مهما تعرض شعب مصر لأزمات تراكمت فيما تفجر عنها مظاهرات واحتجاجات يومية، ربما تحتل صحوة بعد غفوة مجتمعية، إلا أن كل ليل غارق فى الفساد والكوارث اليومية قد يبدو بلا نهار.. وهذا ضد منطق التاريخ. لذا فإن من يؤمن بهذا الشعب - مثل كاتبة هذه السطور - لابد أن يرى ويشارك فى مشروع «حلم العلم» الذى أطلقه الشاعر الملحمى الكبير «جمال بخيت» على صفحات جريدة «المصرى اليوم»، إنه مشروع له دلالته الوطنية القومية، وخطوة أولى فى مسيرة ألف ميل من الكفاح من أجل تحقيقه. جاء هذا المشروع ومصر عارية من أى مشروع سوى مشروعات الفساد والكوارث والإفقار، جاء ليفتح أفقًا جديدًا يجذب كل المؤمنين بالعلم أساسًا لنهضة أى أمة، انطلق ليحرك أشواق المجتمع المصرى بجميع فئاته وأعماره ومستوى تعليمه وثقافته، بعد أن انتهك الجهل عقله وروحه، وها نحن نرى مدى حماس واشتراك أهم علمائنا الوطنيين الفاعلين، مثل «الدكتور محمد غنيم، ود. أحمد زويل، ود. النشائى، ود. مصطفى السيد، ود. محمد أبوالغار، والعديد من العلماء إلخ». بوصفهم وآخرين قدوة فى الكفاح العلمى من أجل القضاء على كبوة مصر، لقد طال تردى مصر من التخلف والجهل وأمية العلم والمعرفة بصورة فاضحة مذلة ومهينة لاسم مصر على نطاق العالم. وقد تبين خلال الأيام القليلة بعد أن نشرت «المصرى اليوم» كوبون مبادرة «حلم العلم» مدى حماس الملتزمين أدبيًا بالمساهمة فى هذا المشروع القومى، وتدفق ملء وإرسال الكوبون للصحيفة، كما تبين تأييد كل المداخلات التى اشتركت فى برنامج «العاشرة مساء»، يوم «الثلاثاء 3 مارس» لضرورة خروج هذا المشروع القومى بعيدًا عن الحكومة أو أى جهاز فى الدولة التى لا يثقون فيها، مع حتمية أن يكون مستقلاً «كهيئة علمية مستقلة» لها قانونها الخاص. ولست أتناول أبعاد هذا المشروع القومى بالغ الأهمية حول تفاصيله التى تكتمل خطوة خطوة، إنما أردت أن أقول إن المبدع فى كل مجالات الإبداع أكثر حساسية وتعبيرا عن قضايا وطنه مثل الشاعر جمال بخيت، وقائمة طويلة من شعرائنا الراحلين الخالدين والأحياء، أطال الله أعمارهم، إن الحلم دائمًا أبدًا يتحول إلى واقع ينهض بأمة كانت ذات يوم من أعظم أمم الأرض، وهنا يأتى دور الصحافة الرائدة المتميزة فى تبنى حملات المشروعات الوطنية القومية، وهذا ما تبنته جريدة «المصرى اليوم»، بسياستها الهادفة التى لا تقتصر على تنافسها مع الصحف الأخرى على تصاعد انتشارها وأرقام توزيعها، إنما حرصها على تبنى حملات لا تخدم فقط قارئها أيًا كان أرقام توزيعها تزايدًا أو نقصانًا.. بل الأهم أن تنجح فى مشروعات قومية استراتيجية الهدف، وقد نجحت فى حملة نظافة الشارع المصرى وها هى تتبنى مشروع «حلم العلم» لفتح آفاق أمل بعقول وطنية خالصة تؤسس ركيزة قاعدة علمية مصرية عربية، يشترك فى بنائها كل قرش وجنيه من دخول أبناء مصر لتتحول إلى ملايين هى ثروة استثمارية وطنية، وهنا يصبح هذا الاستثمار الرأسمالى الوطنى هو المنتج الفاعل من أجل نهضة مصر. تحية لجريدة «المصرى اليوم»، ودعوة لمزيد من تبنى وتكريس أى حملة لمشروع قومى بعيدًا عن منظومة التخلف والتجهيل والأسلحة التخريبية للقضاء على جسد وروح مصر، مصر تختزن فى رحمها «جمال بخيت»، ومئات وآلافًا من علمائنا العظام، وكل من يقف وراء أى مشروع قومى للنهضة فى شعب لا يستحق سوى أفضل حياة وأكرمها.