تواصلت عملية شحن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمس، وحاولت السلطات المصرية تدارك تباطؤ حركة دخول المساعدات، التى حدثت أمس الأول، واستقبل ميناء العريش 45 طنًا من الأدوية والحليب من عدة دول مختلفة، من بينها السعودية وليبيا، فضلاً عن 6 أطنان من المواد الطبية أرسلتها إحدى الجمعيات الخيرية التركية. ومن المرتقب أن تصل إلى الميناء البحرى سفينة المساعدات الليبية «المروة» التى كانت حاولت فى وقت سابق الوصول إلى ميناء غزة ومنعتها الزوارق الحربية الإسرائيلية، هذا فى الوقت الذى أتمت فيه سلطات ميناء العريش استعدادها لنقل حمولة السفينة إلى ميناء رفح البرى فور وصولها. وأكد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن مصر كلها متضامنة مع «الأشقاء الفلسطينيين» بقطاع غزة، مستطردًا: «لكننا نرفض أى محاولة قد يقوم بها البعض لإحداث فوضى»، وأكد مصدر أمنى أن الشرطة تعاملت مع المظاهرة التى اجتاحت العريش عقب صلاة الجمعة أمس الأول «بأقصى درجات الصبر»، مشيرًا إلى أنه يتم إلقاء القبض على متظاهر واحد، على الرغم من التجاوزات التى حدثت من البعض منهم، خاصة أن كثيرًا منهم كانوا من صغار السن الذين ربما جاءت مشاركتهم فى المظاهرة تلقائية. وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، قال يوسف أباكروف، نائب القنصل الروسى بالقاهرة، خلال تواجده بمطار العريش، موفدًا لتسليم شحنة من الأدوية والمعدات الطبية والخيام زنة 56 طنًا، إن حكومة بلاده أرسلت طائرتين محملتين بالمساعدات الطبية وخيام الإيواء للفلسطينيين بقطاع غزة، لتخفيف المعاناة عنهم، مضيفًا أن الموقف الروسى عبر عنه وزير خارجية بلاده عندما طالب بتسوية النزاع الفلسطينى - الإسرائيلى بالطرق السلمية. إلى ذلك لايزال الطيران الإسرائيلى يستهدف المنطقة الحدودية بالجانب الفلسطينى على فترات متقطعة، بقنابل ارتجالية لتدمير المزيد من الانفاق الحدودية، مما تسبب فى اهتزازات قوية يخشى منها بعض سكان المنطقة الحدودية بالجانب المصرى، والتى قد تسبب تصدعًا لمنازلهم أو حدوث هبوط أرضى لها نتيجة الاهتزازات وانتشار الأنفاق أسفل المبانى بالمنطقة القريبة من الحدود، والتى ربما لا يعلم سكانها أنها تمر من أسفل منازلهم، حيث اعتاد الفلسطينيون حفر الأنفاق فى سرية، معتمدين على تقنية عالية ونظام «الجوجل إيرث»، مما يجعل خط سير النفق معلومًا لمن قام بحفره دون غيره، وأشار بعض من سكان رفح المصرية إلى اختفاء ظاهرة رؤية سيارات كثيرة محملة بالبضائع داخل المدينة، والتى كانت تقوم بتوصيل البضائع لرفح، تمهيدًا لقيام المهربين بتهريبها للجانب الفلسطينى عبر الأنفاق، وذلك بعد قيام الطيران الإسرائيلى بتدمير عدد كبير من الأنفاق الحدودية بالجانب الفلسطينى. وقال الدكتور طارق المحلاوى، مدير عام الصحة بشمال سيناء، إن97 جريحًا فلسطينيًا وصلوا الجانب المصرى، تم نقلهم لمستشفيى العريش ومبارك، وقام الفريق الطبى بتحويل 76 منهم لمستشفيات المعادى وقصر العينى، ومعهد ناصر السلام والهلال الأحمر. فى سياق متصل، وصل إلى معبر رفح أمس، وفدان طبيان من تركيا واليونان، وطلبا الدخول إلى قطاع غزة، وفى الوقت الذى وافقت فيه السلطات المصرية على دخولهما القطاع، اعترض مندوب السفارة الفلسطينية على دخولهما.