رغم أنه لم يعرض تجاريا بعد فى الهند، فإن فيلم «المليونير المتشرد» حظى بإعجاب الجمهور الهندى المتشوق لمشاهدته الأسبوع المقبل، حيث يبدأ عرضه فى مدينة مومباى، وذلك بعد حصوله على أربع من جوائز ال«جولدن جلوب» هذا الأسبوع أبرزها أفضل فيلم وإخراج وسيناريو، التى يعتبرها النقاد مؤشرا قويا للفوز بجوائز الأوسكار التى يتم الإعلان عنها فى فبراير المقبل، وفى حين يرى النقاد أن هذه الجوائز ستجعل من الفيلم جوادًا رابحًا ومنافسًا كبيرًا فى مسابقات الأوسكار لهذا العام، تزايد إحساس الجمهور والنقاد فى الهند بأهمية السينما البوليوودية، واعتبارها ندًا قويًا للسينما الهوليوودية فى الولاياتالمتحدة، خاصة أن الفيلم يقدم قصة فى شوارع مومباى وبممثلين مغمورين غير معروفين على الساحة العالمية. تدور أحداث الفيلم حول «جمال مالك» أحد فقراء مومباى من الشباب وعمره (18) عاما، الذى يخوض أكبر مغامرة فى حياته من خلال الاشتراك فى النسخة الهندية من برنامج المسابقات الشهير «من سيربح المليون» أملا فى تحقيق طموحاته والزواج من الفتاة الرقيقة وحب طفولته «لاتيجا»، بينما يتابع الشعب الهندى هذه المغامرة التى تلعب الأسئلة والإجابات دورا كبيرا فيها من أجل الفوز ب20 مليون روبية هندية، حيث يجيب «جمال» عن الأسئلة من خلال أن يحكى قصة نشأته وشقيقه الأكبر «سالم» فى شوارع مومباى، وقد تيتما فى سن صغيرة، ومغامراتهما معا ومواجهاتهما مع العصابات المحلية، وأن شقيقه كان الراعى له والخصم أيضا فى حبه للاتيجا هو الأخر، حتى وصوله للمشاركة فى البرنامج، وفى كل سؤال وإجابة يكشف الفيلم عن الكثير من معانى الحياة والإنسانية بوجه عام، ولكن حين تقترب طموحاته من التحقق، ومع السؤال الأخير الذى يكتنفه الغموض والإثارة من قبل 60 مليون متفرج للبرنامج ويتلخص فى «ماالذى يفعله مراهق لا يملك أى دلالات أو مقومات للثراء فى برنامج المسابقات هذا ؟، وتقبض الشرطة الهندية على «جمال» بتهمة الغش والنصب بدعوى أن مراهقا من العامة، بل من الشارع لا يمكنه أن يملك هذا القدر من المعرفة والمعلومات العامة، التى أجاب بها عن أسئلة البرنامج، بينما هناك مشتركون آخرون يبدون أكثر ذكاء وتعليما وثراء منه قد فشلوا فى إجاباتهم عن أسئلة البرنامج، أم أن الحظ خدمه، حيث سأل أسئلة قادته إلى الإجابات التى يعرفها وأجادها أو أنه عبقرى وربما القدر لعب لعبته، ويحاول «جمال» يائسا أن يثبت براءته، الفيلم حقق نجاحا غير متوقع مع المتفرج العالمى وتحديدا غير الهندى، لاسيما وهو يجسد حياة العامة فى مومباى ومدته ساعتان، وهو إنتاج أمريكى بريطانى تم تصويره فى الهند بتكلفة 14 مليون دولار، ونحو 20 % من الجمل الحوارية لمشاهده باللغة الهندية، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب الهندى «فيكاس سوارب» باسم Q&A «س و ج»، بينما كتب له السيناريو «سايمون بيفوى» و«فيكاس سوارب» وأخرجه «دانى بويل»، ويلعب بطولته «ديف باتيل» فى دور «جمال» و«مادهور ميتال» فى دور «سالم» و«فريدا بينتو» فى دور لاتيجا و «أنيل كابور» فى دور محقق الشرطة، الذى يستجوب «جمال» حول اتهامه بالنصب والغش. الفيلم أول بطولة لبطله «ديف باتيل» - 18 عاما – وهو بريطانى من أصل هندى، ولم يقدم عملا من قبل سوى مشاركته فى الحلقات التليفزيونية البريطانية «Skins»، وتم ترشيحه لبطولة الفيلم من خلال ابنة المخرج التى كانت قد شاهدته بالصدفة، وتحمست لتقديمه لوالدها حين علمت عن فشله فى العثور على ممثل محلى يقدم الشخصية، ورشح عن الدور لعدة جوائز مهمة كأحسن ممثل منها جوائز نقابة الممثلين السينمائيين الأمريكيين وجوائز اتحاد نقاد لندن وجوائز رابطة السينما البريطانية المستقلة، فاز بجائزة جمعية النقد الأميركية، بينما فاز الفيلم ب5 جوائز سينمائية بخلاف ال«جولدن جلوب»، ورشح ل9 جوائز أخرى حتى الآن. وفى حفل توزيع جوائز ال«جولدن جلوب» الذى أقيم الأحد الماضى شكر مخرج الفيلم «دانى بويل» رابطة الصحفيين الأجانب فى هوليوود المانحة لجوائز ال«جولدن جلوب» والمكونة من 90 عضوا، وقال عقب تسلمه جائزته : «نفخر بتقديركم لنا، وقد قدمنا هذا الفيلم من قلبنا، ولم نتوقع أن نقف هنا بينكم». يذكر أن المخرج الأميركى «وودى آلان» أبدى استياءه عقب الحفل من حصوله على جائزة أحسن فيلم موسيقى أو كوميدى فقط عن فيلمه «فيكى كريستينا برشلونة»، وهو ما اعتبره سوء تقدير لفيلمه، الذى تلعب بطولته الإسبانية «بينلوبى كروز» التى بدت هى الأخرى محبطة لعدم حصولها على جائزة التمثيل لفيلم درامى، التى انتزعتها البريطانية «كيت ونسليت» عن فيلم «الطريق الثورى» الذى جسدت فيه دور ربة منزل فى الخمسينيات من القرن الماضى، وكانت «كيت» فى قمة سعادتها، نظرا لانتزاعها أيضا جائزة أحسن ممثلة مساعدة عن دور امرأة ألمانية لها ماض فى فيلمها «القارئ» فى مفاجأة كبيرة ل«كيت» ولحضور الحفل على السواء، فى حين حصل «مايكى رورك» - فى مفاجأة ثقيلة أخرى نظرا لتقلب وهبوط مستواه الفنى على مدى سنوات طويلة - على جائزة أحسن ممثل عن دوره فى فيلم «المصارع». ووفقا لتوقعات كثير من النقاد فاز الممثل الراحل «هيث ليدجر»، الذى توفى العام الماضى إثر جرعة مخدرات زائدة بجائزة أحسن ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «الفارس الأسود»، التى تسلمها نيابة عنه مخرج الفيلم «كريستوفر نولان»، وفاز «كولين فاريل» بجائزة أحسن ممثل لفيلم كوميدى أو موسيقى عن فيلمه «فى بروج»، و«سالى هوكينز» كأحسن ممثلة فى فيلم موسيقى أو كوميدى عن «السعيد يكون محظوظا»، وحصل فيلم «الحائط إى» على جائزة أحسن فيلم رسوم متحركة، بينما فاز فيلم الرسوم المتحركة الإسرائيلى «فالس مع بشير» بجائزة أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية.