الانكماش الاقتصادى يضرب منطقة اليورو بقوة وألمانيا وأستراليا تقران خطط تحفيز بقيمة 100 مليار دولار

أظهرت بيانات أن اقتصاد منطقة اليورو شهد أعمق انكماش له على الاطلاق فى الربع الأخير من 2008 متأثرا بأداء ضعيف جدا فى ألمانيا فضلا عن تراجعات أكبر من المتوقع للناتج فى فرنسا وإيطاليا.
وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبى (يوروستات) أمس إن الناتج المحلى الإجمالى فى الخمس عشرة دولة التى تستخدم اليورو انكمش 1.5 % على أساس فصلى فى الأشهر ال3 الأخيرة من 2008 و1.2 % على أساس سنوى.
أظهرت الإحصاءات انكماش الاقتصاد الألمانى أكبر اقتصادات منطقة اليورو 2.1 % على أساس فصلى فى الربع الأخير من 2008 وهو أسوأ أداء فصلى منذ إعادة توحيد البلاد عام 1990. وتراجع الاقتصاد الفرنسى 1.2 % والايطالى 1.8%، كما انكمش الناتج المحلى الإجمالى لاسبانيا 1 %.
ودفعت تلك الأرقام المتشائمة على الفور مجلس النواب الألمانى أمس لإقرار حزمة تحفيز اقتصادى قيمتها 50 مليار يورو (65 مليار دولار) تأمل الحكومة فى أن تساعد أكبر اقتصادات أوروبا على تجاوز ركود خطير. وصوت أغلبية النواب لصالح الحزمة التى تشمل إجراءات استثمارية وتخفيضات ضريبية.
وفى أستراليا، أنقذت صفقة سياسية جرى التوصل إليها فى اللحظات الأخيرة، خطة الحكومة لدرء ما قد يصبح أول ركود تشهده البلاد فى 20 عاما، ودفع البرلمان الأسترالى أمس حزمة تحفيز اقتصادى قيمتها 42 مليار دولار أسترالى (27.4 مليار دولار). وجاءت الخطة بعد أن وعدت الحكومة بإنفاق نحو مليار دولار أسترالى.
وسبق البرلمان الاسترالى إقرار مرتقب من الكونجرس الأمريكى لخطة الحفز الاقتصادى وقوامها 789 مليار دولار تتضمن تخفيضات ضريبية وبرامج إنفاق من المؤمل أن تسهم فى إعادة تنشيط الاقتصاد الأمريكي.
وفيما يصل الرئيس باراك أوباما إلى إلينوى لزيارة مصانع كاتربلر، شركة الآلات الضخمة، فى مساعيه لكسب تأييد الشركات لخطة الحفز، أعلنت شركة داو كيميكال أكبر منتج للكيماويات فى الولايات المتحدة اعتزامها خفض المكافآت والحوافز التى يحصل عليها مسؤولوها لأول مرة منذ نحو 100 عام على خلفية الأزمة الاقتصادية الراهنة والمشكلات المالية التى تواجهها.
وتعتزم الشركة خفض المكافآت التى ستوزعها خلال ربع العام المقبل بمقدار الثلثين مقارنة بآخر مرة. وفى هونج كونج شطبت محطة تليفزيون آسيا (أيه تى فى) أكثر من 200 وظيفة فى خطوة تهدف إلى تخفيف حدة سوء الموقف المالى للشركة.
وعلى صعيد شركات السيارات الأكثر تضررا من الأزمة، أظهرت إحصاءات رابطة صناعة السيارات الأوروبية أن المبيعات سجلت الشهر الماضى 958 ألفا و500 سيارة بتراجع نسبته 27 % مقارنة بذات الشهر فى عام 2008 ولفتت الرابطة ومقرها فرانكفورت إلى أن هذه التداعيات السيئة ستستمر فى الشهور المقبلة من العام الجارى. وبحسب أرقام الرابطة فإن التراجع فى مبيعات السيارات بلغ 14 % فى ألمانيا و8 % فى فرنسا و 16 % فى دول البنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج).
وفى صعيد آخر، تدرس الدول الأعضاء بصندوق النقد الدولى تشكيل مجلس جديد لصناعة السياسات يعكس بشكل أفضل تزايد الثقل الاقتصادى للدول ذات الاقتصاديات الصاعدة. وبحسب مصادر مطلعة على المباحثات فإن المجلس الوزارى المزمع سيماثل فى التشكيل والحجم مجموعة الدول العشرين ويميل بميزان النفوذ بدرجة أكبر لصالح قوى اقتصادية صاعدة بدلا من حفنة الدول الصناعية العملاقة التى تهيمن على صناعة السياسات منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.