بعد تأجيلها في اللحظات الأخيرة، ناسا تعلن موعد إطلاق أول رحلة مأهولة ل"ستارلاينر"    درجات الحرارة اليوم الأربعاء 08 - 05 - 2024 فى مصر    بفضيحة إزازة البيرة، علاء مبارك يوجه ضربة قاضية لمؤسسي مركز تكوين الفكر العربي    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائر : دولة لايحكمها رئيس


إعادة اكتشاف شعب "شقيق"
الهمج
الذين رفعوا أيديهم بالدعاء لأنه خذل الفراعين

قال لى مثقف جزائرى كبير، عانى الكثير فى بلده بسبب مواقفه المستنيرة، شارحا لى بعض مظاهر الاختلاف فى مفاهيم وكلمات متداولة بين المصريين والجزائريين: (اللبوة فى الجزائر هو وصف تكريم للمرأة .. ولكنه فى مصر إهانة لها .. ولو واجهت الجزائرى بالبسملة - أى قلت بسم الله الرحمن الرحيم - لانتفض غضبا .. لأنها فى الجزائر أقرب إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم) .. وأردف: (والواقع أننا جميعا مقصرون فى التعريف ببعضنا البعض).
وقد رددت عليه، إذ كان الحوار بيننا يدور فى رسائل خاصة عبر الإنترنت قائلا: (أتفق معك .. ولكنى لا أعتقد أن وصف العاهرة يمكن أن يختلف عليه شعب عربى .. كلنا يعرف معناها .. وقد أطلق فى صحف الجزائر على استاد القاهرة الذى كان يحمل اسم استاد ناصر .. وتعرف من هو عبدالناصر .. اسم استاد العاهرة .. فهل القاهرة صارت العاهرة؟).
ومن ثم عاد هذا المثقف المحترم وقال: (الانزلاقات اللفظية كثيرة ومقرفة، وكانت فرصة انتهزتها العناصر المعادية للعروبة، وليس لمصر، وقد تعرضت للكثير من وخزاتها).
بهذه العبارة يلمح المثقف الجزائرى إلى ما بين فريقين فى الجزائر من صراع سقيم .. فصم ثقافة البلد وهويته .. وجزأه بين حافتى جرف رهيب .. بحيث يبدو أن الجزائرى يضع ساقه اليمنى هنا وساقه اليسرى هناك .. بين الفرنسة والعروبة .. فإما سقط فى هوة سحيقة.. وإما بقى تائها ممزقا غير مستقر.. يولى وجهه شطر أوروبا ويريد أن يهاجر إليها، لكنه فى نفس الوقت لديه حنينه الذى يتجه إلى الأمة العربية.
لقد كان المصريون طيلة الأيام الماضية يندهشون جدا وهم يجدون فى مواجهتهم فريقا ينتمى لبلد اسمه (لالجيرى)، كما يهتف مشجعوه، فى حين أنهم ينتظرون فريقا عربيا اسمه الجزائر .. وقد وجدوا صعوبة هائلة فى أن يفهموا أن أشقاءهم الآتين من الخضرا مملوءون حقدا وغلا لكى يناصروا فريقهم .. ويتكلمونا لغة أخرى لا هى العربية ولا هى الفرنسية .. وأصحابها لا يعرفون من القاموس العربى المتداول سوى كلمات السب والقذف التى تدربوا عليها كثيرا.. لكى يوجهوا الإهانة لهم .. قبل أن يتحولوا إلى الضرب والبلطجة وممارسة أفعال الرعاع فى الخرطوم.
ولقد أذاع التليفزيون الجزائرى، بعد نحو ساعتين من مباراة أم درمان فيلما للاعبى الفريق وهم يرقصون فرحا فى غرفة الملابس، إلى أن أوقفهم شخص ما، يبدو أن له مكانة دينية، وراح يقول: كما بدأنا بالقرآن نختم بالقرآن، فتحلق اللاعبون.. وقرأوا الفاتحة.. وقادهم الرجل بالدعاء.. شاكرا الله على النصر.. ثم كرر مرارا فى ختام الدعاء: اللهم أنك أخذلت الفراعين.. اللهم أنك أخذلت الفراعين.
إن الفيلم المذكور ممهور بعلامة القناة الرسمية موجود على موقع يو تيوب لمن يريد أن يتفرج.
