عندما برتبط الإنسان بخالقه فى وقت متأخر نسبيا فقد يؤدى ذلك إلى ظهور مشاكل!! وأراهن أن الدهشة طرأت على وجهك وأنت تتساءل: طيب إزاى وليه مادام الإيمان كله خير؟ وإجابتى لن تكون نظرية، بل تعال معى لنلقى نظرة على الواقع ومن خلالها تتعرف على وجهة نظرى.. واحد فتح الله قلبه المغلق وعرف ربنا أخيراً، وقبل ذلك كانت تحكمه اللامبالاة، ويصلى فى المناسبات، ويوم آه ويوم لا! وحتى يثبت جديته قرر أن يؤدى فريضة الحج وعاد كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب! ومن المؤسف أن أهل بيته.. لم يكونوا مستعدين لهذا التغيير وشريكة عمره الشابة تعمل فى أحد البنوك «وزوغت» من الذهاب معه إلى الأراضى المقدسة بحجة أنه عندها شغل كثير والعمر أمامها ممتد، وهى لا تريد أن تلتزم منذ الآن وتصبح شيخة!! بل عايزة تعيش حياتها!! ووجهة نظرها هذه غريبة وعجيبة، ولكنها موجودة فى مجتمعنا، وزوجها كان مثلها يعيش حياته بطريقة «اسبور» بتعبير الخواجات، يعنى منفتحاً وضارباً بتقاليد مجتمعه عرض الحائط! وهناك حكمة تعجبنى تقول: «الطيور على أشكالها تقع»!! يعنى حضرته يشبه امرأته، لكن الفارق أن ربنا هداه فالتزم وتدين، أما هى فهى تعرف خالقها وتحبه كمان ولكنها ليست ملتزمة بسلوكيات أهل الإيمان! يعنى حب من بعيد لبعيد!! وفى هذا المكان بالذات قلت أكثر من مرة إن الحب يصنع المعجزات! وكان فى مقدرة الزوج أن يجذب زوجته إلى سلوك طريقه الجديد بالعاطفة والحنان والكلمة الحلوة والرقة، وهكذا تلتزم لأن زوجها أصبح إنساناً جميلاً بأخلاقياته الجديدة، أو بالتعبير الأجنبى «جنتلمان»، لكنه لم يفعل، بل لجأ إلى الأمر والنهى وإصدار الأوامر لإجبار زوجته على أن تكون مثله، وقام بتفسير آية «الرجال قوامون على النساء» بطريقة خاطئة على مقاس عقلية الرجل الشرقى!! وربما وصل الأمر إلى الضرب والتلطيش وقلة الأدب!! وصدق القرآن الكريم عندما قال: «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، ووصل الأمر إلى الطلاق لأن الزوجة «نمرودة» بتعبيره، ولا تسمع الكلام وليس لها كبير!! مع أنه المسؤول الأول عن خراب بيته لأنه حاول أن يكون «فرعون» على امرأته بدلاً من الرجل المحب!! وأنتقل إلى صورة أخرى موجودة فى مجتمعنا.. واحدة تدينت فجأة وربنا هداها والتزمت بالحجاب، وتَقَبَّل زوجها هذا الأمر على مضض قائلاً لها: «أنت من غير طرحة أفضل»! فهو الآخر بعيد عن الإسلام، وكان من المفترض أن تكون زوجته «اليد الحنونة» التى ترفعه إلى فوق وتربطه بالسماء! لكنها للأسف دفعت به إلى الحضيض، وأعطته صورة سيئة جداً عن المحجبات! وكانت قبل التزامها إنسانة لطيفة وظريفة واجتماعية ودمها خفيف، لكن حدث تغير جذرى فى سلوكها وهكذا صدمت زوجها بدلاً من أن تسعده، والسبب أنها وقعت فى خطأ قاتل عند تدينها، فاهتمت بالشكليات على حساب الجوهر والأخلاقيات الحقيقية المترتبة على الإيمان، وهى تظن أنها ستفوز يوم القيامة بينما زوجها سيبوء بالخسران المبين لأنه رفض أن يرتبط بربنا مثلها! وعدالة السماء من وجهة نظرى والله أعلم تقتضى محاسبة تلك الزوجة التى قطعت على زوجها طريق الجنة بسلوكها السيئ معه، مما جعله ينفر من التدين والمتدينين، ويوم القيامة سيشكو زوجته إلى ربنا قائلاً: يا رب ذنبى فى رقبتها!!