أكد خبراء أن القوة هى أفضل الحلول لمواجهة عمليات القرصنة البحرية، التى استهدفت العديد من السفن فى الفترة الأخيرة، على سواحل منطقة القرن الأفريقى، وأكدوا أن الاتحاد الأوروبى أطلق مبادرة حماية السفن من عمليات القرصنة، بعد أن شعر بتعرضه لأذى مباشر من عمليات القرصنة، مطالبين الدول العربية بنشر أسطول مشترك فى المياه الصومالية، لحماية سفنها من أعمال القرصنة. وقال اللواء محفوظ طه، الخبير البحرى: «إن القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبى، والمنتشرة فى البحر الأحمر بغرض الحد من القرصنة، ستكون مهمتها «حماية السفن التابعة لها فقط، سواء كانت تحمل جنسية دول الاتحاد أو السفن النفطية فقط، مدللاً على ذلك بأن عملية اختطاف السفينة المصرية المنصورة فى سبتمبر الماضى، تمت تحت سمع وبصر قوات الاتحاد الأوروبى». أضاف طه ل«المصرى اليوم»: «خلال الفترة الماضية كانت قوات الاتحاد الأوروبى غير فعالة، بسبب عدم وجود قيادة موحدة، بالإضافة إلى أن القوة 150 الأمريكية مخصصة للإرهاب فقط، وتنظر إلى أعمال القرصنة على أنها قوة مسلحة، وبالتالى لا تهاجمها»، مشيراً إلى أن هذه الأسباب وراء عدم وجود قرارات فعالة لمهاجمة القراصنة وتعقبهم. وطالب محفوظ الدول العربية بضرورة تكوين «قوة بحرية عربية» على شكل أسطول مشترك، مثل قوات الاتحاد الأوروبى، على أن تتواجد فى المياه الصومالية بالبحر الأحمر، لحماية السفن العربية. ومن جانبه، رحب اللواء هشام السرساوى، رئيس قطاع النقل البحرى، بقوة الاتحاد الأوروبى، مؤكداً أن استخدام القوة هو «الحل الأمثل» لمواجهة أعمال القرصنة فى البحر الأحمر، التى أصبحت مشكلة كبيرة تواجه الملاحة البحرية فى العالم، مضيفاً أن المنظمة البحرية الدولية ناشدت الأممالمتحدة فى اجتماعها الأخير ضرورة تفعيل القوات فى منطقة الصومال لمكافحة أعمال القرصنة فى المنطقة التى أصبحت تمثل خطراً كبيراً يهدد العالم بأسره. وعلق اللواء عبدالفتاح عمر، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب، بأن مصر أعلنت عن مشاركتها مع أى تحرك دولى ضد القرصنة، لأنها ترفض المزايدة عليها أو أن تسمح لأحد بأن ينال منها، موضحاً أنه ربما يكشف هذا التحالف جزءاً من المخططات الدولية بالنسبة لعملية القرصنة. وأضاف أن حل أزمة القرصنة لن يأتى بإطلاق العبارات الرنانة، وإنما بمصداقية الدول الأوروبية والأجنبية لوقف هذه الظاهرة، التى لا يمكن قصرها على الجماعات الصومالية فقط، مؤكداً أن هؤلاء القراصنة معظمهم مرتزقة تدعمهم دول وأجهزة استخبارات دولية هدفها ضرب بؤر معينة فى منطقة الخليج العربى وفى مصر، وأنه لولا التركيز الإعلامى على المسألة وتعرض الكثير من السفن الدولية للأمر لما كان هناك اهتمام بأزمة القراصنة. وقال الدكتور زكريا حسين، أستاذ العلوم الاستراتيجية المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العيا، إن مصر شاركت فى التحالف لأنها شعرت بالخطر من تفكير الدول الأوروبية فى الاستغناء عن قناة السويس، مما يعد تهديداً للأمن الاقتصادى والسياسى لمصر، وأنه لولا وجود ظاهرة القرصنة بهذا الشكل وتضرر مصالح الدول، لما قامت أى تحالفت من الأساس لمواجهة الأزمة. وأضاف: أن القرصنة الصومالية فى منطقة القرن الأفريقى جاءت كنوع من الانتقام من الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها فى المنطقة، لدعمهم القوات الأثيوبية فى احتلالها الصومال، وإسقاط نظام المحاكم الإسلامية، وارتكاب الكثير من الجرائم فى حق الشعب الصومالى، موضحاً أن حل الأزمة يجب أن يكون بالقضاء على أسبابها الجوهرية التى على رأسها التدخل الأثيوبى فى الصومال.