزاى هتفتح بتاع.. فى وسط ناس بتقول بإن هذا البتاع.. جاب الخراب بالطول لإن حتة بتاع.. جاهل غبى مخبول أمر بفتح البتاع.. لإنه كان مسطول وبعد فتح البتاع.. جابوا الهوا المنقول نَكَش عشوش البتاع.. وهَدِّ كل أصول وفات فى غيط البتاع.. قام سَمِّم المحصول وخَلّا لون البتاع أصفر حزين مهزول وساد قانون البتاع.. ولا عِلّة ولا معلول فالقاضى تَبَع البتاع.. فالحق ع المقتول والجهل زاد فى البتاع.. ولا مَقرى ولا منقول والخوف سَرَح فى البتاع خَلّا الديابة تصول يبقى البتاع فى البتاع والناس صايبها ذهول وإن حد قال ده البتاع .. يقولوا مش معقول وناس تعيش بالبتاع.. وناس تموت بالفول وناس تنام ع البتاع.. وناس تنام كشكول آدى اللى جابه البتاع.. جاب الخراب مشمول لإن حتة بتاع.. مخلب لراس الغول باع البتاع بالبتاع.. وعشان يعيش على طول عَيِّن حَرَس بالبتاع .. وبرضه مات مقتول». [email protected]