شيعت أمس جنازة المفكر والكاتب الكبير محمود أمين العالم، من مسجد مصطفى محمود عن عمر يناهز 86 عاما، شارك فى الجنازة عشرات من السياسيين، يتقدمهم قيادات الحزب الشيوعى المصرى بهيج نصار وسيد إسحاق وممدوح حبشى وعريان نصيف، ومن حزب التجمع الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب، وحسين عبدالرازق، الأمين العام السابق. ولفت محمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الأنظار بحضوره الجنازة، ودعوته للفقيد بالرحمة والمغفرة، واصفا «العالم» بالكاتب اليسارى «المحترم». وقال صلاح عدلى، أحد قيادات الحزب الشيوعى المصرى، إن رحيل محمود العالم هو خسارة كبيرة، بما يمثله من قيمة كناقد وكاتب سياسى واجتماعى، ظل متمسكا بمبادئ الشيوعية والاشتراكية، وممثلا للفكر المستنير، ونصيرا للفكر العلمى، ومناضلا ضد جمود الفكر والصهيونية ومقاوما للتطبيع، وداعيا لتنمية شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية. ولد العالم يوم 18 فبراير1922 فى حى الدرب الأحمر فى القاهرة، وحصل على درجة الماجستير فى الفلسفة من كلية الآداب جامعة القاهرة بعنوان: «فلسفة المصادفة الموضوعية فى الفيزياء الحديثة ودلالتها الفلسفية»، وتم تعيينه فى قسم الفلسفة بعد حصوله على الماجستير مدرساً مساعداً للمنطق ومناهج العلوم، لكن تم فصله فى عام 1954 لأسباب سياسية، وحاول إصدار عدة جرائد، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وبرز بنشاطاته السياسية واتجاهه الشيوعى خاصة بعد حل التنظيمات الماركسية وتجمعها تحت اسم الحزب الشيوعى المصرى. التحق بمجلة «روزاليوسف» مسؤولاً عن افتتاحيتها السياسية، التى كان يغلب عليها الطابع النقدى للأوضاع غير الديمقراطية. كما أخذ يكتب فيها مقالات فى النقد الأدبى بمقال مشترك مع صديقه الدكتور عبدالعظيم أنيس، رداً على مقال الدكتور طه حسين فى جريدة «الجمهورية» حول مفهوم الأدب. وبهذا المقال بدأت معركة نظرية فى مجال الأدب كان لها تأثير على المستوى العربى عامة وفى تنمية الاتجاه الواقعى الجدلى فى النقد الأدبى. وأرادت الدولة إبعاده من «روزاليوسف»، فتم تكليفه بإصدار مجلة أسبوعية ولكنها لم تصدر. اعتقل ضمن حملة اعتقالات واسعة للشيوعيين المصريين أوائل عام 1959، وحوكم عسكريا مع بعض أعضاء الحزب، إلا أنه وبعد عدة شهور حصل على البراءة، وظل فى السجن حتى عام 1964، كما تم اعتقاله مع من سماهم الرئيس السادات «مراكز القوى داخل النظام» فى 1971، وتم نفيه الى فرنسا حيث أنشأ مجلة شهرية هى «اليسار العربى» للدفاع عن الوحدة العربية والديمقراطية والتحرر السياسى والاقتصادى. وشارك فى الجبهة الوطنية المصرية المناهضة لسياسة السادات عندما بدأ مشروعه للصلح مع إسرائيل، وبعد اغتيال السادات عاد إلى القاهرة، حيث أصدر العديد من الإصدارات الثقافية وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1998. شغل العديد من الوظائف، منها مدرس فى قسم الفلسفة - كلية الآداب - جامعة القاهرة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للكتاب، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم.