فى بداية موسم الاستفتاءات والجوائز الكبرى فى هوليوود والذى يختتم بتوزيع جوائز الأوسكار الشهر المقبل، أقيم الحفل السنوى الثالث والأربعون للجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين بالولايات المتحدة المعروفة اختصارًا ب «NSFC»، وحصل فيلم الرسوم المتحركة الإسرائيلى «الرقص مع بشير» على جائزة أفضل فيلم لعام 2009. الفيلم إخراج «أرى فولمان» والذى يقدم من خلال الفيلم تجربته أثناء الاحتلال الإسرائيلى للبنان حين كان مجندًا بالجيش عام 1982، وفيه يسترجع عبر الرسوم المتحركة ذكرياته وعدداً من زملائه عن مذبحة صابرا وشاتيلا ودورهم فيها بعد مقابلات حقيقية أجراها «فولمان» معهم، ويحكون حين توغلت ميليشيات مسيحية تحت إشراف وحماية الجيش الإسرائيلى فى المخيم اللبنانى لقتل الفلسطينيين، بينما يروى أحد الجنود شهادته عن إعدام أسرة بالكامل عندما حاصر الجنود الإسرائيليون خيمتهم تمامًا، ويبرز قولهم «نحن مجرد دمى فى أيدى قادتنا»، كما يقدم «فولمان» عددًا من الجنود الإسرائيليين الذين عملوا فى لبنان ويتحدثون عن الآثار النفسية التى ترسبت بداخلهم وإصابتهم بهلاوس وهواجس استمرت طوال 20 عامًا رغم انتهاء خدمتهم بلبنان، وفى مشاهد صعبة وقليلة يقدم «فولمان» لقطات لصور جثث عدد كبير ممن راحوا فى تلك المذبحة من الرجال والنساء والأطفال، وهى اللقطات الحقيقية الوحيدة التى استخدمها «فولمان» فى الفيلم ولم يستخدم الرسوم المتحركة لتجسيدها كى تكون أوقع فى التعبير عما حدث فى المخيمين على حد تأكيده، ورغم إلقاء «فولمان» اللوم على الميليشيات المسيحية ومسؤوليتها عن المذبحة، فإنه يشير إلى تورط إسرائيل بشكل مباشر، إلا أنه لا يقدم الحقائق الخفية وراء المذبحة. وينافس الفيلم - الذى عرض لأول مرة فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى - أيضًا فى فئتى أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية وأفضل فيلم رسوم متحركة لهذا العام. فى حين حصل الممثلان الأمريكيان «شون بين» و«سالى هوكينز» على لقب أفضل ممثل وممثلة عن دوريهما فى فيلمى «ميلك» و«السعيد يكون محظوظًا» على الترتيب، والفيلم الأخير حصل «إيدى مارسن» عن دوره فيه على لقب أفضل ممثل مساعد، فى حين حصلت «هانا شيجولا» على لقب أفضل ممثلة مساعدة. من ناحية أخرى اختير الممثل الأمريكى «ويل سميث» الأكثر تحقيقًا للإيرادات فى شباك التذاكر لعام 2008 فى استفتاء «كويجلى» الخاص بأكثر النجوم الذين يصنعون المال فى هوليوود ويعد «سميث» الذى عرض له هذا العام فيلما «هانكوك» و«7 جنيهات» ثانى نجم أسمر يتصدر قائمة استفتاء «كويجلى» منذ «سيدنى بواتييه» عام 1968 والذى كان قبل «سميث» الممثل الأسمر الوحيد الأكثر تحقيقًا للإيرادات منذ بدء إجراء الاستفتاء عام 1932، وقد حقق فيلمه «هانكوك» وحده 228 مليون دولار فى أمريكا فقط. وتلى «سميث» فى القائمة «روبرت داونى جى أر» عن فيلميه «الرجل الحديدى» و«الرعد المدارى»، و«كريستيان بل» عن «الفارس الأسود - باتمان»، و«شيا لابوف» عن «إنديانا جونز ومملكة الجماجم الكريستال» والذى شارك فى بطولته مع «هاريسون فورد»، وحال عدم عرض فيلم ل «جونى ديب» خلال عام 2008 عن منافسته فى الاستفتاء الذى تصدر قائمته العام قبل الماضى عن فيلمه «قراصنة الكاريبى - نهاية العالم».