الفترة الماضية كانت مليئة بالأحداث التى تابعتها، ولكن ما شغل تفكيرى هو القراصنة الصوماليون وعمليات القرصنة التى جاءت على هوى الجرائد! فكل يوم أجد خبراً جديداً عن عملية قرصنة لسفينة يصحبها شجب للصومال وأهلها.. ولفت انتباهى ما نشر منذ فترة كبيرة فى جريدة «المصرى اليوم»!! فقد نشر كاريكاتير يوجد به شخص يحمل جريدة مكتوباً فيها الصومال تطلب خريجين للعمل قراصنة.. وبعدها بفترة كنت ذاهباً إلى المعهد لمراجعة بعض المتطلبات.. فعندما أردت الدخول سألنى أحد العاملين بالمعهد عن بطاقتى لكى أتمكن من الدخول، فقلت له إنى لا أحمل بطاقة لأننى غير مصرى.. فسألنى عن جنسيتى فرددت عليه «صومالى».. فقال لى ساخراً أنت من بلد القراصنة.. وقتها كتمت غيظى، ودخلت فى موضوع آخر، حتى لا تنفلت أعصابى وأرد بكلام قد يجرحه.. ومن هذين الموقفين كان لابد لى أن أرد وأوضح وجهة نظرى فكما نقول «حق الرد مكفول»! سيسألنى الناس ولماذا سكت كل هذا الوقت؟ سأرد وأقول لم أرد أن أكتب شيئاً فى الوقت الذى نشر فيه حتى لا أكتب منفعلاً وربما أندم على ما كتبت بعد ذلك! بداية أريد أن أوضح أننى لست ضد حرية التعبير، ولكن الحرية لابد أن يكون لها سقف حتى لا تصبح إهانة كما حدث فى هذا الكاريكاتير، وفى تعليقات بعض من قابلونى! فالخطأ تعميم شىء على بلد بأكمله.. وهذا كلام ليس منطقياً.. فليس من المعقول أن نقول إن بلداً إرهابى لأن مجموعة فيه قامت بعمليات إرهابية.. ولو قلنا إن التعميم صحيح فى هذه الحالة فلماذا يغضب العرب من قول الغرب عليهم إنهم إرهابيون لمجرد أن مجموعة من الناس ارتكبوا حادثة الحادى عشر من سبتمبر؟ ومن الممكن أن يكون هؤلاء أبرياء ولم يفعلوا شيئاً وقام بالفعل أشخاص آخرون!! أعرف أن هناك نسبة بطالة كبيرة فى مصر، ولكن الصومال ليست بلد قراصنة حتى تطلب خريجين منها، المطلوب دراسة ما يحدث فى الصومال والوقوف بجانبها لحل مشكلتها كما حدث مع دول أخرى. إن التعميم خطأ نقع فيه ولابد لنا أن نتجنبه، وأن نفكر أولاً قبل الشروع فى الكتابة أو الحديث عن شىء قد يسىء إلى شخص أو بلد ونحن لا ندرى أثره السيىء على النفوس. إذا كان كلامى خطأ فأرجو أن توضحوا لى ما هو الصحيح.. وسأقوم بالاعتذار عما قلته فوراً.. وإذا كان كلامى صحيحاً فأتمنى أن أسمع منكم اعتذاراً. أيمن محمد آدم طالب بمعهد حاسب آلى - صومالى الجنسية [email protected] المحرر: فى اتصالى التليفونى بك علمت بقدوم أسرتك من الصومال إلى مصر منذ ثلاثة عقود، وأنك قد ولدت هنا.. لذا فأنت تعلم أننا شعب يطلق النكات حتى على نفسه.. ولا يقصد الإساءة.. شعب لا يعرف الكره والحقد.. شعب كريم يعرف الحب فقط.. فإن أساء بعضنا فتقبل اعتذارنا.. واعلم أن الصومال وأهله قطعة من قلوبنا.