مظاهرات وحملات صحفية هندية ضد «المليونير المتشرد» و«أميتاب باتشان» يصفه بأنه «نشر الغسيل القذر» للعالم الثالث

رغم حصوله على عشرة ترشيحات لجوائز الأوسكار و11 ترشيحا لجوائز «بافتا» (الأكاديمية البريطانية لعلوم وفنون السينما) إلى جانب أربع من جوائز الجولدن جلوب لهذا العام فإن فيلم «المليونير المتشرد» الذى صور بالكامل فى مدينة «مومباى» الهندية ويتناول قصة مراهق هندى هوجم بشكل كبير فى الهند.
بداية من الجمهور الذى استاء من الفيلم وعبر عن هذا الاستياء بالخروج فى مظاهرات غاضبة أمام دور العرض التى تعرض الفيلم للمطالبة بوقف عرضه، مرورا بوسائل الإعلام التى هاجمت الفيلم واتهمته بالإساءة إلى الهند والشعب الهندى وتصويره على أنه يمارس الجريمة والدعارة ويغرق فى التشرد والتسول وأطفال الشوارع، وصولا إلى بعض النجوم الهنود الذين هاجموا الفيلم وعلى رأسهم الممثل الشهير «أميتاب باتشان» فى تعليق له عبر مدونته.
ويتناول الفيلم الذى لاقى إشادة كبيرة من النقاد خارج الهند، خاصة الأمريكيين والبريطانيين قصة مراهق هندى من أطفال الشوارع فى مومباى يعيش تحت حماية شقيقه الأكبر بعد وفاة والديهما والذى يعمل مع إحدى العصابات، ويعيشان منذ طفولتهما فى العراء، ينامان على أسطح القطارات أو فى السيارات المتهالكة، ويشترك المراهق فى النسخة الهندية من البرنامج الشهير «من سيربح المليون» فى محاولة منه لتغيير حياته والزواج من حبيبته، إلا أن إجاباته الصحيحة عن جميع الأسئلة تثير الجدل حول ما يتمتع به من معلومات رغم أنه متشرد من الشارع..
 كانت مظاهرات رافضة للفيلم قد خرجت الأسبوع الماضى أمام بعض دور العرض الهندية وحملت لافتات مكتوبًا عليها «لا لتشويه صورتنا فى هوليوود»، حيث إن الفيلم إنتاج أمريكى بريطانى، بينما قادت بعض الصحف الهندية حملات مضادة للفيلم منذ بدء عرضه تهاجم صانعيه وتشويههم لصورة الشعب الهندى.
 وعلى مدونته عبر الإنترنت ترك الممثل الهندى الشهير «أميتاب باتشان» تعليقا أن الفيلم ينشر الغسيل القذر للهند ولدول العالم الثالث، إلا أن «باتشان» عاد لينفى ذلك الهجوم على الفيلم، مؤكدا أنه لم يكتب هذا التعليق، وربما تركه أحد الزائرين للمدونة، مؤكدا أنه تلقى ردود أفعال سلبية وإيجابية أيضا نحو الفيلم، قام بتسجيلها على المدونة ولكنها لم تكن تعبر عن رأيه هو بل عن رأى أصحابها..
 فى حين دافع المخرج البريطانى «دانى بويل» عن فيلمه، مؤكدا أنه التزم بالواقعية فى تقديم حياة مراهق هندى وكيفية معيشته فى الشارع، وأضاف : إن الآراء المتشددة نحو الفيلم منعت نفسها من سماع الحقيقة ورؤيتها خلال الأحداث، وإذا كان الفيلم مظلما أو كئيبا فى تصويره للحياة فى الهند، فإننى أتمنى العودة لمومباى مجددا لتقديم فيلم كئيب فعلا.