إسرائيل «تصفِّى» غزة بقصف مكثف قبل التصويت على وقف إطلاق النار.. وحماس تصر على مواصلة القتال

قبل اجتماع المجلس الوزارى الأمنى المصغر فى إسرائيل مساء أمس، لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار على قطاع غزة من جانب واحد، وبقاء قواتها فى القطاع بعد سريان الاتفاق، واصلت قوات الاحتلال هجماتها المكثفة براً وبحراً وجواً على أنحاء مختلفة من القطاع،
واستهدفت عدة مناطق ومبان سكنية، وارتفع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية فى يومها الثانى والعشرين إلى أكثر من 1203 نصفهم من النساء والأطفال والمسنين، وأكثر من 5350 جريح، بينهم 350 فى حالة خطيرة جداً.
وأعلن متحدث عسكرى إسرائيلى أن السلاح الجوى الإسرائيلى هاجم طوال ليل الجمعة السبت 50 هدفاً فى قطاع غزة من بينها 14 نفقاً و 8 منصات لإطلاق الصواريخ و3 مخابئ تحت الأرض،
بينما كشفت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى عن أن الجيش استخدم فى الحرب على غزة نصف سلاحه الجوى ونفذ ما لا يقل عن 2500 غارة، وألقت الطائرات العسكرية وحدها ألف طن من المتفجرات، ما عدا القاذفات التى أطلقتها الدبابات والمدفعية البحرية.
واستشهدت أم فلسطينية وأبناؤها الخمسة مساء أمس الأول، فى غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم فى مخيم البريج جنوب مدينة غزة، كما استشهدت 4 سيدات وأصيب عدد آخر من المدنيين بغارة استهدفت منزلهم فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة، وجاء ذلك بعد أن قصفت طائرات الاحتلال منزل عزاء فى حى الشجاعية مما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين أمس الأول.
وأعلن مسعفون أن 7 فلسطينيين استشهدوا بينهم طفلة وامرأة فى قصف دبابة إسرائيلية بالقنابل الفسفورية لمدرسة تديرها وكالة غوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لجأ إليها المدنيون هرباً من المعارك، فى بيت لاهيا شمال قطاع غزة،
وأسفر القصف عن إصابة عشرات المدنيين واشتعال النيران بالمدرسة، وقال شهود عيان إن الوضع بالمدرسة «بالغ الصعوبة» نتيجة لضراوة القصف وأن الكثير من المشردين عالقون بداخلها.
جاء ذلك، بينما دارت معارك عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاومين حول المدرسة. وهى المرة الرابعة التى يستهدف فيها القصف الإسرائيلى مدرسة تابعة للأونروا.
واندلعت اشتباكات شرسة بين قوات إسرائيلية مدعومة بالدبابات وبغطاء جوى مكثف مع عناصر من حماس فى منطقة الخازندار شمال غرب غزة واشتعلت النيران فى أحد أبراج الكرامة السكنية مما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين بينهم أحد مقاتلى كتائب عزالدين القسام الجناح العسكرى لحماس، وتوغلت دبابات الاحتلال فى مدينة الزهراء وسط القطاع وأطلقت عشرات القذائف عشوائياً على الأبراج السكنية مما أدى إلى وقوع إصابات وخسائر مادية فادحة،
 وحاولت الدبابات التقدم على عدة محاور فى غزة من الشمال الشرقى فى بلدة جباليا وحى التفاح ومنطقة الشعف، والشمال الغربى فى مناطق التوام والعطاطرة وبيت لاهيا والسودانية، والجنوب الشرقى فى حى الزيتون والشجاعية بينما تتصدى المقاومة لتلك القوات محاولة منعها من التوغل.
وكثفت مقاتلات «إف16» قصفها على جنوب قطاع غزة ومنطقة الشريط الحدودى فى رفح وغرب خان يونس، وفى بيت حانون، استشهدت طفلة، وسقط 3شهداء مدنيين فى الكرامة شمال بيت لاهيا جراء قذيفة إسرائيلية، بينما ادعى جيش الاحتلال أن قذيفة شاردة محملة بكيماويات تسببت فى انفجار أرغم صحفيين من وكالة «رويترز» ووكالة إعلامية أخرى على إخلاء مكاتبهم خال الأسبوع الماضى.
وأعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية سقوط 4صواريخ من طراز «قسام» على مناطق غربى النقب صباح أمس، وأشارت إلى أن أحد الصواريخ سقط على مبنى خال فى المنطقة، فيما سقطت الصواريخ الثلاثة الأخرى فى مناطق خالية، واعترفت قوات الاحتلال بإصابة أحد جنودها فى القصف.
فى غضون ذلك، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المجلس الأمنى المصغر اجتمع أمس لإصدار قرار حول إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال مسؤول حكومى إسرائيلى لم يذكر اسمه أن المجلس المصغر سيصوت على القرار بعد التوقيع على اتفاق فى واشنطن بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى ونظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس ينص على منع حماس من إعادة تسليح نفسها،
وأضاف المصدر أن إسرائيل ستبقى فى القطاع بعد توقيع الاتفاق دون تحديد فترة بقائها، وأكد أن بلاده تتوقع «امتناع حماس عن أى هجوم، وإن قررت فتح النار فإننا لن نتردد فى الرد ومواصلة الهجوم».
وفى المقابل، أكدت حماس أنها ستواصل القتال فى غزة لصد الهجوم الإسرائيلى حتى تتم الاستجابة لمطالبها مشيرة إلى أنها ستتجاهل الوقف أحادى الجانب لإطلاق النار الذى أعلنته إسرائيل،
وقال أسامة حمدان ممثل الحركة فى بيروت إن وفداً من حماس وصل القاهرة أمس وأنه لا يوجد لدى الحركة أى جديد تقدمه مشيراً إلى أنه إما أن تتم الاستجابة لمطالب حماس وإلا كانت النتيجة استمرار المواجهة على الأرض.