حاصرت مجموعة من قوات الأمن المصري بالزي المدني العشرات من علماء الأزهر الشريف داخل مسجد الحسين بالقاهرة، بعد أن حاول العلماء التعبير عن موقفهم الرافض للعدوان الصهيوني على الأشقاء في غزة. وقامت قوات الأمن بإغلاق جميع أبواب المسجد لمنع لحاق مجموعة أخرى من العلماء بالمجموعة المتظاهرة، وسحبت بطاقات الهوية من بعض العلماء، وفرضت حظر التجول على المواطنين والسياح في المنطقة المحيطة بالمسجد. وردَّد العلماء المتظاهرون هتافات إشادة بالمقاومة وتحذير من الصمت عن مجزرة الصهاينة في غزة، مثل: "حرس حرس حرس إيه.. شوفوا في غزة جرى إيه؟!"، "اضرب اضرب يا حبيب.. بكرة تدمر تل أبيب"، "بكرة عليكِ الدور يا بلدنا.. لو ضيَّعنا فرض جهادنا"، "حماس حماس حماس حماس.. برغم الأعادي ستبقى الأساس"، "حسبنا الله ونعم الوكيل". وكان في مقدِّمة العلماء النائب الشيخ السيد عسكر عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب، الذي أكد أن اليهود هم قتلة الأنبياء، كما أنهم قومٌ لا عهد لهم ولا ميثاق، كما أخبرنا القرآن الكريم. وفي إشارةٍ منه إلى الحصار الأمني المفروض عليهم، قال الشيخ عسكر: "إنه ليست غزة وحدها المحاصَرة، ولكننا محاصرون أيضًا في مصر"، مشددًا على أن الوقت الآن هو وقت العمل لا الكلام لنصرة الإسلام والمسلمين، ومن يَرْضَ المهانة فليستعد للوقوف أمام الله عز وجل حين يسأله: ماذا فعلت من أجل نصرة المسلمين؟ وأدان الشيخ عسكر عدم سماح السلطات المصرية للمواطنين بالتظاهر، في حين يخرج العالم كله في الدول غير الإسلامية إلى الشوارع لإدانة العدوان الصهيوني. وأشاد بالمقاومة الفلسطينية الباسلة، داعيًا العلماء وجماهير الشعب المصري إلى العودة إلى القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لاستلهام العِبَر والعظات ومعرفة كل شيء عن اليهود وأكاذيبهم. و قال الشيخ عبد الرحمن البر أستاذ الحديث الشريف بجامعة الأزهر: "إن قوات الأمن لا تدري خطورة ما تفعله معنا ومع كل المصريين"، مشيرًا إلى أن حديثًا دار بينه وبين أحد ضباط أمن الدولة؛ أكد فيه الضابط أنه ومعظم زملائه غير راضين عن تصرفاتهم، وأنهم متضامنون مع المقاومة ومع إخواننا في غزة، ولكنها "أوامر عليا"!. وطالب بيانٌ لاتحاد علماء مصر الشعب المصري بإعلان الغضب الشعبي العام والمبادرة إلى مساعدة إخواننا في غزة بالدعم المادي والمعنوي وبالدعاء لهم بالنصر. ودعا البيان الأئمة والخطباء والوعَّاظ إلى إحياء قضية فلسطين والجهاد في سبيل الله وتفعيلها في كل خطبهم ودروسهم، وطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح بصورة دائمة والسماح بدخول المساعدات إلى أبناء قطاع غزة. وشدد البيان على فتح باب التطوع للجهاد في فلسطين، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، وطرد السفراء الصهاينة.