فى الوقت الذى انعقد فيه مؤتمر الحزب الوطنى ووضع فى أولوياته موضوع تمكين المرأة، بعد أن أثبتت الانتخابات السابقة انعدام أى نوع من المشاركة لها سواء كناخبة أو كمنتخبة ... جرت الانتخابات الأمريكية والنساء فيها بطلات ...ربما لم يقمن فيها بالأدوار الرئيسية بل بأدوار السنيدة، ولكنها أدوار مهمة على رأى ممثلى السينما ... خسارة هيلارى كلينتون دلت على عدم استعداد العالم أن تحكمه امرأة ... وعدم اختيارها من جانب الحزب كنائبة لأوباما كان دليلا على وعى الحزب أن ثنائياً من الأقليات لن يفوز بأى حال من الأحوال ... لذلك تم اختيار رجل أبيض أمريكى أصيل »لو كان هناك أصلا امريكيون غير الهنود الحمر« نائبا ... ولعبت زوجتا المرشحين الديمقراطى أوباما والجمهورى ماكين أدوارا رئيسية فى الانتخابات ... أضف إليهما عنصرا غاية فى الاهمية هو سارة بالين نائبة ماكين، التى حظيت بشعبية كبيرة فى الولاياتالمتحدةالامريكية، رغم أنها فى الأربعينيات من العمر وكان يعتقد أنها لا تملك الخبرة السياسية الكافية ... إلا أن عفويتها فتحت أمامها أبوابا كثيرة ... وإصرارها على اصطحاب ابنتها ذات السنوات السبع معها فى كل مكان زاد من شعبيتها عند النساء إضافة إلى ما صرفه الحزب على ملابسها كى تظهر بشكل مشرف كان مادة دسمة للصحافة. سارة بالين من تيار المحافظين المتشددين فى الحزب الجمهورى ومن أشد أعداء الإجهاض وترفض زواج المثليين إلا أن المحكمة العليا لولاية ألاسكا التى تمثلها أجبرتها على المصادقة على منح المثليين نفس معاملة الزواج العادى .... وتؤمن أن الحروب التى تخوضها أمريكا هى حروب مقدسة. الدور الثانى الآخر كان من نصيب ساندى ماكين الزوجة الثانية للمرشح الجمهورى، تحمل درجة الماجستير فى تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وهى من أسرة ثرية جداً لها أربعة من الأولاد منهم ابنة تبنتها من ملجأ الأم تريزا ببنجلاديش ..أما البطولة النسائية فقد كانت وستستمر من نصيب ميشيل أوباما شبهها الصحفيون بجاكلين كنيدى بسبب ازيائها المشابهة لأزياء زوجة جون كنيدى أحد أشهر رؤساء أمريكا .. .ميشيل ذات شخصية قوية ... تصر على تعريف زوجها » بالرجل الطيب إلا أنه فى نهاية الأمر ليس بالرجل المثالى«... تنتقده لأنه يترك ملابسه ولا يعلقها ولا يعيد الزبدة إلى الثلاجة بعد استعمالها .. وفى كل مناسبة يؤكد زوجها أهمية رأيها بالنسبة له وبعد فوزه قدمها أمام الجماهير المحتشدة بأنها »الصديقة وحب العمر« ... ساندى كانت ستصبح من نوعية لورا بوش ونانسى ريجان... أما ميشيل أوباما فهى من نوعية هيلارى كلينتون التى كان زوجها يوكل إليها مهاما خاصة فى الرعاية الصحية ونوعية روزالين كارتر التى كانت تحضر اجتماعات مجلس الوزراء... ميشيل المحامية آمنت بزوجها ودعمته ... وساندى دعمت زوجها ماديا واختارت ان تعمل فى صمت أما سارة بالين فعلى الرغم من الخسارة التى أبكتها فإنها دخلت التاريخ من باب كبير فهذه ثانى مرة يختار فيها مرشح للرئاسة الأمريكية امرأة نائبة له والأولى فى تاريخ الحزب الجمهورى ... السيدات الثلاث خففن علينا سخونة الانتخابات وجعلن متابعتنالها أشبه بمتابعة فيلم سينمائى ملىء بالتشويق ، وابحث دوما عن المرأة.