نجحت التجارب الأمريكية على قنابل «الدايم» والفسفور الأبيض، التى نفذتها إسرائيل فى أبناء قطاع غزة - ورغم كل التصريحات والكلمات التى أطلقت حول «رد إسرائيل؟» على صواريخ حماس، التى تعتبر قمة السخرية والاستهزاء بعقولنا، فإننى أرى تفسيرًا آخر أقرب إلى المنطقة فى رأيى - لقد قادتنا واشنطن ومنذ أن أعطيناها 99٪ من أوراق حل الصراع الإسرائيلى العربى، إلى دروب ومتاهات، وذلك تحت دعوى السلام، الذى بات من الصعب ألا يدرك أحد أنه مجرد سراب.. لقد جربنا كل الطرق وتنازلنا عن الكثير من حقوقنا وقبلنا؟!، بإجراء سلام شامل وكامل مع الدولة المغتصبة مقابل انسحابها من الأراضى التى احتلتها عام 1967، لكن المخطط بات علنياً فإسرائيل التى قامت على أشلاء جثث العرب خاصة الفلسطينيين، تعلن الآن بملء لسان رئيس حكومتها إيهود أولمرت أنها أقوى دولة فى المنطقة، وأننا نعيش معها بسلامها هى، وإلا فقد تركنا لكم الرسالة فى غزة والرسالة الأوضح هى القنابل الفسفورية الحارقة، وهى تترك آثاراً كالوشم الحزين والمحزن، لا تمحوه آثار الزمن حتى الموت، وإذا افترضنا أن إسرائيل ستكف عن ارتكاب مذابح جديدة لعشرات الأعوام المقبلة، وهو أمر مستحيل نظراً لتاريخها المتخم بارتكاب المذابح، فإن «وشم الفسفورية» سيظل يثقل ضمائرنا ثم ضمائر من سيأتون بعدنا لعشرات السنين، لأن بين «الموشومين» بفسفور إسرائيل، أطفالاً رضعاً، وهؤلاء الأطفال سيحاسبون أمتهم يوماً.. هل كان بوسع إسرائيل ومن خلفها أمريكا أن تفعل بنا ما فعلت وما تفعل لولا انقسامنا المفزع هذا؟.. الكل تقريباً تركوا إسرائيل وصوبوا نيران فشلهم وحقدهم على مصر.. وتناوب «المناضلون» الظهور على شاشات الفضائيات ليصموا المخالفين لهم فى الرأى والرؤية بأقذع العبارات والشتائم.. وأيضاً أظهرت محنة غزة أن إسرائيل فهمت «نفسية» بعض العرب جيداً فابتدعت «سلطة»؟! تحت الاحتلال، دوختها السبع دوخات هى والعرب جميعاً فى متاهات من كامب ديفيد إلى أنابوليس وحتى الرؤية الكاذبة للرئيس الكاذب حول الدولتين، إن «قادة الفصائل» لا يتحدثون عن معاناة أبناء غزة بقدر ما يتحدثون عن «توزيع» السلطة؟! وحتى الآن لا أفهم جيداً كيف تكون سلطة ومقاومة فى الوقت نفسه، حيث عندما كانت حركة حماس «مقاومة» كان يصعب أن تقترف إسرائيل جرائمها بكل هذا الفُجر مدعية أنها دولة تحارب دولة!! وإذا كانت حماس قد استقرت على أن تكون «سلطة» فهذا ما سيدفع بحلم الدولة الفلسطينية عشرات السنين إلى الوراء، وإسرائيل قالت منذ بداية حملتها الحربية إنها لا تريد التخلص من حماس بل مجرد إضعافها!، وهل كان يمكن أن يحترق أطفالنا ونساؤنا فتخرج علينا فتوى «فسفورية»!! تقول: إن مريضة مع مسعف بسيارة إسعاف.. خلوة شرعية وإن كانت الفتوى بمناسبة نقل المصابات والمحترقات بأسلحة إسرائيل فى قطاع غزة.. يبدو أنها مرحلة الأوشام، التى لابد أن نخرج من أتونها المدمر!!