«الصباحى».. رئيس حزب «المفاجآت» الذى اختار خصمه فى انتخابات الرئاسة

بهدوء وحكمة الكبار، خرج أحمد الصباحى، المرشح لانتخابات الرئاسة من اللجنة الانتخابية بعدما أدلى بصوته، وبابتسامة هادئة وطربوش أحمر صغير، واجه كاميرات التليفزيون قائلاً: «لقد انتخبت السيد الرئيس محمد حسنى مبارك».. طربوش الرجل وكلماته رسمت صورته الذهنية فى المجتمع.. العجوز الذى كانت جعبته دائماً تحتوى على المفاجآت ورحل فى هدوء أمس الأول.
ولد الصباحى فى 29 مارس 1915 بقرية شيبة قش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وحصل على شهادة العالمية من القسم العام بالأزهر عام 1940، عمل بعدها بوزارة التربية والتعليم، رئيساً لمعسكر الكشافة بحلوان، وظل فى وزارة التربية والتعليم حتى أحيل للمعاش بوظيفة مفتش تربية رياضية عام 1975، وبعد عمر استمر 60 عاماً،
بدأ مفتش التربية الرياضية التفكير فى دخول العمل السياسى عبر بوابة حزب مصر الفتاة، برئاسة أحمد حسين، وكانت البداية، وسرعان ما يتمرد عليه ويذهب ويلتحق بالحزب الوطنى فى منطقة السيدة زينب، لكن العجوز وبعد ممارسته السياسة 5 أعوام يفكر فى تأسيس حزب، ويظهر للنور حزب الأمة عام 1980،
ويظل الصباحى رئيساً له رغم الصراعات مع ابنه على الرئاسة، وعضواً فى مجلس الشورى لمدة خمسة عشر عاماً تنتهى بعام 2001، ومع التعديلات الدستورية على قانون انتخابات الرئاسة، يرشح الصباحى نفسه رئيساً لمصر، وقبل أن يفكر أحد فى انتخابه، يظهر الصباحى على شاشات التليفزيون ويعلن انتخابه الرئيس محمد حسنى مبارك.
الصباحى كان مادة ثرية لوسائل الإعلام بدعوته لتأسيس نقابة للحلاقين، وتزوج احتفالاً بعيد ميلاده ال92، ورشح نفسه فى واحدة من كبرى مفاجآته لجائزة نوبل للسلام، مستنداً إلى نشاطه فى قراءة الطالع، والصلح بين الأزواج والأقارب،
وعلى الرغم من محاولة بعض أصدقاء الصباحى إقناعه بأنه لا يحق له ترشيح نفسه للجائزة العالمية، فإنه أكد أن حزبه سيدعم ترشحه بقوة، معتبراً أن فوزه بالجائزة سيكون إنجازاً كبيراً لمصر، والعالمين العربى والإسلامى.