جسر المحبة.. الحب.. و«سنينه»

ساعات ويهل علينا عيد الحب، وهذا العام الاحتفال به أقل «زهزهة» من الأعوام السابقة، فالحب عادة يزدهر أيام الوفرة وراحة البال، والظروف الاقتصادية التى نعيشها والخوف من الغد وما سيأتى به لم تترك فرصة لشراء الدباديب والقلوب والورود الحمراء كالسابق، واكتفى الأحبة بمكالمة على المحمول أو رسائل قصيرة.
بالطبع عيد الحب ليس على أجندة منزلنا، فنحن لا نعرف من الأعياد غير العيد الصغير وبعده الكبير وغير ذلك من أعياد هو بدعة وكل بدعة ضلالة والعياذ بالله، وبالطبع ليس هناك حاجة للدخول فى شجار جديد ويكفينا الشجارات اليومية التى تنتهى بمطلب شرعى جداً: «أنا مش عايز أسمع غير حاضر ونعم» ويظهر أمامى خيال الست أمينة الأميرة،
خافضة الرأس والصوت «حاضر يا سى السيد، أمرك يا سى السيد» وألعن اليوم الذى حول فيه المخرج حسن الإمام الثلاثية لأسطورة بالصوت والصورة، وأفكر للحظات فيما بقى من أيام الصالون التى جمعتنى بزوجى قبل الزواج، أيام كان كل ما يشكو منه الآن يحبه وأقول لنفسى: «قول للزمان ارجع يا زمان». زمان مين يا ست ثومة رحمة الله عليك وعلى الزمن، ما مضى انقضى،
واحنا ولاد النهارده المهم قلت لنفسى (ياميوش) دلعى نفسك وانسى همك الذى تشاركك فيه 99٪ من نساء مصر المقهورة، المحروسة سابقاً، وعليك بالصبر والسلوان واللب والفول السودانى والفرجة على الست أوبرا، التى تجعلنى أرفع رأسى التى أصبحت مثل «السمسمة» لأن أمى ولدتنى امرأة ولست رجلاً.
المهم لا أريد أن أثقل على القراء، وجدت الست أوبرا حبيبتى وحبيبة الملايين بدأت حملة عبر برنامجها الشهير منذ بداية العام هدفه تقبل جسدك والاهتمام بنفسك ووضعها على قائمة أولوياتك فى العام الجديد. الصراحة دعوتها لمست الوجيعة عندى، فكرت لو فعلت سأتهم بالجنون من جانب زوجى، فهو يتهمنى بقلة العقل عندما يرانى غيرت ستايل ملابسى أو ألوانها، فما بالكم الآن. كيف أهتم بنفسى دون أن يظهر على أننى أهتم بنفسى؟ معضلة عويصة، ظللت لأيام أفكر فيها.
والصراحة ربك لا ينسى عبده الصالح وهو الذى ألهمنى الجواب، لماذا لا أسأله كيف أفعل ذلك؟ ودخلت عليه الحجرة، ما إن وجدنى أمامه حتى تجهم فى وجهى وقال: خير؟ ضحكت: بمناسبة عيد الحب، فكرت السنة دى أحب نفسى شوية زيادة، ورد بضجر: واشمعنى السنة دى حلمتى بحاجة؟ لأ أنا اتفرجت على برنامج أوبرا وهى جعلت شعار السنة دى حياة أفضل، وأنا فكرت أبدأ بنفسى. ورد: هو انت أساساً بتفكرى إلا فى نفسك!
قلت: يا سلام أنا بقى بروح فين من الشغل للبيت ومن البيت للشغل لا بروح هنا ولا هنا وإن خرجت الأولاد معايا، شوف إنت بتقضى وقتك إزاى، بتروح مكان ما انت عايز دون سؤال منى وإن سألت لا تجيب! يا دى النكد اليومى، يا ستى روحى اتفرجى على أوبرا بتاعتك وكلمى 0900 يقولوا لك تعملى إيه «لا 0900 ولا 0800 أنا غلطانة و.....» بالطبع امتد الحوار وانتهى كالعادة.. ولا داعى لنقله للقراء مكتفية بهذا القدر وكل عام وأنتم بتحبوا نفسكوا واللى حواليكم.