ولابد أن الجميع يدرك المدلولات المختلفة لكلمة الفراعين بين متطرفين بهذا القدر من الحدة والعنف.. وكانوا يقاتلون أنفسهم ما يزيد على عشر سنوات.. ودمروا نصف بلدهم على الأقل.
الحقد الذى انفجر
ولا أريد أن يصل الأمر إلى حد التنابذ الشعوبى بين البلدين .. ولا أريد أن أخوض معركة عنصرية ضد فئة من أشقائنا العرب .. و لا أريد أن أمارس تعاليا على الإخوة فى (لالجيرى)، لكن هناك مجموعة من الأمور يجب أن تستوقفنا:
إن مصر تعرضت بالفعل لحرب عنصرية خلال الشهر الفائت من مختلف وسائل الإعلام الجزائرية .. رسمية وخاصة.. وفى كل منتديات الإنترنت .. وفى ظل حالة صمت رسمى مطبق ومتعمد .
إن الأمر تخطى موضوع المباراة .. وأظهر قدرا هائلا من الحقد والغل .. لم تكن له بوادر وظواهر على الإطلاق .. لدى الشعب الجزائرى الشقيق .. كما لو أنه بيننا وبينهم حروب ضارية لم تمح دماءها السنوات .. وكما لو أننا احتللنا الجزائر عقودا طويلة.. حتى فرنسا التى احتلت الجزائر قرابة 132 سنة .. لا يكن لها الأشقاء فى (لالجيرى) هذا القدر من الغل الذى كشفته تفاعلات المباراة .. وتصفيات كأس العالم .
إن المسألة تخطت حدود الانفعال الشعبى .. وتهييج وسائل الإعلام .. بل إن الدولة الجزائرية قفزت فوق الأمر برمته .. وامتطته .. وراحت تمد جسرا جويا حربيا .. بطائرات روسية .. إلى الخرطوم .. حيث نقلت البلطجية فى شكل مناصرين ومشجعين .. إلى ساحة المعركة .. ثم حين ارتكبوا أفعالهم الشنيعة المرتبة حتى بعد أن فازوا .. فإنها صمتت.. ولم تصدر بيانا يرفض أو يدين .. أو يتوعد المجرمين بالعقاب .. فهل هو أمر مرتب ضد مصر .. أم أنه توظيف سياسى لصالح أمور داخلية.
لفت نظرى كثيرا ..أن رئيس الوزراء المصرى حين هاتف رئيس الوزراء الجزائرى بشأن ضرورة توفير الحماية للمصريين فى الجزائر .. لحظة تعرض بعضهم إلى أعمال تعدٍ وعدوان فى مأمنهم ومساكنهم .. كان أن فاجأه رئيس الوزراء الجزائرى بالحديث عن أن مقطعا على موقع (اليوتيوب) يظهر كلبا وقد ارتدى علم الجزائر .. ولم أستطع أن أستوعب كيف يمكن أن يشغل هذا رئيس وزراء .. وهو يتلقى طلبا بهذا القدر من الأهمية والحرج .
حالة نفسية معقدة
إننا أمام حالة عقلية ونفسية وحضارية وسياسية وثقافية لابد أن نستوعبها من جديد وأن نعيد اكتشافها .. ربما نعثر على مكمن نشوء الحقد .. ومنبع الغل .. وسبب الكراهية التى تخفت سنوات طويلة خلف شعارات براقة .. وكلمات قومية عريضة جدا .. وألفاظ تنتمى إلى قواميس مزخرفة من زمن فات .
