ألقت أجهزة الأمن فى مصر القبض على عدد من المشتبه بهم، واستجوبت أعدادًا كبيرة من أصحاب المحال والعاملين ورواد الفنادق، فى محاولة للوصول إلى منفذى تفجيرات الحسين، التى وقعت مساء أمس الأول، وأسفرت عن مصرع سائحة فرنسية، وإصابة 23 آخرين، بينهم 17 فرنسيًا، ومصريان، و3 سعوديين، وألمانى. فيما أفاد مصدر قضائى فرنسى لوكالة الأنباء الفرنسية بأن النيابة العامة لمكافحة الإرهاب فى باريس فتحت تحقيقًا تمهيديًا حول الحادث، بهدف توفير إطار قضائى، لتمكين ملاحقات محتملة ضد مرتكبى الاعتداء. ومن بين المقبوض عليهم عدد من النساء وأطفال الشوارع، فيما قالت مصادر أمنية إن الشرطة اعتقلت 11 شخصًا لاستجوابهم بعد الحادث، موضحة أن المعتقلين مصريون كانوا فى موقع الانفجار مساء الأحد، واحتجزوا أثناء الليل أو صباح أمس، لكنها لم تذكر ما إذا كانت لدى الشرطة أدلة ضد المحتجزين أم لا. وأضافت المصادر أن هذا الإجراء عادى، حيث يتم توقيف بعض الأشخاص المشتبه فيهم، ويتم إخلاء سبيلهم فى حال التأكد من عدم وجود صلة لهم بالحادث، مشيرًا إلى إخلاء سبيل امرأتين منتقبتين ورجل بعد التأكد من عدم صلتهم بالتفجيرات. وأجرت لجنة خبراء المعمل الجنائى فحصًا للعبوة، التى تمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعولها، وتفجيرها بشكل أمن، وتشير التقارير المبدئية إلى أن العبوة بدائية الصنع، وكانت موضوعة داخل علبة كبيرة من الصفيح، أو فى إناء من الفخار، وتعتمد فى الأساس على إحداث صوت لإثارة الرعب، والإصابات نتجت عن تطاير قطع الرخام والمقاعد، فيما يجرى حاليًا التأكد مما إذا كانت عبوة تعمل ب«تايمر» أم «فتيل» أم تنفجر عن طريق الاصطدام بجسم آخر. وقال اللواء أمين عزالدين، مدير مباحث القاهرة، إن ما تردد عن استخدام الجناة دراجة بخارية غير صحيح، لأن إجراءات التأمين تحظر دخول الدراجات والسيارات إلى ساحة الحسين. واستمعت نيابتا أمن الدولة العليا، وحوادث غرب القاهرة، أمس، لأقوال 19 شاهد عيان و16 مصابًا فى الحادث، حيث قال الشهود إن منفذه هرب بسيارة بيجو كانت تنتظره فى شارع الأزهر. وطلبت النيابة سرعة تسلم تقرير خبراء المفرقعات والأدلة الجنائية، لتحديد المادة التى تم تصنيع العبوة المتفجرة منها، والتحفظ على العبوة الثانية، التى تم إبطال مفعولها. وفيما لم تتأثر البورصة أمس بالحادث وارتفعت 1.2٪، توقع خبراء السياحة تراجع الإقبال السياحى بنسبة تتراوح بين 10٪ و15٪ خلال الأسبوع المقبل، وألغت بعض الشركات زيارة منطقة خان الخليلى وعدة مناطق بالقاهرة من برامجها السياحية المتفق عليها. وأكد عدد من أصحاب شركات السياحة عدم تلقيهم إلغاءات للحجوزات، لكنهم قالوا إنهم تلقوا استفسارات من الوكلاء الأجانب حول الحادث. كان نحو 55 سائحًا فرنسيًا قد غادروا القاهرة صباح أمس، عائدين إلى بلادهم، لكن المصادر أوضحت أن المغادرة جاءت عقب انتهاء برنامجهم السياحى، الذى نظمته لهم إحدى الشركات الفرنسية عن طريق الإنترنت لنحو 62 سائحًا، أصيب عدد منهم فى التفجيرات، خاصة أن الخارجية الفرنسية أكدت عدم وجود ما يدعو لنصح رعايا فرنسا بعدم التوجه إلى مصر. من جانبه، أرجع الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، الحادث إلى السياسة الإسرائيلية المتطرفة ضد الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أنه لن يؤثر على إصدار تشريع قوى ضد الإرهاب. واتهم أعضاء لجنة الدفاع والأمن القومى بالمجلس جهات خارجية بالوقوف وراء التفجيرات. على صعيد آخر أثار تفجير الحسين مخاوف عدد من مشايخ الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، من الاحتفال بالمولد النبوى -بعد 13 يوماً- حيث ينطلق موكب الاحتفال به من وإلى مسجد الحسين، المواجه لمكان الانفجار الأخير. قال الشيخ محمد الشهاوى، شيخ الطريقة الشهاوية، ورئيس اللجنة الخماسية لإدارة شؤون المجلس الأعلى للطرق الصوفية: »يجب على أجهزة الأمن إلغاء الموكب الصوفى، الذى يحتفل بالمولد النبوى الشريف، والذى يضم الآلاف من أبناء الطرق الصوفية، الذين يتوافدون من جميع محافظات مصر، خوفاً عليهم من حدوث أى عمل إرهابى آخر«. وحذر الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى، شيخ الطريقة الشرنوبية، وزارة الداخلية من الإصرار على إقامة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى منطقة الحسين، مقترحاً إلغاء الموكب، وأن يقتصر الاحتفال داخل مسجد الحسين فقط. جدير بالذكر أن موعد الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بعد 13 يوماً، وتبدأ نقابة الأشراف الاحتفال به يوم الخميس المقبل.