رفضت منظمة التحرير الفلسطينية إعلان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتزامه إيجاد مرجعية بديلة للمنظمة، بالتنسيق مع فصائل فلسطينية، جاء ذلك فى وقت قررت فيه إسرائيل القيام بعمليات محددة الأهداف ضد حركة «حماس» والفصائل المسلحة، ردا على عملية «كيسوفيم»، التى قتل خلالها جندى إسرائيلى وأصيب 3 آخرون فى تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية كانوا يستقلونها جنوب شرق قطاع غزة. وأكدت منظمة التحرير أن الشعب وفصائله وقواه الوطنية لن يقبلوا بأى بدائل مصطنعة عنها باعتبارها الممثل الشرعى الوحيد للفلسطينيين، وقائدة نضالهم لتحقيق مشروعهم الوطنى فى بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الناطق باسم المنظمة قوله: إن ما جاء على لسان مشعل، ومن يدور فى فلكه ممن وصفهم «بأشباح الفصائل» حول بناء مرجعية بديلة للمنظمة، لن يتحقق بسبب التفاف الفلسطينيين حول ممثلهم الشرعى وهى المنظمة. وأضاف الناطق أن المنظمة البديلة ستكون وهمية وغير وطنية ولا فلسطينية وستلقى ذات المصير الأسود الذى لاقته محاولات كثيرة من قبل وبرعاية إقليمية، لم يحددها، معتبرا أن تصريح مشعل امتداد لانقلاب حماس «الأسود» الذى نفذته ضد السلطة ليشمل المنظمة وسائر مكونات النظام السياسى الفلسطينى ومؤسساته الشرعية. على الجانب الآخر، اجتمع مشعل أمس مع عدد من قادة فصائل فلسطينية، بينهم أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، ورمضان شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، ورئيس منظمة الصاعقة الفلسطينية. جاء ذلك فى وقت أكد فيه وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير، فى تصريحات ل «المصرى اليوم» من دافوس، أن الخلافات العربية-العربية تلعب دورا كبيرا فى عرقلة التوصل لحل لأزمة الشرق الأوسط، داعيا إلى ضرورة التوحد الفلسطينى والعربى من أجل إقامة الدولة الفلسطينية. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن قرار تنفيذ عمليات محددة الأهداف فى غزة اتخذ خلال مشاورات رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ووزيرى الدفاع إيهود باراك والخارجية تسيبى ليفنى، ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل ستقوم بخطوات هجومية أخرى فى الموعد الذى تراه وفقا لاعتباراتها، مشيرة إلى أن التقارير الاستخبارية التى تلقاها أولمرت وباراك وليفنى تؤكد أن حركة «حماس» تحاول لجم الفصائل الفلسطينية الأكثر تطرفا لأنها معنية بإنجاز التهدئة. وعلى الأرض، أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف شرق مدينة غزة، وسط عمليات تحليق مكثفة للطيران الحربى، وذلك وسط مخاوف من أن يكون ذلك القصف إيذانا بعملية توغل جديدة حتى لو كانت محدودة. فى غضون ذلك، وجهت إسرائيل احتجاجا شديد اللهجة إلى إسبانيا بسبب قيام قاض إسبانى بفتح تحقيق حول ملابسات القصف الإسرائيلى على غزة عام 2002 والذى أوقع نحو 14 شهيدا، واتصلت وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى بنظيرها الإسبانى ميجيل موراتينوس، لتبلغه قلق حكومتها من هذا القرار، معتبرة أنه يتخذ طابعا «سياسيا وليس قضائيا»، وأخذت على القاضى قرار فتح التحقيق دون أن ينتظر الحصول على جميع عناصر الملف. وعلى صعيد متصل، تحولت جلسة البرلمان البلجيكى إلى مشاحنات وانقسامات بين الأعضاء بين مؤيد ومعارض لموقف وزير الثقافة والشباب والرياضة الذى شبه فيه ما حدث فى المذبحة، التى تعرض لها أطفال مدينة «دندرموند» البلجيكية، وراح ضحيتها 3 قتلى و14 مصابا، بالأحداث الأخيرة التى شهدتها غزة، وبينما أكدت الحكومة أن موقف الوزير لا يعبر سوى عن رأيه الشخصى، فى حين تمسك الوزير بتصريحاته، مؤكدا أنها ليست موجهة للجالية اليهودية فى بلجيكا، وإنما ضد القصف الإسرائيلى.