اللى بناها كان فى الأصل حلوانى..!! نقشها تحفة ربانى، وعجنها لوحة إبداعى، وخَبزّها زهرة نورانى. بناها وقال عمار وبدا للحضارة مشوار.. سبع آلاف عام واحنا بنحكى ونتحاكى عن الأهرامات الثلاثة.. أصل الفراعنة كانوا جبابرة. هنلف وندور.. هنوصف ونقول.. من شرقها لغربها هنجوب.. ومن شمالها لجنوبها هنرحل ونفوت. هنسمع بشرها وننقل نبض حجرها.. حكاوى وحواديت.. حوارى وحوانيت.. قصور وقبور.. عادات وتقاليد.. قديم وجديد. من الجلف الكبير والوادى الجديد تبدأ رحلة التاريخ المديد.. المصرى القديم فى صخر بطن الجبل هتلاقيه.. فى أبو سمبل رفع معابد.. وفى الأقصر شيد للملوك وادى.. وعمر قصور فى أسوان لنجع حمادى. ومن حلايب لرأس غارب، ومن رأس البر لجبل الشايب رسم حدوتة عشق للحبايب. الله عليك يا موج البحر لما تحضن مدنك زى العاشق الدايب، من مرسى علم للغردقة وسفاجة دى بلاد تشوف فيها العجايب، ومن شرم الشيخ للعريش وطابا بجمالها اللى ما ينتهيش ومن الطور للقنطرة تلاقى سينا منورة بنور ربانى فى واديها المقدس طوى، ومن السويس لبورفؤاد والإسماعيلية لحد دمياط لبورسعيد ورشيد مية زرقا وجنية لابسة فستانها الأبيض زى العروسة فى يوم العيد. من المحلة وبنها والمنصورة للبحيرة وإسكندرية الماريا والمعمورة، ومن بنى سويف والفيوم لحد مطروح والسلوم.. المصرى القديم عَمر وشيد فى الرمال تخوم وقصور على الرملة تعانق السماء وتنور ساحاتها بسهيل والقطبى من النجوم هى بس اللى هتوصلك لبحر الرملة فى سيوة والداخلة والخارجة والبحرية.. هى دى الواحة بصحيح. لما النخيل يوشوش الهدوء فيبقى للصمت هناك بس صوت بيضاء وسوداء يا صحراء زى بشرة البنى آدمين والنوبة شاهدة على الكلام غرقانة بنخيلها وبلحها وبيوت ناسها القديمة تحت بحيرة ناصر بتقول.. يا نوبة يا أم الحنين. هى دى.. موجة صافية وراء موجة دافية، شريان للخير مالوش حصر من أرض السد لحدك انتِ يا غالية يا أم الدنيا.. يا اللى اسمك مصر. - إذن هى الابنة المدللة للجغرافيا والتاريخ، مخزن الآثار ومستودع الأسرار.. يحج إليها السائحون من أنحاء الدنيا يسافرون من حاضرها إلى ماضيها السحيق العتيق لعلهم يعرفون شيئاً من غموض صمتها المتجسد فى أبى الهول. هى البلد الذى قال عنه العبقرى الراحل «جمال حمدان».. إن موقعها ومكانها على الكرة الأرضية جاء فى ميدان عام كى تطل من شرفته على بحار وقارات العالم. استحقت بجدارة أن تصفها كتب ومجلدات من كل أنحاء العالم.. واليوم تحاول «المصرى اليوم» أن تصف مصر بشراً وحجراً.. إن نجحنا فهذا أملنا، وإن عجزنا فرفقاً بنا، لأن مصر أكبر من كل وصف ولن يبقى لنا فى النهاية سوى شرف المحاولة.