إن ما روع المصريين فى الأحداث الأخيرة بالأساس هو قدر العنف الذى اتسم به المشجعون فى مباراة كرة قدم .. دعك من التلفيقات .. والافتعالات .. والمناورات .. والادعاءات .. وإنما أن الرغبة فى الشجار .. والتهديد بالذبح قبل وبعد مباراة الخرطوم .. وتكسير الباصات وقذف الناس بالطوب .. وملاحقة الجماهير المسالمة .. وشراء المطاوى والخناجر والأسلحة البيضاء استعدادا للخناق .. كل هذا طرح تساؤلات رهيبة .. ماذا يريد هؤلاء الناس ولماذا .. وما كل هذه الدموية .. ولماذا ضدنا ؟؟.. وكيف لا يخرج فنان واحد أو مثقف فريد أو سياسى مختلف ليقول ماهذا يا أبناء (لالجيرى ) ؟
العنف الذى اكتشفناه فجأة فى الشخصية الجزائرية خلال الأيام الماضية .. ليس موجها لنا وحدنا .. الذى حدث هو أن هناك من وجه به إلينا .. بدلا من أن ينفجر فى المجتمع الجزائرى وضده .. فيه قسوة مثيرة للتساؤل .. وهو فى أحيان كثيرة إذا لم يوجه إلى طرف ما .. فإن الشخصية الجزائرية توجهه إلى نفسها .. ولعل الكثيرين لايندهشون حين يعرفون أن فى شهر أكتوبر الماضى قتل 15 جزائريا على الأقل وأصيب 68 ليس خارج الجزائر وإنما داخلها .. وليس فى مناسبة الغضب من هزيمة كروية .. وإنما فى احتفالات فوز الجزائر على رواندا 3-1 .. ما هذه السادية المقيتة؟!
هذه الاحتفالات الدموية أدت إلى سقوط تسعة قتلى فى العاصمة ومدن وولايات وهران وتيارات والسعيدة وعيد الدفلى .. أما الستة الباقون فقد ماتوا بالسكتة القلبية من فرط الفرح .. ولم تقع حوادث القتل بسبب اشتباكات .. وإنما بسبب استخدام المفرقعات وإشعال أنابيب المبيدات الحشرية والقفز فوق السيارات والسقوط تحت عجلاتها .. بينما الشرطة لايمكنها أن تفعل شيئا .
ولم تكن هذه هى المرة الفريدة .. بل إن المعتاد هو أن يسقط القتلى بعد كل مباراة .. وليس من المعتاد أن تصدر صحيفة بعد أى مباراة محلية ولايأتى فيها ذكر لموت شخص أو أكثر وإصابة العشرات .. وقد أدت عمليات العنف - وليس الشغب الكروى - بعد المباريات إلى إقامة 120 مباراة فى الجزائر بدون جمهور خلال السنوات القليلة الماضية. فى أعقاب مباراة زامبيا التى فازت بها الجزائر أيضا .. قرأت تقريرا صحفيا جزائريا عن مصابى وقتلى الأفراح فى (لالجيرى) .. ولم أتمكن من إحصاء الإصابات .. فهى بالمئات .. 31 فى البليدة .. و17 فى خنشلة .. و50 مصابا بكسور .. و95 فى وهران.. وغير ذلك كثير .. بخلاف قتلى متناثرين فى مختلف المدن .. أطفال وشيوخ وشباب .. وعلى أجناب كل هذا ولائم وحفلات أغانٍ .. وحوادث مرور .. أو كما وصف التقرير الأمر بأنه أقرب إلى فوضى عارمة.
كل هذه الجثث
أنا شخصيا لم أعش فى الجزائر .. زرتها مرة واحدة قبل عامين .. وكانت المناسبة هى اختيار الجزائر - العاصمة عاصمة للثقافة العربية .. وقد وجدها الجزائريون فرصة لكى يخرجوا من عزلة طويلة تعرضوا لها .. لا لشىء إلا لأنهم لايجدون ما يمكن أن يتفاعلوا به مع الآخرين من أشقائهم .. ومضت السنة المختارة فرصة للجزائر ولم تنته العزلة.
والكثيرون ممن عاشوا فى الجزائر أو اقتربوا منها .. يمتدحون مقومات الشعب الجزائرى .. وتاريخه وتركيبته .. أو قل إنهم ينافقونه .. لكنى لا أستطيع تجاهل كل هذا العنف .. فى مباريات يفترض أنها من أجل المتعة .. كما لا أستطيع أن أتجاهل أن الإرهاب الذى عاشته الجزائر كان عنيفا لدرجة مذهلة .. ودمويا لدرجة لا يمكن تخيل حدودها رغم أنها وقعت .. وقد حصد فى طريقه ما لا يقل عن مائة ألف قتيل .. خلال عقد ونيف من السنوات. والواقع أن هذا القدر الهائل من الجثث الذى يتم إهدارها فى تاريخ أى شعب لايمكن أن يمر .. حتى المليون شهيد الذين أنفقت الجزائر أرواحهم من أجل أن تتحرر لابد أنه رقم يستوقف الجميع .. مع كل التقدير لروح كل شهيد فردا فردا .. وتقديرنا لدوره ومكانة كل منهم فى مواجهة الاحتلال الفرنسى .
