قررت المحكمة الجنائية المركزية، أمس، تأجيل محاكمة الصحفى العراقى منتظر الزيدى، الذى رشق الرئيس الأمريكى جورج بوش بزوجى حذائه أثناء زيارته إلى بغداد، قبل انتهاء ولايته، إلى 21 مارس المقبل. وقال القاضى عبدالأمير حسان الربيعى، الذى ترأس الجلسة، إن المحكمة قررت مخاطبة الأمانة العامة لمكتب رئاسة الوزراء، لمعرفة نوع زيارة الرئيس بوش، وتحديد ما إذا كانت زيارة رسمية أو غير رسمية. وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس، التى حضرت المحاكمة، بأن الجلسة بدأت فى العاشرة من صباح الأمس، وقد دخل الزيدى مرتديا قميصا أسود وسترة كاكية اللون ولف على رقبته العلم العراقى، وأضافت أنه دخل القاعة برفقة الحراس وسط تصفيق وزغاريد من أفراد ونساء عائلته. وبدأت محاكمة الزيدى، الصحفى فى فضائية البغدادية، بعد شهرين من الحادث، الذى اكتسب على إثره شهرة عالمية، وقد مثل أمام المحكمة الجنائية العراقية المسؤولة عن المتهمين بقضايا إرهاب، وذلك عقب أن وقف فجأة فى 14 ديسمبر الماضى، خلال مؤتمر صحفى كان يعقده الرئيس الأمريكى السابق مع رئيس الوزراء نورى المالكى، وألقى حذاءيه على «بوش» وهو يصرخ: «هذه قبلة الوداع أيها الكلب». وقال المحامى ضياء السعدى، نقيب المحامين العراقيين، رئيس فريق الدفاع عن الزيدى، إن لائحة الدفاع ستبنى أساساً على أن فعل الزيدى لا يعتبر مقصوداً منه قتل بوش أو الشروع بقتله، وإنما رفضه الاحتلال بالطريقة والوسيلة التى لجأ إليها. ويواجه الزيدى تهمة الاعتداء على رئيس دولة أجنبية، والتى يتراوح الحكم فيها بين 7 و 15 عاما. من جانب آخر، طالبت النائبة غفران الساعدى، عضو مجلس النواب العراقى، بالإسراع بإطلاق سراح الزيدى، لأنه جسد فى عفويته إحدى صور الرفض الوطنى، كما أنه عبر من خلال هذا السلوك عن رأى العراقيين الذين يعانون من الاحتلال. وطالبت غفران، فى تصريحات صحفية، رئيس الحكومة والقضاء العراقى بالتعامل مع القضية بمستوى عال من الشعور الوطنى، وأن تكون محاكمته علنية لضمان تحقيق الشفافية.