أعلنت صناعة السيارات الأمريكية التى تمر بأوقات عصيبة حالياً، تراجعا حادا فى المبيعات خلال شهر فبراير، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. فمن جهتها، قالت شركة «جنرال موتورز» كبرى شركات تصنيع السيارات الأمريكية أمس الأول إن مبيعاتها تراجعت بنسبة 53% الشهر الماضى، وهو أدنى مستوى لها فى أكثر من 3 عقود. وسجلت شركة «فورد موتور»، التى لم تسع للحصول على مساعدة حكومية على عكس شركتى «جنرال موتورز» و«كرايسلر»، تراجعا فى مبيعاتها فى فبراير الماضى بنسبة 48%. وأعلنت كل من «جنرال موتورز» و»فورد» أنهما ستخفضان إنتاجهما فى أمريكا الشمالية، فبينما ستخفض الأولى إنتاجها بنسبة 34% عن العام السابق، ستقلص الثانية إنتاجها فى الربع الثانى من العام الجارى بنسبة 38%. ويتوقع أن تصدر تقارير بشأن مبيعات «كرايسلر» فى وقت لاحق. وتراجعت مبيعات «تويوتا» فى أمريكا بنسبة 40%، فيما تراجعت مبيعات «هوندا موتور» بنسبة 38% و«نيسان موتور» بنسبة 37%، و«فولكس فاجن» بنسبة 17.5%. وفى المقابل، حققت شركة «هيونداى موتورز» الكورية الجنوبية أداء جيدا خلال فبراير الماضى، حيث انخفضت مبيعاتها فى السوق الأمريكية بنسبة 1.5% فقط مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى، فى حين أن معدل التراجع فى السوق الأمريكية ككل يزيد على 40%. وقررت «جنرال موتورز» أن إجمالى مبيعات السيارات الخفيفة فى الولاياتالمتحدة تراجع إلى حوالى 8.9 مليون وحدة على أساس سنوى، فيما يعد أسوأ نتيجة شهرية منذ 1981. ومن ناحية أخرى، كشفت الإدارة الأمريكية أمس الأول عن برنامج جديد يهدف إلى كسر الجمود فى أسواق الائتمان، وذلك بالقيام بدور مباشر فى تقديم قروض لتمويل المشاريع الصغيرة وشراء السيارات والتعليم وبطاقات الائتمان وغيرها. وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية ومجلس الاحتياط الاتحادى (البنك المركزى الأمريكى) أنهما سيشرعان فى تقديم ما يصل إلى 200 مليار دولار قروضا بحلول 25 مارس للمساعدة فى إنعاش سوق التوريق. وتتضمن المبادرة الجديدة نصف ما تعهد به الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقيمته 2 تريليون دولار للقضاء على الأزمة المالية الأمريكية. وفى الوقت نفسه، دافع بيتر اورزاج، مدير الميزانية فى البيت الأبيض، أمام لجنة الميزانية فى مجلس النواب الأمريكى ووزير الخزانة تيموثى جيتنر عن خطة الإنفاق التى تبلغ 3.5 تريليون دولار للسنة المالية 2010. وقال اورزاج «نحن بحاجة للنمو الاقتصادى والحصول على ائتمانات. هذا ما سنركز عليه خلال العام أو العامين المقبلين»، فى الوقت الذى أبدى فيه أوباما أملاً اقتصادياً، حين قال فى اجتماع مع رئيس الوزراء البريطانى الزائر جوردون براون أمس الأول فى واشنطن إنه واثق من أن الاقتصاد الأمريكى سينتعش رغم التوقعات الضعيفة على المدى القريب، معتبراً أن هبوط أسواق المال هو «رد فعل طبيعى» على عمق الأزمة المالية.