مع استمرار قصفها الجوى لقطاع غزة، وتهديدات حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتقام لمقتل القيادى البارز نزار ريان، ودعوتها للخروج فى مسيرات ومظاهرات جماعية لإحياء «يوم الغضب» بعد صلاة الجمعة، شددت إسرائيل تدابيرها الأمنية ل «حماية» سكانها فى تل أبيب حيث تم فتح الملاجئ للمرة الأولى منذ بدء العمليات ضد غزة، ورفعت درجة التأهب فى تل أبيب إلى «الدرجة القصوى»، فى وقت نقلت فيه قناة «الجزيرة» عن متحدث إسرائيلى قوله إن حماس تمتلك صواريخ «جراد» روسية الصنع يبلغ مداها 60 كيلومتراً، بينما تبعد تل أبيب 65كيلومتراً فقط عن غزة. كما اتخذت إسرائيل إجراءات لمنع كل من تقل أعمارهم عن 50 عاماً ولا يحملون الهوية الإسرائيلية (عرب 48)، من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. وأعلنت إغلاقاً تاماً لمدة 24 ساعة للضفة الغربية، وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن القرار جاء بعد تحذيرات من مخططات لشن هجمات على إسرائيل انتقاماً لمقتل نزار ريان. وقالت مصادر فى الضفة الغربية إن قوات الاحتلال اعتقلت كلاً من النائب عن حركة حماس فى المجلس التشريعى باسم الزعارير والوزير السابق فى حكومة حماس عيسى الجعبرى. وشهدت القدسالمحتلة اشتباكات واسعة بين القوات الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاتخاذ الجمعة «يوم غضب» على إسرائيل. وخرج الآلاف للتظاهر فى مدينة رام الله احتجاجاً على الهجمات على قطاع غزة، وانطلقت التظاهرة يصحبها عدد كبير من أفراد الشرطة الفلسطينية تفادياً لوقوع أى اشتباكات، وأطلق المتظاهرون هتافات مؤيدة لحماس مطالبين الحركة ب «قصف تل أبيب». واقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس بلدة «عصيرة» شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية حيث كان مقرراً خروج مسيرة بعد صلاة الجمعة، وأطلق جنود الاحتلال النار والقنابل الصوتية والغازية صوب المواطنين. وشدد الاحتلال الإجراءات العسكرية على جميع الحواجز المحيطة بنابلس. كما خرجت مسيرات أخرى فى بيت لحم وقرية «جيوس» فى مدينة قلقيلية وأخرى فى قريتى «نعلين» و«بعلين» اللتين كانتا مسرحاً فيما مضى لمظاهرات ضد جدار الفصل العنصرى. وواصلت إسرائيل غاراتها على غزة لليوم السابع على التوالى وارتفع عدد الشهداء إلى 428 شهيداً و2200جريح، وقالت مصادر طبية إن فلسطينيين اثنين استشهدا فى غارة على منزل فى «جباليا» صباح (الجمعة)، وجرح عدد آخر، واستهدفت الغارات الإسرائيلية صباح أمس عدداً من المنازل فى «جباليا» و«غزة» ومخيمات «البريج» و«النصيرات» و«دير البلح» ورفح» كما كثفت قصفها للشريط الحدودى بين مصر ورفح، واستهدف القصف العديد من الأهداف المدنية. وألقى الطيران الحربى الإسرائيلى آلاف المنشورات على القطاع، طالباً من الفلسطينيين إبلاغه عن أماكن وجود مقاتلين لحماس، محذراً المدنيين من أن «مطلقى الصواريخ والعناصر الإرهابية يشكلون خطراً عليكم وعلى عائلتكم». وأدرج فى المنشورات رقم هاتف وعنواناً إلكترونياً لإرسال أى معلومات عن «نشاط العناصر الإرهابية»، التى جعلت من القطاع «رهينة لعملياتها» طبقا لما كتب فى المنشور. وكانت الغارات استهدفت ليلة أمس الأول أكثر من 20 هدفاً من بينها ورشتين للحدادة فى غزة، ومزرعة للدواجن فى شارع «اليرموك»، وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلى إن الغارات استهدفت «منصات إطلاق صواريخ ومنشآت لتخزين الأسلحة». وأعلن أن مقاتلاته قصفت فى وقت متأخر من مساء الخميس مسجداً فى مخيم «جباليا» بدعوى استخدامه من قبل مقاتلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتخزين الصواريخ والمتفجرات داخله. هذا بخلاف استهداف منزل القيادى الحمساوى نبيل أبوالعمرين، مما أدى إلى حدوث انفجارات قالت إسرائيل إنها بسبب السلاح والذخيرة التى كانت بداخل المنزل. ومن جانبها، دعت «حماس» الشعب الفلسطينى والفصائل وعلى رأسها «كتائب الشهيد عز الدين القسام» إلى الانتقام «لدماء الإمام القائد الشهيد القائد نزار ريان وأهله» وباقى الشهداء الفلسطينيين. وهددت بأن «جميع الخيارات أصبحت مفتوحة أمام المقاومة بما فى ذلك العمليات الاستشهادية وضرب المصالح الصهيونية فى كل مكان». وفى المقابل أطلقت فصائل فلسطينية 7 صواريخ من طراز «جراد» على مدينة عسقلان مما أسفر عن إصابة شخصين على الأقل، بخلاف عشرات الصواريخ الأخرى التى سقطت على بلدات إسرائيلية منها سديروت و تينى بوت، وأسفرت عن تضرر بعض المنازل وإصابات طفيفة. وفى خطوة اعتبرها البعض مؤشراً نحو مزيد من التصعيد، بدأ مئات الأجانب يغادرون قطاع غزة عن طريق معبر إيريز الذى قررت إسرائيل فتحه لإخراج حوالى 400 شخص من الرعايا الأجانب من القطاع، ومعظم الأجانب من الروس لكن هناك أيضاً عدد من الذين يحملون جوازات سفر أمريكية ونرويجية وتركية وأوكرانية. وأعلنت موسكو أن قائمة الرعايا الذين ستنقلهم بطائراتها تضم 300 شخص من بينهم 160 مواطناً روسياً، فضلاً عن مواطنين من أوكرانيا ومولدوفيا ودول أخرى.