ولكن هذا كله لا علاقة له بمصر .. اللهم إلا أن مصر قدمت نوعا من الدعم والتعضيد للنضال الجزائرى فى عملية التحرير .. سلاحا وتمويلا ودعاية ومساندة .. وصولا إلى فيلم خالد مجد سيرة المناضلة جميلة بوحريد .. وهى أمور لا داعى لذكرها لأنها فيما يبدو تضايق الشعب الجزائرى الشقيق .. وتستفز كبرياءه .. إذ إن علينا أن نقول إنه تحرر وحده ولم يعضده أحد .. وهو صانع مجده .. لم يشاركه فيها آخر .. بل إن مصر لم يكن لها وجود أصلا وهو يخوض معركته تلك .. وعلى النقيض من هذا فإن نصرنا فى حرب أكتوبر لم يكن ليتحقق لولا أن الجزائريين قد ساهموا فيه وساعدونا خلاله .. هذا هو ما ينبغى أن نقوله ترضية لهم .. واسترضاء لعنصريتهم.
ومن الواضح أن عملية التحرير كانت تتواصل فى الخرطوم .. الصحف الرسمية الجزائرية تعاملت مع المباراة على أنها جزء من عملية نضال مقدسة .. وإذا كانت صحيفة خاصة قد قالت عن مباراة السبت (خسرنا معركة ولم نخسر الحرب) .. فإن صحيفة الشعب الرسمية .. قالت بالحرف إن فريق الجزائر أبدى (مقاومة بطولية فى ملعب القاهرة) .. واعتبرت أن التأهل فى مباراة الخرطوم .. سيكون (صفعة للفيفا وكل المتآمرين على منتخب الجزائر من الحكم الذى أدار لقاء مصر - رواندا فى الذهاب، وكذا الحكم الذى أدار لقاء الجزائر - رواندا، وكذا الحكم الذى أدار لقاء الجزائر - مصر .. وستظهر الجزائر التى تدفع ثمن نزاهتها وتضامنها مع المظلومين والقضايا العادلة بأنها أقوى ومنصورة بإذن الله) .
فقرة مثل تلك التى مرت تجد فيها عقلية مذهلة .. ترى أن الجزائر تعرضت لمؤامرة من الحكام المختلفين فى ثلاث مباريات .. وأنها - أى لالجيرى- تدفع فى مباريات الكرة ثمن نزاهتها .. والتضامن مع المظلومين .. والقضايا العادلة .. وصولا إلى الادعاء فى فقرة أخرى من المقال إن الفيفا قد أصبح مخترقا بالصهاينة .. وأنه يجامل مصر لأنها وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل.. وإن المباراة تحتاج إلى خطة جهنمية.
الفراعنة.. ومصرائيل
ولست أدرى ما هذا الاستخفاف بالعقول .. وكيف يمكن أن يكون هذا المعنى سائدا فيما بين النخبة الجزائرية .. وتردده أصواتها فى الصحافة .. ويقوله الناس فى تعليقات المنتديات .. بل يصل الأمر حد أن يحمل المشجعون الجزائريون لوحة فى استاد الخرطوم تطالب مصر بأن تفتح معبر رفح .. بل إن يصبح اسم مصر فى ألسنة عدد كبير من الجزائريين هو: (مصرائيل ).. أى كلمة تجمع بين اسم مصر واسم إسرائيل.. ويكتب هذا فى وسائل إعلام ويتم تداوله .. ومن المدهش أن بعضهم كتب أن هزيمتنا فى الخرطوم قد أعادت الفراعنة إلى قبورهم .. أى أننا مجرد أشباح .. ومتنا على أيديهم .. ولم يعد لنا وجود .. كما لو أن هذا سوف ينفى تاريخ حضارة الفراعنة من الوجود.
