وقفت أسرة السجين الذى قال المُحضر الرسمى انه انتحر بشنق نفسه داخل سجن القطا، أمام مشرحة زينهم، رافضين تسلم الجثة إلا بعد معرفة سبب الوفاة، وأكدت والدته استحالة انتحاره، حيث تنتهى عقوبته الشهر المقبل، ولم تتسلمها إلا بعد قرار النيابة بتشريحها. كانت البداية عندما حرر مأمور سجن القطا محضرا أمس الاول أثبت فيه ان السجين يوسف شعبان محمد «21 سنة» قام بالانتحار شنقا وتم إخطار النيابة التى تولت التحقيق، وتبين من تحقيقات محمود عادل وكيل أول النيابة أن المتوفى كان يقضى عقوبة السجن 3سنوات فى سرقة موبايل بالاكراه، وأقبل على الانتحار بصناعة مشنقة من ملابسه التى كان يرتديها. انتقلت النيابة للسجن لمناظرة الجثة بإشراف رئيسها على داوود وتبين عدم وجود إصابات بها وامر المحقق بتشريحها وجاء التقرير المبدئى للصفة التشريحية الذى تسلمته النيابة بأن الوفاة نتيجة كسر فى القصبة الهوائية وهبوط حاد فى الدورة الدمويه نتيجة الخنق، وتم التصريح بدفن الجثة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة واستدعاء مأمور السجن واسرة السجين لسماع أقوالهم فى الواقعة. وأمام المشرحة تعالت صرخات اسرة السجين.. نفت والدته زينب لطفى فى لقائها مع «المصرى اليوم» واقعة الانتحار مؤكدة أن سبب الوفاة تعرضه للضرب داخل السجن، حيث تلقت اتصالا تليفونيا قبل الوفاة بيوم من شخص مجهول يخبرها بأن «تلحق يوسف» ويوم وفاته فوجئت بسيدة تخبرها بالذهاب للمشرحة لتسلم جثة ابنها لانه مات مشنوقا، واضافت الام:»راحت فرحتى كان سوف يخرج الشهر القادم من السجن وجهزت شقته لزواجه»، وظلت تكلم نفسها قائله: «إزاى شاب كان هيخرج من السجن الشهر القادم يقوم بقتل نفسه..ابنى اتقتل». استكملت الحديث شقيقته دينا «22 سنة» بانها زارت شقيقها فى العيد واخبرته بان والدهما جهز له شقته للزواج ،وكان فى غاية السعادة وينتظر ميعاد الخروج وإنهاء مدته، وانه سبق ان تعرض للضرب منذ 3 سنوات عقب حبسه فى القضية المتهم فيها وعلمت منه فى إحدى الزيارات له بانه تعرض لضرب مبرح من المساجين، واخبرها وقتها بعدم إخبار الضابط عما حدث حتى لا يتعرض للضرب مرة ثانية، واضافت أن حالته كانت سيئة وكان لا يستطيع الحركة ومع الوقت وفى الزيارات التالية تحسنت حالته، وظلت تصرخ بشدة مرددة: «أخويا اتقتل» ثم استكملت حديثها بان شقيقها كان يحب الحياة ويعد الايام المتبقية له فى السجن، وقرر انه سوف يبتعد عن هذا الطريق ويقضى باقى حياته بعيدا عن أصحاب السوء. وقال الاب شعبان محمد«56 سنة» صاحب ورشة حدادة، إن ابنه كان يعمل معه فى الورشة واثناء خروجه مع خطيبته تشاجر مع صاحب «توك توك» واتهمه بسرقه «موبايل» وحاول الصلح بينهما للتنازل عن القضية الا انه رفض، وطلب 20 الف جنيه مقابل التنازل ونظرا لعدم وجود المبلغ استمر حبس ابنه وقضت المحكمة بسجنه 3 سنوات، وأوضح أنه يشك فى ان احد المساجين اعتدى على ابنه بالضرب حتى الموت.