رفضت منظمة التحرير الفلسطينية إعلان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، اعتزامه إيجاد مرجعية بديلة للمنظمة، وأكدت أن الشعب وقواه الوطنية لن يقبلوا بأى بدائل مصطنعة، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن الناطق باسم المنظمة قوله: «إن ما جاء على لسان مشعل، ومن يدور فى فلكه من (أشباح الفصائل)، لن يتحقق بسبب التفاف الفلسطينيين حول ممثلهم الشرعى». وأضاف الناطق أن المنظمة البديلة ستكون «وهمية وغير وطنية ولا فلسطينية وستلقى ذات المصير الأسود الذى لاقته محاولات كثيرة من قبل وبرعاية إقليمية»، لم يحددها، معتبراً أن تصريح مشعل امتداد لانقلاب حماس «الأسود»، الذى نفذته ضد السلطة ليشمل المنظمة وسائر مكونات النظام السياسى الفلسطينى ومؤسساته الشرعية. بينما أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أن محاولات حماس هدم منظمة التحرير «ستبوء بالفشل ولن تتحقق أبداً»، معتبراً دعوة مشعل بمثابة «لعب فى الوقت الضائع». على الجانب الآخر، أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف شرق مدينة غزة، رافقتها عمليات تحليق مكثفة للطيران الحربى، فى انتهاك جديد لوقف إطلاق النار وسط مخاوف من أن يكون ذلك القصف إيذاناً بعملية توغل جديدة، رداً على عملية «كيسوفيم». من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «جارديان» البريطانية عن استخدام القادة الإسرائيليين العسكريين لمدنيين فلسطينيين كدروع بشرية لحماية قواتهم أثناء توغلها فى غزة. وحذر مبعوث الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، من انتكاسات منتظرة فى مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ونقل عن أوباما قوله: «إنه يشعر بالقلق العميق إزاء الخسائر فى الأرواح والمعاناة فى غزة». وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك فى تصريح صحفى أمس، عن اعتقاده أن وقف إطلاق النار سيصمد، مبرراً ذلك بأن الهجوم الذى استمر 22 يوماً وجه ضربة ثقيلة ل«حماس». فى القاهرة، أعلنت الخارجية المصرية أنها بدأت اتصالات مكثفة بالجهات المانحة لضمان مساهمتها فى مؤتمر «إعادة إعمار غزة»، الذى تستضيفه مصر فى 2 مارس المقبل، فيما كشفت مصادر دبلوماسية أن الوزارة تعكف حالياً على إعداد مذكرة لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية خلال العدوان على غزة، ودراسة السبل التى تساعد على ملاحقة مرتكبى الانتهاكات قضائياً.