لا الإخوة فى الجزائر من الفرس الشيعة الذين يريدون فرض الهيمنة على المنطقة العربية .. ولا هم من بين الإسرائيليين الذين يرون فى مصر قيادة تبقى المنطقة حاضرة فى صراع حضارى ممتد مع الدولة العبرية .. ولا ينتمون إلى أصول تعود إلى الهكسوس الذين غزوا مصر قبل ألوف السنين .. ولا هم بينهم وبيننا تراث يعود إلى الحروب الصليبية .. لكنهم يجدون أن عليهم تصفية ثأر تاريخى مع مصر وحضارتها وشعبها .. خارج ملاعب الرياضة .. وفى كل الساحات .. وقد كلفوا أنفسهم بأن يقتصوا للأمة من خيانتنا لها.
إن المشكلة فى الجزائر هى أنها تقدم ذاتها على أنها نصير أكيد للقضية الفلسطينية .. وأنها داعم حقيقى فى مواجهة الصراع الذى يخوضه الفلسطينيون .. ولكن هذا النصير لايترجم عمليا على الرغم من كون هذا الملف كان دوما مثار شعارات ترفعها الدولة فى (لالجيرى) لإقناع الشعب بأنها تقوم بأدوار قومية .. وهذه الأدوار لا يمكن لها أن تترجم على أرض الواقع لأسباب كثيرة أهمها أنه لا توجد فرصة جغرافية .. ومن ثم فقد كانت الجزائر ولم تزل تنحو الاتجاه الأكثر ميلا لشعارات الستينيات .. وهو اتجاه لا يكلفها شيئا.. إذ ليس مطلوبا منها أن تفى بأى التزام إقليمى أو دولى .. لذا تبقى هناك بعيدا فى المغرب العربى تتحدث عن الشعارات دون أن يحاسبها أحد.. وتمارس الخديعة على شعبها.
النضال المزيف
ولم نكن نحن فى مصر نشغل بالنا بما يجرى .. وربما كنا نرى أن قليلا من المزايدات يصلح المعدة الجزائرية .. لكن الذى اتضح فى الأيام الأخيرة هو أن تلك المزايدات قد تراكمت .. وخلقت موقفا داخل الشعب نفسه .. فى (لالجيرى) .. حيث عُبئ كثيرا وطويلا ضد مصر .. وتم تصويرها له على أنها خائنة .. وعلى أنها باعت القضية .. وعلى أن مواقفها المتتالية هى سبب مشكلة عدم تلبية أحلامه بتحقق نصرة الشعب الفلسطينى .. وبالتالى كان من السهل أن تجد لافتات فى استاد أم درمان تطالبنا بفتح معبر رفح .. وكان من الطبيعى أن تجد أن الحرب العنصرية ضد مصر قد أعطت باعا كثيرا لموضوع أزمة غزة .. التى تبين أن كل قيمها ومواقفها لدى الأشقاء فى (لالجيرى) قد بنيت على أساس ما تردده قناة الجزيرة عن مصر وضدها.
وإذا كان هذا العبث النضالى المزيف بالقضية الفلسطينية، من دول تردد أمام شعوبها أنها تخوض الغمار القومى من أجل فلسطين، قد أفرز هذه الحالة، فإن الوقائع تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه قد تم توظيف هذه العنصرية ضد مصر رسميا .. وأنه قد تم استغلال حدث تصفيات كأس العالم بشكل أساسى من أجل تحقيق أهداف داخلية مختلفة .. ربما يكون أهمها هو تأكيد أن الرئيس بوتفليقة يقوم بأدوار عظيمة .. وأنه يذهب بالشعب إلى آفاق نضالية بعيدة .. ففى الجزائر لم تزل تلك الكلمات تتمتع برونق .. وتروى ظمأ الشعب السياسى .. وتبنى عليها الشرعيات الملفقة.
لقد وصف الفوز على مصر بأنه (استقلال جديد) .. وقال كاتب صحفى إن ما فعله الفريق الجزائرى إنما يمهد لنجاحات مستقبلية فى مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية .. بل ذهب إلى حد اعتبار الرياضة (سلطة تتجاوز السلطة السياسية والقضائية والتشريعية) .. وهكذا فإن (التأهل لتصفيات كأس العالم هو ملحمة من صنع القيادة والشعب) .. وأيضا الفوز هو تعبير عن أن (الجزائر تجنى ثمار وقوفها تجاه القضايا العادلة) .. وأضف إلى ذلك أن (التأهل لنهائيات كأس العالم يؤكد مكانة الجزائر الدولية) .. بل إن (على إسرائيل أن تتحسب للإنزال القادم الذى سيقوم به الجمهور الجزائرى من أجل استرجاع حق العرب ).. إن كل هذا هو نقل حرفى من مقال قرأته صباح الخميس فى جريدة الشعب.
