حزب الجبهة الوطنية ينضم رسميا للقائمة الوطنية في انتخابات مجلس الشيوخ    مطروح تحتفل بالذكرى ال12 لثورة 30 يونيو المجيدة.. صور    برلماني: خطاب 3 يوليو كتب شهادة وفاة الإخوان وأنقذ الدولة من الفوضى    تمديد الاعتماد الدولي لكلية الصيدلة بجامعة عين شمس حتى 2029    آبي أحمد: تدشين سد النهضة رسميا في سبتمبر وندعو مصر والسودان للمشاركة بالحفل    صور.. افتتاح المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بالعلمين الجديدة    الدولار يقود الدرهم الإماراتي والريال السعودي والدينار الكويتي للهبوط في أسبوع    وزيرة التخطيط تشارك في افتتاح المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بالعلمين    أسواق الدواجن والبيض اليوم الخميس 3 يوليو 2025    وزير الزراعة يتفقد أعمال حصر وتصنيف الأراضي الصحراوية بمنطقة "العميد" في العلمين    محافظ المنوفية يطمئن على الحالة الصحية لمصابي حادث الإقليمي بمستشفى الجراحات المتخصصة    ألبانيز: إسرائيل مسئولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديث    إعلام عبري: وقف إطلاق النار سيلزم حماس بإبلاغ إسرائيل بصحة الرهائن الذين لن يتم إطلاق سراحهم    مقتل نائب قائد البحرية الروسية في هجوم أوكراني    رئيس البرلمان العربي: الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية تقوض كل فرص السلام    جيش الاحتلال يعتقل 21 فلسطينيا في الضفة الغربية بينهم طلاب ثانوية    حرائق مدمرة تجتاح غابات إزمير بتركيا.. وقرى تُخلى بالكامل    "مين اختاره؟ ده راجل كبير".. نجم الزمالك السابق يفتح النار على جون إدوارد    من هو أقرب صديق ل ديوجو جوتا في كرة القدم؟    التقيا في المراهقة و3 أبناء.. قصة زواج ديوجو جوتا قبل أسبوعين من وفاته    رغم الإصابة.. الأهلي يقرر اصطحاب إمام عاشور لمعسكر إسبانيا    كبير معلمي الكيمياء: الامتحان جيد لكنه تضمّن "تركات" لتمييز الطلاب    رغم الموجة الحارة.. إقبال متوسط على شواطئ الإسكندرية    إصابة 19 شخصا إثر تصادم سيارتي ميكروباص بالطريق الصحراوي في البحيرة    البترول تنعي شهداء البارجة "أدمارين 12": الشركة المالكة ملتزمة بصرف التعويضات    مخدرات وسلاح وأحكام.. الأمن العام يطارد أباطرة الكيف بأسوان ودمياط    انطلاق فعاليات مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" ضمن احتفالات الثقافة بثورة 30 يونيو    نقابة الموسيقيين تُقيم عزاء للمطرب الراحل أحمد عامر    "ابتدينا".. سر اختيار عمرو دياب لها عنوانا لألبومه    عرض القروي المتمدن على مسرح روض الفرج.. الكوميديا تفضح وهم النبل الاجتماعي وتنتصر للقيم    رضوى الشربيني توجه رسالة دعم ل شيرين عبدالوهاب: "الناس زعلانة منك عليكي"    معرض الفيوم للكتاب يخطف الأنظار.. إقبال لافت وورش الأطفال تتحول إلى ساحات إبداعية    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    من يتحمل تكلفة قيمة الشحن في حال إرجاع السلعة؟.. أمين الفتوى يجيب    مجدي الجلاد ينتقد تعليقات التشفي بعد وفاة المطرب أحمد عامر: هل شققتم عن قلبه؟    فريق طبي متعدد التخصصات ينجح في إنقاذ حياة رضيع بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى حلوان العام ومركز أطلس ويوجه بإجراءات عاجلة    افتتاح جناحي إقامة وVIP و24 سرير رعاية مركزة ب "قصر العيني الفرنساوي"    وزارة الرياضة توافق على تسهيلات ائتمانية للأندية الشعبية| على رأسهم الأهلي والزمالك    خطوات وإجراءات وأوراق توصيل الغاز الطبيعى للمنازل    مونديال الأندية.. الإصابات صداع في رأس إنزاجي قبل مواجهة فلومينينسي    نقل مراقب ثانوية عامة إلى المستشفى بقنا بسبب ألم شديد في الصدر    "نقلة جديدة".. أسوان تنضم رسميًا لمنظومة التأمين الصحي الشامل    ماذا قدم محمد شريف مع الأهلي قبل العودة لبيته فى الميركاتو الحالى؟    حكم صيام يوم عاشوراء وإفراده بالصيام.. دار الإفتاء تجيب    وزارة الأوقاف توضح القيم المشتركة بين الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو    هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين    بن جفير: لن أسمح بتمرير صفقة فى غزة وآمل أن ينضم إلى سموتريتش    مصرع 4 أشخاص وفقدان 38 آخرين إثر غرق عبارة فى إندونيسيا    أول تعليق من نادى ليفربول بعد وفاة ديوجو جوتا    عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر    توقعات بإعلان توفير 115 ألف وظيفة جديدة في أمريكا خلال يونيو الماضي    «فاقد الشغف ولا يستحق الاستمرار مع الفريق».. أيمن يونس يفتح النار على نجم الزمالك    تسريب امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. والتعليم ترد    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الخميس 3 يوليو    أب ينهي حياة أولاده الثلاثة في ظروف غامضة بالمنيا    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغيير فى النظام لا الصحافة

مرة أخرى تفتح الحكومة باب التكهنات حول التغييرات الصحفية.
