واصلت الطائرات والدبابات والزوارق الإسرائيلية أمس، شن هجماتها المكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء فى اليوم ال 20 من العدوان إلى 1070 وأكثر من 5000 جريح. وبحسب مصادر إسرائيلية، جرح 11 جنديا إسرائيليا، وذلك فى وقت توغلت فيه عشرات الآليات المدرعة الإسرائيلية للمرة الأولى فى وسط منطقة تل الهوى، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع مقاتلين فلسطينيين. وضرب انفجار شديد أمس، مبنى يضم مكاتب وكالة أنباء «رويترز»، والعديد من المؤسسات الإعلامية الأخرى، وهو ما أدى لإصابة صحفيين أحدهما يعمل بقناة أبوظبى، وأفاد صحفيو «رويترز» الذين كانوا يعملون بالمبنى فى ذلك الوقت، بأن الجزء الجنوبى من الطابق ال13 من برج «الشروق» تم استهدافه بصاروخ أو قذيفة إسرائيلية، ليتم إخلاء المبنى على الفور. من ناحية أخرى، قال شهود عيان فى منطقة تل الهوى المكتظة بالسكان إن «رتلا من الدبابات تمركز فى حديقة برشلونة بالحى وسط إطلاق كثيف للقذائف تجاه الأبراج السكنية فى المنطقة»، مشيرين إلى أن جرافات عسكرية تقوم بأعمال تجريف واسعة فى محيط مبنى تابع لجامعة الأقصى ومنازل فى المنطقة، وهو ما اضطر عدداً كبيراً من السكان إلى مغادرة منازلهم. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مستودع ألبان بالقرب من أبراج الكرامة، كما دمر القصف مسجد «البشير» ومدرسة «الأرقم»، وجرى استهداف مستشفى «الوفا» ب 7 قذائف دبابة، وهو ما أدى إلى تدمير جزء منه، بالإضافة إلى قصف مدفعى على مبانٍ سكنية ومستشفى ثانٍ فى شارع الصناعة بحى تل الهوى، أدى إلى اشتعال النار به، كما سقط شهيدان وأصيب عدد آخر فى قصف استهدف مجموعة من المواطنين قرب منزل محمود الزهار، قيادى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما نفذ الطيران عدة غارات جوية استهدفت إحداها برج «فلسطين» السكنى فى حى الرمال. فى الوقت نفسه، أكدت مصادر طبية فلسطينية سقوط 5 أفراد من أسرة واحدة فى غارة جوية على غزة، و3 شهداء فى قصف إسرائيلى فى بيت لاهيا، شمال القطاع، إضافة إلى استشهاد ناشطين 2 فى غارة على سيارة مدنية فى حى الزيتون، فى حين قصفت الزوارق الإسرائيلية منطقة السودانية المحاذية لشاطئ غزة حيث استشهد مسعفين 2 من المسعفين، بينما أعلنت مصادر طبية أنه جرى انتشال أكثر من 15 جثة مساء أمس الأول لمواطنين وأطفال من تحت الأنقاض فى أحياء العطاطرة والزيتون وجحر الديك بقطاع غزة. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن هذا القصف المدفعى العنيف يسبق محاولات مستمرة ترمى لتقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى مناطق الكثافة السكانية، لاسيما أن القوات والدبابات الإسرائيلية فشلت مرارا فى التقدم، نظرا لشراسة مقاتلى المقاومة الفلسطينية، فى حين أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى بأن القوات المتوغلة فى غزة تتقدم ببطء وحذر إلى أجزائها الشمالية. على الجانب الآخر، أطلق مقاتلون فلسطينيون قذائف مضادة للدروع وفجروا عبوات زرعت على حافتى الطريق، بحسب بيان مشترك لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة «حماس»، وسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامى، وبينما أعلنت كتائب أبوعلى مصطفى «إعطاب»، دبابة إسرائيلية شرق حى التفاح فى غزة مستخدمة عبوة ناسفة، واصلت الفصائل إطلاق صواريخ «جراد» على بئر سبع وأشدود الإسرائيليتين.