كلام مثل هذا هو ضرب من الجنون .. ويكشف بالتأكيد عن عمق المشكلة التى يعانيها المجتمع فى (لالجيرى) .. وحقيقة الأزمة التى تواجهها الدولة مع شعبها .. إذ تريد أن تبيع له حلما لا أثر له .. وأن تشغله بقيمة لم تضفها إليه .. وأن تشاغله بموقع لم يحصده عمليا على المستويات السياسية والثقافية .. وتحاول أن تقنعه أنها إنما تقف على قدر مستوى طموحاته .. فتدخله فى هذه المتاهات وتلك الفخاخ التى فجرت حربا عنصرية وكشفت عن أن العبث قد أدى إلى نشوء حقد رهيب يتراكم يوما تلو آخر داخل النفسية الجزائرية طوال السنوات الماضية.
الأغنى والأفسد
(لالجيرى) هى بالأرقام وكل المقاييس واحدة من أغنى الدول العربية .. مئات من المليارات .. إن لم تكن ألوفا .. موجودة فى خزائن نتجت عن استثمارات الغاز والبترول .. والجزائر كان يمكنها أن تصبح موازيا غربيا للخليج فى المشرق .. لكن هذا لم يحدث .. بل إن أموالا طائلة لا تجد من يستثمرها ولا تتوافر إليه تشغيلها فى هذا البلد الكبير .. الذى يحل ثانيا من حيث عدد السكان بعد مصر بين الدول العربية .. وهو يتميز بمساحة جغرافية كبيرة .. وموارد متنوعة .. وسواحل متوسطية طويلة .. وجيش كبير .. أى كل ما يمكن أن يعين على نشوء نهضة لم تتحقق أبدا.
وهناك أسباب متنوعة تقف وراء هذا .. أهمها قدر هائل من الفساد الأسطورى الذى لا يمكن تجاوزه على الإطلاق فى كل مؤسسات وبنية المجتمع .. فساد يقف إلى جانبه أى فساد آخر كما لو أنه تلميذ صغير .. ولا يمكن مقارنته بأى حالة فى أى بلد يوصف بأنه فاسد أو يعانى من الفساد .
وقد تغلغل الفساد بحيث أصبح يقوم على أسس عريقة فى المجتمع .. من بينها التنازع بين المؤسسات ودور أقطابها وتأثير شخصياتها .. التى يلعب كل منها دورا ما فى ممارسة الخديعة للشعب .. وتوجيهه إلى موضوعات أخرى تبقيه سكران بمسائل معقدة تاريخية .. فينسى ما يجب أن يتحقق له .. وأن التنازع الثقافى فى المجتمع بين هويتين قد تحول إلى تنازع أيضا بين مصالح اقتصادية متضاربة لقوى مختلفة .. وشخوص متصارعة .. والأهم لأن هذه الطبيعة الدموية العنيفة للشعب تجعله عصياً على أن يمكن تطويعه فى اتجاه عمليات تنمية مستقرة ودائمة.
إن الرئيس هناك صاحب دور رئيسى .. وخصوصا أنه ينتمى لجيل توالى على حكم البلد منه عدد كبير من رفاق النضال من أجل التحرر من الفرنسيين .. لكن لا يمكن القول إن هذا الرئيس هو الوحيد الذى يحكم.. فهناك عشرات من الرؤوس الخفية والمعلنة.. ومؤسسات مختلفة على رأسها الجيش.. كل منها يوظف المضمون الإعلامى فى توظيف طاقات الناس العنيفة واستثمارها.. خصوصا بين الطبقات الفقيرة.. من أجل تحقيق أهدافه.. وفى ظل هذا المناخ بدا موضوع الصراع الذى تفجر فى وجه مصر على المستوى الرياضى نوعا من حالات تجسيد العبث الداخلى الجزائرى الذى لم نكن نرى منه شيئا ولانهتم به.
