واصلت إسرائيل أمس عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالى، ووسعت غاراتها لتشمل أكثر من 48 هدفاً، بينها مقار تابعة للحكومة المقالة، ومبنى الجامعة ومساجد ومنازل فى أنحاء متفرقة من القطاع. كما شهدت العمليات العسكرية العدوانية أمس، أول مشاركة لسلاح البحرية الإسرائيلية فى الغارات التى وصلت ليل غزة بنهارها وأدت لمقتل نحو 20 فلسطينى بينهم 6 أطفال، 4 منهم من عائلة واحدة وهو ما يرفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلى إلى 345 شهيداً بينهم 20 طفلاً وأكثر من 16 امرأة و1650 جريحاً منهم 200 فى حالة خطرة. وفى خان يونس، جنوب القطاع، استشهد 4 فلسطينيين بينهم قيادى فى حركة الجهاد الإسلامى فى غارة إسرائيلية. ففى مخيم جباليا شمال القطاع، أغارت طائرات إف 16 على مسجد «عماد عقل» مما أدى إلى انهياره بالكامل وعدد من المنازل المجاورة، مما أدى إلى استشهاد 4 شقيقات من عائلة واحدة تتراوح أعمارهن بين 4 أعوام و14 عاماً بالإضافة إلى أن أمهن وعدداً من المواطنين قضوا تحت الأنقاض وإصابة أكثر من 25 آخرين. وفى مدينة رفح جنوب القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزل أحد قادة كتائب «القسام»، الجناح المسلح لحماس، بعدة صواريخ، مما أدى إلى تدمير المنزل وانهيار عدد كبير من المنازل المجاورة وأدى ذلك إلى استشهاد طفلين و3 أشقاء من عائلة واحدة، وفى وقت لاحق استشهد 4 فلسطينيين بينهمه قيادى بحركة الجهاد الإسلامى فى غارة أخرى على خان يونس جنوب القطاع. وفى توسع جديد لأهدافها، شنت طائرات الاحتلال غارات على مدينة غزة، أسفرت عن تدمير مبنى وزارة الداخلية وهو أول مبنى حكومى يتم تدميره منذ بداية العملية العدوانية التى أطلقت عليها إسرائيل لقب «الرصاص المتدفق» السبت الماضى. كما دمر قصف آخر مقر قصر الحاكم (مقر الرئاسة)، الذى تجرى فيه الحكومة المقالة استقبالاتها الرسمية. وضربت طائرة إسرائيلية مخبأ قرب مكتب إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس فى قطاع غزة، ولم يكن هنية فى مكتبه خلال الهجوم ولم يعلن عن سقوط قتلى أو جرحى. وفى توسع آخر للعدوان، قصفت الطائرة الحربية الإسرائيلية مقر الجامعة الإسلامية فى غزة. وسجلت فجر أمس أول مشاركة لسلاح البحرية الإسرائيلية فى العدوان، حيث قصف 20 زورقاً بحرياً إسرائيلياً شاطئ غزة ورفح بمشاركة طائرات الأباتشى. وشملت الأهداف التى تم قصفها مواقع الشرطة البحرية وسوق ومرفأ الصيادين فى مدينة غزة، وهو مخصص لقوارب وسفن الصيد الفلسطينية التى يعمل عليها الآلاف من الصيادين. وفى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى إن فلسطينياً طعن 4 إسرائيليين فى مستوطنة يهودية بالضفة الغربيةالمحتلة قبل أن يطلق أحد المارة المسلحين النيران عليه ويصيبه. وذكر راديو الجيش الإسرائيلى أن المهاجم كان يعمل فى المستوطنة ككهربائى. كما قتل إسرائيلى وجرح 10 آخرون جراء سقوط صاروخ من نوع جراد روسى الصنع على مدينة عسقلان الساحلية جنوب إسرائيل، أطلق من قطاع غزة. وردت المقاومة الفلسطينية على الغارات الإسرائيلية بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع. وذكرت إسرائيل أن النشطاء الفلسطينيين أطلقوا نحو 150 صاروخاً وقذيفة مورتر على إسرائيل خلال أول يومين من الهجوم. جاء ذلك، فيما كشف قيادى فى كتائب القسام أن الحركة استدعت ألف مقاتل من عناصر الإسناد «الاحتياط» بعد مقتل عدد من عناصر الكتائب فى مجزرة غزة. وأكد القيادى فى تصريح مقتضب نشرته مواقع تابعة لحماس أن «الكتائب مستعدة لأى هجوم برى، ينوى العدو الصهيونى تنفيذه». وعلى الصعيد السياسى، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدت خيارات أولية خاصة ب «استراتيجية خروج دبلوماسية» من العملية العسكرية فى قطاع غزة، بناء على أوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية، أن هذه الخيارات لا تماثل تلك التى كانت مطروحة خلال حرب لبنان الثانية التى انتهت بقرار من مجلس الأمن الدولى ونشر قوات حفظ السلام. ولم تشر المصادر إلى طبيعة تلك الخيارات. وفى السياق ذاته، نفت حركة حماس على لسان ممثلها فى لبنان، أسامة حمدان، ما أعلنته وزارة الخارجية السنغالية أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، أبدى استعداده لتوقيع اتفاق تهدئة فى غزة، يشمل إنهاء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والحصار الإسرائيلى له. وأشارت إلى أن اقتراح التهدئة طرح فى اتصال هاتفى أجراه الرئيس السنغالى عبدالله واد مع مشعل فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول. من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين فى محادثات السلام أحمد قريع إن المحادثات التى تجرى بدعم أمريكى مع إسرائيل علقت بسبب الهجوم الدموى الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة. من جانب آخر، نقلت صحيفة «هاآرتس» عن فتحى حماد، القيادى بحماس، تهديد حركته باغتيال وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى وإيهود باراك.