واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة أمس، لليوم الثالث على التوالى، وضربت أكثر من 48 هدفاً، بينها مقار تابعة للرئاسة الفلسطينية والحكومة المقالة، ومنازل فى أنحاء متفرقة من القطاع، مما أسفر عن استشهاد 19 فلسطينياً بينهم 6 أطفال، 4 منهم من عائلة واحدة، ليرتفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلى منذ بدايته - حتى مثول الجريدة للطبع - إلى 345 شهيداً، بينهم 20 طفلاً وأكثر من 16 امرأة، و1650 جريحاً، منهم 200 فى حالة خطرة. وفى المقابل، طعن فلسطينى 4 إسرائيليين فى مستوطنة بالضفة الغربية، قبل أن يطلق أحد المارة المسلحين النيران عليه ويصيبه. كما قتل إسرائيلى وجرح 10 آخرون، جراء سقوط صاروخ «جراد» أطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان جنوب إسرائيل. حدودياً، قال مصدر أمنى مسؤول: «إن بعض العناصر الفلسطينية اقتحمت الحاجز الحدودى بين قطاع غزة ورفح المصرية، ولكن قوات حرس الحدود تمسكت بضبط النفس والحفاظ على الدم الفلسطينى، إلا أن هذه العناصر قامت بإطلاق النيران فى اتجاه قوات الحدود المصرية، مما نتج عنه استشهاد الرائد ياسر فريج عيسوى وجرح جنديين آخرين». يأتى ذلك، فيما دعت دائرة العلاقات القومية والدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى وقف «حملات التشهير»، التى تقودها بعض الجهات للتشكيك فى موقف مصر من الملف الفلسطينى، مشددة على ضرورة «تضافر وتوحيد الجهود الداخلية»، مدعومة بموقف عربى وإسلامى ودولى لمواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة. وفى القاهرة، ترأس الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً للجنة متابعة تطورات الموقف فى غزة أمس. وصرح الدكتور مجدى راضى، المتحدث باسم مجلس الوزراء، بأن المجلس أعرب عن إدانة مصر الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة، وأسفها وتعازيها لاستشهاد الرائد ياسر فريج عيسوى من قوات حرس الحدود المصرية. فيما تظاهر أمس مئات المواطنين من القوى الوطنية المختلفة أمام مقر نقابتى الصحفيين والمحامين بوسط القاهرة. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالعدو الصهيونى وبالمذبحة، التى ارتكبها وراح ضحيتها المئات من الفلسطينيين فى قطاع غزة، مطالبين الدول العربية والمجتمع الدولى باتخاذ ما يلزم لوقف تلك الاعتداءات ضد الشعب الفلسطينى. وعلى صعيد المساعدات والإغاثة، سمحت السلطات المصرية للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة عصر أمس، بعد ساعات من منعها من الدخول، حيث بدأت الشاحنات الفلسطينية فى التدفق إلى منطقة معبر رفح، وتحميل المساعدات التى حملتها الشاحنات المصرية.