سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء ل « المصرى اليوم»: توجد أنفاق بين مصر وغزة رغم الاحتياطات الإسرائيلية.. وعلى أمريكا ضبط حدودها مع المكسيك قبل الحديث عن الحدود المصرية
أكد محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن الوفود الأمنية التى تقوم بزيارة الشريط الحدودى تابعة للأمم المتحدة، وتقوم بمهمة استطلاع الوضع الحدودى فقط، مشدداً على أن مصر منذ طردها للخبراء السوفييت قبل حرب أكتوبر لم تأت بآخرين فى مناطق عمليات أو قتال أو تنفيذ مهام. وقال شوشة – فى حواره ل «المصرى اليوم» - يجب «أن نعترف بوجود أنفاق بين مصر وغزة بالرغم من كل الاحتياطات التى يتخذها الجانب الإسرائيلى» داعياً الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ضبط حدودها مع المكسيك فى منطقة «لارادوا» قبل أن تتحدث عن الحدود المصرية. شوشة تحدث فى حواره أيضاً عن مسألة هدم منازل المصريين الواقعة على الشريط الحدودى مع غزة، وكذلك إجراءات تقييم الخسائر المصرية من العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، ومسألة زيادة عدد قوات الأمن على الحدود، إضافة إلى حديث شامل عن معبر رفح وأسباب تأخر دخول المعونات الإنسانية لغزة، وكذلك منع بعض الفئات من دخول القطاع، وإلى نص الحوار. * بداية.. ما طبيعة عمل الوفود الأمنية التى تقوم بزيارة الشريط الحدودى؟ - بعض هذه الوفود له علاقة بالأممالمتحدة وخلافه، وهى تأتى للمرور على خط الحدود لمجرد الاستطلاع ليس إلا، ولكن إذا كان هناك بعض الخبراء أو خلافه لضبط الحدود، كما هو الأمر فى قضية الأنفاق، فمصر منذ طردها للخبراء السوفييت لم تأتى بآخرين فى مناطق عمليات أو قتال أوتنفيذ مهام. * فى نفس التوقيت من العام الماضى أعلنت إحدى الجهات الأمريكية أنها اقتطعت جزءاً من المعونة الأمريكية لمصر بهدف تدريب ضباط مصريين على أجهزة حديثة تستخدم فى كشف الأنفاق، فما تفسيرك لذلك؟ - جزء من المعونة الأمريكية التى تمنح لمصر يكون اقتصادياً، والآخر عسكرياً، أما الجزء الأخير فهو متعدد الأغراض ويوجه إلى تدريب الفرق والدورات التعليمية فى الخارج، نظراً للتقدم العلمى ووجود أجهزة حديثة لا نمتلكها هنا فى الداخل، كما أن شقاً آخر يتم إنفاقه على شراء الأجهزة والمعدات الحديثة، وأيضا جزء يوجه إلى استقدام خبراء من الخارج للاستفادة منهم فى عمليات التدريب. * ولكن أمريكا دائماً تلحق هذا التصريح بشأن المعونة العسكرية لمصر عقب إشارتها لوجود أنفاق، وكأنها تذكرنا بعدم قدرتنا على ضبط الحدود المصرية؟ - الأنفاق هى أحد مهام ضبط الحدود، وقبل أن تذكرنا أمريكا بالحدود المصرية، لماذا لا تنظر إلى حدودها مع المكسيك فى منطقة «لارادوا»، وأذكر أننى قمت شخصياً بزيارة لتلك المنطقة وتبين لى أن الأنفاق هى المشكلة الرئيسية بين البلدين، وللعلم هذه المشكلة مازالت قائمة حتى الآن. * ألا ترى أن التصريحات والإجراءات الأمريكية المتعلقة بمشكلة الأنفاق تعد تدخلاً فى الشأن الداخلى؟ - الأمور لا تقاس هكذا، ولكن نحن يجب أن نعترف بوجود أنفاق بين مصر وغزة بالرغم من كل الاحتياطات التى يتخذها الجانب الإسرائيلى، فالوضع الحدودى هنا يفرض علينا واقعاً له خصوصية وطبيعة جغرافية غير موجود فى العالم كله، والسبب هو أننا نجد منازل وبيوتاً واقعة على الخط الحدودى. * ولهذا السبب كان لكم تصريح بشأن إزالة هذه البيوت بعيداً عن الحدود بمسافة لا تقل عن 300 متر، وهو القرار الذى أثار احتجاج البعض؟ - إلى الآن لا توجد خطة معينة لإزالة هذه المنازل، ولكن فى إطار تصدعات المنازل الناتجة عن القصف الإسرائيلى الأخير لغزة، قد يكون هناك تفكير فى اتخاذ مثل هذا القرار، وإن لم يتم فعلياً إلى الآن. * بعبارة واضحة وصريحة يمكننا القول بأنه لن يتم ترحيل الأسر الواقعة على الشريط الحدودى..؟ - لا لن يتم ترحيلهم، ولكن هناك منازل تصدعت نتيجة القصف الأخير على غزة، بلغ عددها 115 منزلاً من واقع المحاضر التى حررها أصحاب المنازل، ومن واقع المسؤولية وعقب القصف أبلغت رئيس مدينة رفح بضرورة التنبيه على المواطنين فى المساجد بضرورة فتح النوافذ، وعقب استمرار القصف شددت على المواطنين بالتوجه إلى أقسام الشرطة حيث تقوم الأخيرة بدورها بإرسال المحاضر إلى إدارة الإسكان لمعاينة حجم التصدعات لاتخاذ اللازم. *وما الهدف من هذه الإجراءات؟ - الهدف من هذه الإجراءات تقديم تقرير بحجم الخسائر التى لحقت بال 115 منزلاً أوأكثر إلى لجنة إعمار غزة، لأنه من الأولى أن نسعى إلى إعداد تقرير خاص بخسائر منازلنا فى إطار المنظومة المعنية بإعادة إعمار غزة، لكل من لحق به ضرر نتيجة الحرب على غزة، سواء كان هذا الإجراء يتم تحت مظلة الأممالمتحدة، أو كان ضمن قرارات الحكومة المصرية، كما أننى أرسلت مخاطبة لوزارة الإسكان طالبت فيها بتشكيل لجنة متخصصة لمعاينة تصدعات البيوت الواقعة على الحدود. * تتردد أقاويل بأن هناك رغبة مصرية فى زيادة قوات الأمن على الشريط الحدودى.. فهل هذا صحيح.. وهل تمت الزيادة فعلاً؟ - لا.. لم تتم زيادة قوات الأمن على الحدود، ولكن المطلب المصرى بزيادة القوات على الجزء الحدودى المشترك بين مصر وقطاع غزة، والممثل فى 14 كيلو متراً صحيح، وبالفعل أعدت مصر مذكرة تفاهم بهذا الشأن، والجميع يعلم أنه فى ظل اتفاقية كامب ديفيد لايمكننا اتخاذ القرار بزيادة قوات الأمن إلا من خلال مذكرة تفاهم، أما باقى الحدود فلا يوجد مشاكل بها. *ولكن تبقى مشكلة التسلل إلى الجانب الآخر فى الجزء المتبقى من الشريط الحدودى؟ - الحل الأنسب لمراقبة الجزء المتبقى من الشريط الحدودى هو الاجهزة والوسائل التقنية، بدلاً من انتشار الجنود، وعلينا أن نستفيد من التكنولوجيا. * نأتى لمشاكل معبر رفح البرى.. وفد اتحاد نقابات المهندسين العرب عاد إلى القاهرة آسفا بعد أن تم إبلاغه بالرفض التام لدخول غزة، بالرغم من حصوله على موافقة مصرية.. لماذا؟ - لابد أن ندرك أن دخول غزة لا يعنى «فسحة نتفرج على حاجة ونرجع»، هذا هو المبدأ، وما أريد قوله أن قطاع غزة منطقة أحداث ملتهبة ومحاطة بالمخاطر، وكل من يرغب فى الدخول لابد أن يكون له مهمة محددة وواضحة. * ولكن وفد المهندسين جاء من أجل مهمة تقديم تقرير مبدئى لاتحاد المهندسين بشأن إعمار غزة؟ - أول فئة سمح لها بالدخول إلى غزة هى الأطباء ووصل إجمالى الأطباء الذين دخلوا إلى غزة نحو 465. * لكن أيضاً فئة الأطباء لم تتمكن من الدخول منذ اليوم الأول، ومنهم من لم يتمكن من الدخول إطلاقاً؟ - أنا كنت شاهد عيان على هذه العراقيل، ففى أول وثانى أيام العدوان الإسرائيلى لم نستقبل أى مريض، ولم يكن لدى تصور عن الوضع داخل القطاع، ورأينا أن هناك مخاطرة من إرسال أى إنسان إلى هناك، وهى مسؤولية مجتمع ومسؤوليتى الشخصية فى المقام الأول، فالأمر لم يكن مجرد أن هناك قناة فضائية تنقل الحدث ويجب علينا أن نسلم بالأمر، ولكن عندما توفرت الرؤية لدى القيادة السياسية تم السماح للأطباء بالدخول، ومع اليوم الثالت للقصف سمح للأطباء بالدخول، وهنا واجهنا مشكلة أخرى وهى أن معظم الأطباء لم يكن معهم جوازات سفر، ولهذا تم إدخال 21طبيباً من بين45 طبيباً. * لكن تعرضت مصر للكثير من الانتقادات جراء هذا القرار الروتينى؟ - لا يمكن السماح لأى شخص بالعبور لدولة أخرى بدون جواز سفر، ومع ذلك لم نمنع طبيباً أجنبياً من الدخول، وما حدث أن كاميرات التليفزيونات التى كانت متواجدة أمام المعبر أجرت لقاءات أكدت فيها أن الجانب المصرى يمنع الأطباء من الدخول إلى غزة دون تحرى الحقيقة. * أذاعت قناة الجزيرة عدة تقارير تؤكد أنه تمت الاستعانة بكاميرات مراقبة على الشريط الحدودى لتشديد المراقبة.. فهل هذا صحيح؟ - لم يحدث أننا قمنا بذلك، وأنا نفيت هذا الادعاء على ال«بى بى سى»، ولكن ما أريد التأكيد عليه هو أن لدينا ثلاث كاميرات مراقبة تعمل بالفعل منذ أكثر من عام، كما أن الجانب الإسرائيلى لديه منطاد يعمل على مدار ال24 ساعة. * إذن ماتعليقك على التغطية الإعلامية لقناة «الجزيرة»، خاصة أنها استضافتك على الجزيرة مباشر؟ - قناة الجزيرة تتحامل على مصر، وهذا واضح من نقلها للأحداث، فعلى سبيل المثال اختزلت الجزيرة جميع المظاهرات فى العالم فى المظاهرات ضد مصر. * يتساءل البعض عن أسباب تأخر وصول الشاحنات المحملة بالمعونات ودخولها إلى غزة؟ - الكل يعلم أن معبر رفح هو المعبر الوحيد الذى يخضع لسيطرتنا بشكل تام، وهو معبر مخصص للأفراد وغير مجهز لدخول البضائع، وبالرغم من هذا أصدرت قراراً فورياً بدخول جميع شاحنات الأدوية من معبر رفح، وأتحدى أن يقول لى أحد أن شاحنة أدوية واحدة تأخرت ولو لساعة. * ولكن الواقع يقول إن شوارع العريش متراصة بقاطرات الشاحنات؟ - لن أخفى سرا، فمنذ 10 أيام لم نتمكن من إدخال أى شاحنة من المعونات لأسباب روتينية خارجة عن إرادتنا وهى أولا أن معظم الشاحنات تأتى غير مغلفة وبدون شهادة منشأ، وهذه المعونات يتم تسليمها إلى جهتين هما منظمة الإغاثة الدولية «الاونروا» المسؤولة عن تسلم 75% من المعونات، والجهة الثانية هى منظمة الأغذية العالمية «الفاو»، وهاتان الجهتان ترفضان تسلم المعونات بدون هذين الشرطين، وكانت النتيجة تكدس مخازن معبر العوجة بالمعونات بما لايسمح باستقبال المزيد. * هل يمكن القول إن التجاذب السياسى مع بعض الدول كان وراء انسياب بعض الشاحنات فى وقت تعطلت فيه شاحنات دول أخرى مثل شاحنات دولة قطر؟ - نحن نقدم خدمة إنسانية فى الأساس، وبالمناسبة قطر أرسلت طائرتين محملتين ب90 طناً منها 30 طن أدوية تم أدخالها على الفور من معبر رفح، أما المعونات الغذائية ظلت 4أيام بسبب إغلاق معبركرم أبوسالم، وأنا اتصلت بالقنصل القطرى لأخبره بأن المعبر المتاح أمامنا هو معبر العوجة، فكان رده الرفض، وأخبرنى أن شاحناته لن تمر عبر معبر إسرائيلى، لكننا فوجئنا فى اليوم التالى بطائرت قطرية تدخل مساعدات عبر مطار تل أبيب. * لماذا منعت النواب البرلمانيين من الإخوان من دخول غزة؟ - إذا كنت منعت أعضاء الحزب الوطنى، ولم نسمح لأى برلمانيين من أى دولة عربية، فهذا غير مقصود به أحد معين، ولكن يجب أن يسمح بدخول قطاع غزة للضرورات فقط، «المسألة مش فسحة كل اللى عايز يدخل يدخل»، ونحن سمحنا للأطباء والصحفيين فقط.