كان من المفترض أن تتم التغييرات بعد عيد الأضحى تفادياً لازدواجية الذبح، ربما، لكنها لم تتم إلى الآن، ولا يعد هذا التأخير تراجعاً عن الوعد، لأن مرحلة (بعد العيد) مستمرة حتى إعلان رؤية هلال شوال القادم!
وهناك من أرجع الصمت عن التغيير إلى محرقة غزة، التى جاء أولها بما يشتهى ربابنة السفن الغارقة، لكنها لم تنته إلا بعد أن أضافت تأكيداً آخر على أن النظام لا يحتاج إلى أعداء فى وجود هذا النوع من الصحافة.
لكن هل يرى النظام ذلك؟
ربما يكون الإخفاق الإعلامى المشهود سبب مواربة باب التغييرات من جديد، وليس أمام الفضوليين إلا انتظار التواريخ التى ترشحها الشائعات: بعد سبعة أيام أو سبعة أشهر أو سبع سنين، مجاملة لهذا أو ذاك، وكل يوم يمر مكسب مؤكد للمحظوظ.
وإلى جانب شائعات التوقيت وحجم التغيير، هناك الشائعات التى تلغى كل التواريخ والتوقيتات، ليبقى التسليم بأن التغيير بيد السماء، حيث لا تتضارب السلطات هناك، كما تتضارب سلطات الأرض كالمصارين فى البطن.
لكنها فى كل الأحوال مفارقة مؤلمة؛ أن تتحول المؤسسات المنذورة لصناعة الأخبار إلى بؤر للشائعات.
يبدو أن النظام اكتشف من التجربة السابقة انتظار التغيير أفضل من التغيير ذاته، لأن طول مدة التكهنات يشيع حالة من الحيوية فى أجواء الصحافة المحتضرة، لا يشيعها التغيير نفسه، فيما يشبه مع الفارق حالة الانتخابات الأمريكية التى تتمدد لتشمل نصف مدة الرئاسة، ينصرف بعدها الناخب، تاركاً الأمور للرئيس جمهورياً كان أو ديمقراطياً، لا فرق.
التململ من القيادات المزمنة التى استنزفت الإمكانيات المادية والمعنوية للمؤسسات، انتهى بتغييرهم، دون محاسبة، ويكفى العايب عيبته!
وأمام هذه الإشارة التى لا تخطئ بأن أحداً لا يحاسب أحداً، لا على الفساد ولا على الفشل، لم تأت القيادات الجديدة بجديد، فلا الفساد والإسراف تحجم، ولا المؤسسات شعرت على مدى السنوات الثلاث، بحيوية فى الأداء تتناسب مع طموح التغيير، أو حتى مع حجم حيوية النميمة التى صاحبت شائعات التغيير.
وها هى الشائعات الجديدة تجبر صاحبة الجلالة المريضة على رفع جفنيها من تحت الغطاء تستطلع وجوه الملتفين حول فراشها يتعجلون الميراث.
للمرة الثانية يتخلى العاملون فى هذه المؤسسات عن تثاؤبهم، ويبدأون فى التململ. رجال الأمن والسائقون والسعاة يعدون أنفسهم لمعاملة جديدة لمسؤول بالغوا فى احترامه على مدار ولايته. كيف يبدأون فى التخفيض التكتيكى لأدائهم معه، حتى لا يصفهم بقلة الذوق عندما يدخل مهملاً لا يشعر به أحد كأباطرة الماضى، وكيف يرفعون من درجة الاحترام لمن ترشحه الشائعات للمنصب!
وعلى الرغم من استغناء الحكومة فى اختيار حراس المؤسسات عن اختبارات الإملاء، فإن تدنى المستوى المهنى لم يكن السبب الوحيد لاستقرار الصحف فى القاع، لأن آليات الإفساد التى سمحت بها الحكومة، أو بالأحرى التى وسعت الطريق إليها، حافظت على تقاليد التكاره، وانعدام الحماس للعمل، مما أدى إلى انعدام فرص التجديد.
وصفة التجميد، التى نجحت فى أعلى مستويات السلطة، أثبتت نجاحها فى المؤسسات الصحفية أيضاً.
وليس فى السلف الصالح، ولا فى الخلف، من لديه استعداد للمجازفة بدخل يقاس بالملايين أو بمئات الآلاف من الجنيهات شهرياً (حسب تقاليد البرطيل والبيزنس فى كل مؤسسة) من أجل تقديم الولاء للقارئ أو مقتضيات المهنة على الولاء للنظام،الذى قد لا يعجبه هذا التحول.
لكن أزمة المؤسسات تتمثل الآن فى أن القارى لم يعد مجبراً على الالتزام بالوجبة الصحفية القومية. ولهذا فإن الفضول الحالى لتسمية المنصرف والقادم، لا يتعدى حدود المؤسسات، وينتهى بإعلان «الحركة» لتبقى الأسئلة الموضوعية الأهم معلقة: إلى متى يمكن أن تستمر هذه اللعبة، لعبة انتظار التغيير الذى لا يأتى بجديد؟
متى تفهم الحكومة أن الاستتباع الكامل للصحافة لن ينفعها، لكنه يضر العاملين فى المؤسسات الصحفية؟ وكم من الوقت يمكن أن تعيش الصحف فى ظل تدهور التوزيع، والأخطر فى ظل الفشل فى جذب قارئ شاب؟
أسئلة ستظل معلقة، صدرت «الحركة» اليوم أو غداً أو لم تصدر على الإطلاق، لأن التغيير الحقيقى هو فى النظام ونظرته إلى الصحافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.