رحل، أمس، فى هدوء شديد المفكر وعالم الرياضيات والإحصاء الدكتور عبدالعظيم أنيس عن عمر تجاوز الثمانين، بعد رحلة عطاء علمى وأدبى، وعدة مؤلفات نقدية أسهمت فى إبراز البعد الاجتماعى للأدب. كان المفكر الراحل صاحب أكبر معركة فكرية ونقدية، بالاشتراك مع صديق عمره الراحل الدكتور محمود أمين العالم، عندما انتقدا مقالاً للدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، فى جريدة «الجمهورية»، حول مفهوم الأدب، وهى المعركة التى نتج عنها مفاهيم جديدة فى النقد، أتاحت للواقعية الاشتراكية مكاناً فى الحركة الثقافية والنقدية العربية. جاء رحيل الدكتور أنيس بعد أيام قليلة من رحيل رفيق عمره الدكتور محمود أمين العالم، الذى قال عن أنيس قبل رحيله إنه شاعر عاشق وباحث، عالم، محقق ومدقق وسياسى ومناور، جمعت إبداعاته العلمية الواعية وعطر شخصيته، بين الإحساس والصراحة والصرامة والصفاء والعذوبة.. رحل كلا الصديقين فى كبرياء يليق بتاريخ حافل من العطاء ومسيرة من حب الوطن. وقال عنه المستشار طارق البشرى: «هذا الرجل جمع بين علم الرياضيات البحتة والإحصاء والأدب والسياسة، رغم ذلك احتفظ بهدوئه وإنسانيته ورقته».