كشف الدكتور بطرس غالى، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، سكرتير عام الأممالمتحدة سابقاً، عن أنه أجرى اتصالاً غير رسمى مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الحالى، تم خلاله الاتفاق على إرسال مندوب من الجمعية لإعداد تقرير لبعثة تقصى حقائق حول ما قامت به إسرائيل من ضرب مقر تابع ل «الأونروا» منظمة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قبل أيام. وقال فى تصريحات أدلى بها أمس، إنه كان من المقرر زيارة المندوب الدولى أمس الأول، إلا أنه حدث فى اللحظات الأخيرة أن تدخلت سلطات ما لم يحددها فى إشارة إلى الولاياتالمتحدة وألغت الزيارة. وأضاف: «أرسلنا مذكرة عرضها الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، نائب رئيس المجلس، أمام المفوض السامى لحقوق الإنسان فى جنيف، مطالبين بالتحرك لوقف (مجزرة غزة). واستبعد الدكتور غالى حدوث أى مفاوضات فى الوقت الحالى لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات تأجلت إلى أكثر من 30 عاماً أخرى، مؤكداً أن ما حدث فى غزة زاد من قوة التيار المتطرف سواء فى مصر أو فلسطين أو الدول العربية وحتى إسرائيل، وبالتالى لم نر تياراً معتدلاً مستعداً للتفاوض. وانتقد موقف المجتمع الدولى تجاه ما يحدث من مجازر فى غزة، وقال: «الجانب الإسرائيلى لم ينفذ قرار مجلس الأمن، ولابد من قرار ثان يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار فى غزة». وأوضح غالى أن إسرائيل استغلت ثلاثة عوامل أساسية فى هجومها الأخير، وهى انتقال الرئاسة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية والأزمة الاقتصادية الحالية والانقسام الفلسطينى الداخلى، مستبعداً أن يقوم الرئيس الأمريكى المنتخب أوباما بلعب دور فعال فى الصراع العربى الإسرائيلى قبل عام من توليه السلطة. وشدد غالى على أن الدولة الوحيدة القادرة على إنهاء ما يحدث الآن فى غزة هى الولاياتالمتحدة قائلاً: «ليس الحل فى تركيا أو مصر وإنما فى دولة واحدة تسيطر على العلاقات الدولية ومشاكل العالم، والسؤال هو كيف تقنع تلك الدولة والرأى العام بداخلها بلعب دور فعال؟» وقلل من أدوار بعض الدول الأوروبية والتى لا تتخطى قدرتها تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى. وأوضح غالى أن أمريكا غير مهتمة بما يحدث الآن فى غزة لأن لها أولويات أخرى تتمثل فى الأزمة الاقتصادية، مشدداً على ضرورة إصلاح الأممالمتحدة واعتبار ما حدث فى غزة علامة فارقة فى تاريخها. وانتقد غالى حالة الانقسام التى يشهدها الرأى العام السياسى الفلسطينى، متسائلاً: «كيف تدافع عن قضية أصحابها منقسمون على أنفسهم؟!» مؤكداً أن ذلك يعطى الذريعة للجانب الآخر لارتكاب جرائمه. وحول الانتقادات التى وجهت للنظام المصرى بعدم لعب دور فعال فى تلك الأزمة، قال غالى: إن مصر تقوم بجهود فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى واحتواء الأزمة بين القوى الفلسطينية، مشيراً إلى أنها جهود غير معلنة. وانتقد غالى خطاب «حسن نصرالله»، الأمين العام لحزب الله فى لبنان وإيران، قائلاً: «إيران تطالب دول الخليج بوقف تصدير البترول وهى من أهم الدول المصدرة له»، وتساءل ماذا فعل «حزب الله».. ومن السهل قول ماذا نفعل، ولكن الأهم ماذا فعلت أنت.