حالة من الحزن تسيطر على أسرة عامل النهضة، الذى قتله 7 مسلحين الأسبوع الماضى. رصدت «المصرى اليوم» هذه اللحظات من داخل منزل العائلة فى شارع «الزهور» بالبساتين، والدته تصرخ بأعلى صوتها، وتبكى بهيستيريا، مرددة: «راح زينة الشباب فى لحظة» ولا تصدق حتى الآن مقتل ابنها، تحدث نفسها وتروى للحاضرين ما كان يفعله معها، وأنه كان أقرب أولادها لها، وأطلقت صرخة هزت العقار بأكمله، حينما شهدت إحضار منقولات الضحية من شقته فى النهضة ملوثة بالدماء، دخلت فى نوبة بكاء وظلت تحتضن ملابس نجلها والأشياء الخاصة به، التى أحضرها أشقاؤه، ظل الحاضرون من أقاربها وأبنائها نصف ساعة متواصلة يحاولون تهدئتها وهى غير مصدقة، وفجأة بدأت تروى تفاصيل مقتل كريم قائلة: «ابنى كان أقرب أولادى يقف معى فى كل شىء، يشاركنى الأحزان والأفراح، فى كل لحظة كان يمتاز بالشهامة، أخذ عزاء والده الأسبوع الماضى وظل يحدثنى بأنه يتمنى أن يكون له ابن يحمل اسمه عند موته، كأنه يعلم أن الموت قريب منه، وبعد مرور 10 أيام على كلامه، قتل كريم زينة الشباب»، صمتت لحظات وواصلت: كريم تعرف على شخص يدعى «وائل» منذ 8 أشهر كان يعمل معه فى ورشة رخام، وتطورت علاقتهما إلى صداقة حميمة، روى له هذا الشخص أنه تشاجر مع مجموعة من «السماكين»، وأحدثوا به إصابة بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، ومر شهران على كلامه وأثناء سيرهما مع بعض قام هؤلاء الأشخاص بالاعتداء على زميله بالضرب، فتدخل لحمايته وتشابك معهم، فظلوا يبحثون عنه فترة طويلة للانتقام منه، حتى علموا بمكان سكنه ووصل لنا تهديدهم، شعرت بالخوف وقتها، وقمت باستئجار شقة فى النهضة بعيدا عن أعينهم وتزوج فيها ابنى، وكان يطمئن علينا دائمًا، وعند وفاة والده منذ 10 أيام حضر وأخذ العزاء بنفسه، ويوم الحادث فوجئت بزوجته تتصل فى الثالثة صباحًا، وتخبرنا أن كريم خطفه «السماكين»، وحاولوا قتله فى المنزل بإطلاق أعيرة نارية عليه من طبنجة، لكن الرصاصة أصابت عين أحدهما وتوفى، ونصحتها بالتوجه لقسم الشرطة لإثبات الحالة حتى لا يلفقوا واقعة القتل له، ثم رددت: «لم أعلم أن ابنى مصيره الموت هو الآخر»، فى اليوم التالى توجهت لقسم النهضة، وعلمت أنهم عثروا على جثته فى صحراء بمدينة الرحاب ونقل للمشرحة، توجهت إلى هناك ووجدته مصابًا بإصابات شديدة فى الوجة وجميع أنحاء جسمه، ومصابا برصاصة فى رأسه.. لم أتحمل الموقف، فصورته تلازمنى فى كل مكان. وقالت شقيقته رباب: يوم الحادث فوجئت بزوجة شقيقى تحضر إلى منزلى فى النهضة فى حالة ذعر وخوف، وتبلغنى بأن «السماكين» خطفوا «كريم» واقتحموا الشقة وكسروا بابها بسيف كان يمسكه أحدهم، وأخذوه بالقوة وألقوه فى شنطة سيارة ملاكى كانت أمام العمارة، واعتدوا عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء، وعند محاولة قتله بإطلاق الرصاص عليه أصيب أحدهم، فتوجهنا للقسم وحررنا محضرا بالواقعة. انتقلت «المصرى اليوم» إلى مسرح الجريمة فى بلوك 6 بمساكن الشركة العربية.. السكان أمام العقار يقومون بإشعال النيران فى الستائر وبعض الأوراق التى كانت ملوثة بالدماء، وتبين أنهم يحرقون الورق والستائر الملوثة بدماء القتيل.. مشهد الدماء على السلالم من أمام شقة القتيل فى الطابق الرابع حتى الأرضى.. وتم الالتقاء بشهود العيان من جيران الضحية فى البلوك.. سعدية على سلامة مقيمة فى الطابق الثالث تقول إنها فوجئت يوم الحادث، بصوت صراخ قادم من شقة «كريم»، فاعتقدت فى البداية أنه يتشاجر مع زوجته فنهضت وابنتها وصعدت للشقة فوجدت مجموعة من الأشخاص يطلقون أعيرة نارية وصرخ أحدهما قائلاً: «حمادة مات» وشهدت شخصا ملقى على الأرض ومصابا بطلق نارى ووجدت أشخاصا يمسكون أسلحة ضد «كريم» وأجبروه على الخروج من شقته.. كانت ملابسه ملوثة بالدماء، ظل يستغيث بالجيران، فلم يستطع أحد التدخل واعتقدنا أنهم حكومة، بسبب الخوف من الأسلحة التى يحملونها وأخذوه معهم، ووجدتهم يضعونه فى شنطة السيارة. وقال محمد عادل من السكان: قبل الحادث بيوم فوجئت بأربعة أشخاص يقفون بسيارة ملاكى أمام البلوك، وظلوا يتفحصون المكان من كل الاتجاهات ومداخل العمارة، واعتقدت فى البداية أنهم «حكومة»، وعندما حاولت أن أساعدهم لأن شكلهم واضح أنهم غرباء، قالوا إنهم يجرون تحريات عن مسجل خطر وصعدوا للطابق الرابع، وعلموا أن الشقة خاصة بالضحية.