وفيما يبدو فإن البعض اعتقد أنه يمكن ممارسة هذه اللعبة الحاقدة تجاه مصر .. وتفجير تلك الطاقة المدمرة فى نفوس الناس بحيث يمكن إلهاؤها لأشهر جديدة عما يعتمل فى الداخل .. على أساس أن الشقيقة الكبرى لن تقوم برد فعل .. ويمكن امتطاء كرامتها .. دون أن تقدم على عمل نوعى تعترض به على ما يحدث .. وأنها تغفر .. وأنها تتجاوز.. وأن رئيسها حكيم .. ولكن يبدو أن الأمر كان أكبر ممن أطلقوه .. وفجروه .. فانفجر فيهم .. وصار عليهم أن يخوضوا غماره .. فهل هم يقدرون عليه
أحلام ضائعة
إن الحلم الكبير الذى يباع داخليا يفوق طاقة النفوس فى (لالجيرى) على الاحتمال .. لأن مقومات تحقيق الحلم غير موجودة من الأصل .. فى ظل دولة غير قادرة على أن تلبى الاحتياجات رغم توافر الإمكانات المهولة .. وقد تبين فيما قبل أن الصراع الثقافى والسياسى الذى أدى لسنوات طويلة من التطرف والإرهاب كان قادرا على تفجير الدولة .. وقد عطلها بالفعل وأبقاها قيد عدم الاستقرار طيلة تلك السنوات إلى درجة هددت وجود النظام القائم .. وما إن تم التوصل إلى صيغة توافقية لم تنه التطرف .. حتى تم توجيه الشعب إلى أمور أخرى كثيرة .. كانت من بينها كرة القدم .
ولابد أن الجزائرى يسأل نفسه كيف يمكن أن تتوافر لديه كل تلك الإمكانيات وهذا التاريخ .. وهذه الثقافة .. المتنوعة رغم صراعاتها .. وكل هذه الشعارات الملونة البراقة .. ولا يجد نفسه فى مصاف الدول المتقدمة .. ومازال ضائعا تائها غير قادر على أن يلبى أحلامه؟! .. لابد أنه يسأل نفسه: لماذا تتوافر لديه بخلاف الإمكانيات المالية طاقات بشرية عظيمة .. جعلت فى تراثه وقائمة أسمائه اللامعة الأمير عبدالقادر قائد النضال الكبير ضد الفرنسيين .. ومالك بن نبى المفكر الكبير .. والطاهر وطار المثقف المعروف .. والطاهر بن جلون الروائى الكبير .. ووردة المصرية - الجزائرية .. والشاب خالد .. ومحيى الدين عميمور .. وغير ذلك ورغمه لايمكنه أن يشعر بالتحقق.
كيف يمكن له حتى الآن ألا يقوى على رفع صوته .. ألا يقول رأيه فيحترم .. أن يبقى فى مجتمع غير ديموقراطى .. أن تظل حياته قيد الرقابة .. أن يوصف بأنه مناضل دون أن يكون لديه نضال حقيقى .. أن يقال له أنه يقف إلى جانب القضايا العادلة دون أن يكون هذا الوقوف ملموسا وليس مجرد وهم وسراب .. أن يكون شعبا كبيرا .. ولكن ليس له تأثير حقيقى .. أن يكون له تاريخ ولكنه لايلمح المستقبل .. أن تكون لديه مقومات الاقتصاد ولكن لا يوجد اقتصاد .. أن تكون لديه مقومات الثقافة ولكن لاتوجد ثقافة .. أن تكون فيه القدرات المبدعة ولكن فنه غير مؤثر وغير واضح.
أسئلة الواقع
أسئلة كثيرة .. الإجابة عنها تؤدى إلى مزيد من الاصطدام بالواقع .. ومن ثم تتفجر موجات العنف .. وتسيل الدماء .. وتظهر الأحقاد .. وتنكشف مشاعر الغل .. التى كان أن وجهتها الدولة إلى مصر .. وفجرتها فى وجه الشقيقة الكبرى التى بالتأكيد سوف تتجاهل وتترفع وتتجاوز .. دون أن يعمل الأشقاء فى (لالجيرى) حسابا لقاعدة: اتق شر الحليم إذا غضب. وفيما يبدو فإن عملية التثوير وتفجير الحقد قد استغلت كل أحلام الجزائرى العادى .. وأمنياته لنفسه .. فهو يريد أن يتكلم .. ومن ثم منحت له كل الفرص لكى يعبر عن طاقاته فى الكلام عن الكرة .. وهو يريد أن يتواجد .. فصب جام غضبه على ما تملكه مصر من قنوات فضائية حتى إن بعضهم كتب فى أحد مقالاته ما يعبر عن الحسد على الأرائك المزركشة فى استديوهات القنوات المصرية .. وهو يريد أن ينتشر .. ولا يملك القدرة .. فلعنوا المسلسلات المصرية ولوحوا بإنهاء التعاقد مع منتجيها .. وهو يريد أن يقول إن له دورا .. فوجهت رغبته إلى ملاعب المونديال .. وهو يريد أن يقول إنه يحارب .. فوصف فريقه بأنه (محاربو الصحراء) .. وهو يريد أن يقول إنه صاحب إنجاز حضارى .. فأكدوا له أنه قد أعاد الفراعنة إلى القبور ومن ثم ليس عليه أن يشغل باله بالمقارنة معهم .. لقد انتهوا تماما .
إن المسألة لم تكن مجرد مجموعة صحف تريد أن ترفع معدلات توزيعها فى الجزائر (بالفعل ارتفع توزيع جريدة الشروق الجزائرية إلى مليون ونصف المليون نسخة).. بل كانت حالة شاملة لها أبعاد سياسية وفنية وثقافية .. وقد وصل الأمر إلى حد أن انشغل (الراى) الجزائرى .. وهو فن موسيقى معروف .. قدم للجمهور العربى الشاب خالد وغيره .. إلى حد أن هذا الراى قد دخل المعركة .. وأنتجت أغانٍ تشتم المصريين .. ومنها أغنية الشاب سلطان (المصرى قلبوا ضرو) .. وقد تنبأ فيها أن المدرب سعدان سوف يتوج فرعونا فى القاهرة .. وآخر اسمه فارس ولد العملة يريد فى إحدى أغانيه فتح نفق ما بين الجزائر والجيزة حتى يتجاوز الجزائريون مشكلة الحصول على تأشيرة لكى يأتوا إلى القاهرة بدون إجراءات!!
ووصل الأمر أيضا إلى درجة أن كاتبة جزائرية معروفة هى (أحلام مستغانمى) .. وهى من النوع الجرىء .. التى تعيش خارج بلدها .. وأشهر كتبها (عابر سرير) .. رأت أنه كان على الرئيس مبارك أن يلتقى الفريق الجزائرى فى مطار القاهرة .. كما لو أنها صدقت ما تردده أغانى الراى عن الفريق حين تصف لاعبيه بأنهم (جلاديتورز) أى مصارعين من العصر الرومانى السحيق .. وكما لو أنه فريق من رؤساء الدول .
لقد كشفت تلك الأحداث أن علينا أن ننتبه إلى كثير مما يعتمل فى مجتمعات عربية شقيقة ضدنا .. وأن علينا ألا نتهاون فى حقوقنا .. وأن نطالب بها .. فإذا كان الحقد قد بلغ هذا المدى وتلك الدرجة من التوظيف ضد مصر .. فلا توجد مبررات إذن لكى نواصل الترفع والتعالى عما كنا نعتقد أنه أمور صغيرة لا يلتفت لها الكبار .. وحقنا هذا الذى أهدر فى السودان على أيدى مجموعة من البلطجية المرعيين رسميا من الدولة الجزائرية معلق فى رقبة الرئيس الجزائرى بوتفليقة .. الصامت حتى الآن .. والذى يعرف أن عليه أن يعتذر .. وأن على بلده أن يعتذر .. وأن كل ما تعرض له المصريون فى الجزائر وفى السودان يجب أن تدفع تعويضات مقابله .. ليس علينا أن نسكت مرة ثانية على مثل هذا العبث.
كما أننا نطالب جامعة الدول العربية بأن تحاكم - ولو معنويا - كل من مارس هذه الحملة العنصرية ضد مصر.. فى الجزائر.. محاكمة تمنع تخوين الشعوب والأشقاء وتسمى بلادهم مصرائيل!
عبد الله كمال
يمكنكم مناقشة الكاتب وطرح الآراء المتنوعة علي موقعه الشخصي
www.abkamal.net
أو علي موقع المجلة :
www.rosaonline.net/weekly
أو علي المدونة علي العنوان التالي:
http//:alsiasy.blogspot.com
Email: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.