تدور معركة ضارية فى رأسى المنهك من كثرة الأحداث والتصريحات التى تطرح جميعها أسئلة تارة وخواطر تارة أخرى وكلها «طائرة» مثلما الإجابات عنها «طائرة» ومنها مثلاً أن رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين قد أعلن أن عصر الغاز الرخيص قد ولى - فهل هناك احتمال بأن يخرج صوت مصرى أيضاً ليؤكد أن عصر الغاز الرخيص قد ولى؟.. كذلك أبدت السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى استياءها الشديد حيال «ردة فعل الصحافة المصرية» على حادث رشق الرئيس الأمريكى جورج بوش بحذاء الصحفى العراقى الشاب منتظر الزيدى وطالبت سكوبى «بتدخل من الأجهزة المعنية لإيقاف ما سمته الحملة البشعة على بوش خاصة - والكلام لسكوبى - أن مصر تعتبر حليفاً للولايات المتحدة! فهل «ثمن» التحالف مع واشنطن «تكميم» الصحافة فقط، عندما يتعلق الأمر بمسؤول أمريكى وهو فى هذه الحال جورج بوش؟.. وهل «الديمقراطية» التى ارتكبت باسمها هذه الإدارة جرائم ضد الإنسانية واختلقت الأكاذيب والافتراءات تبريراً لها، تعنى فى نظر إدارة بوش «الإشادة بالاحتلال والقتل والتدمير إذاجاءت من قبل واشنطن؟ وإمعانا فى الابتزاز، واعتبرت سكوبى أن ما عبر عنه الصحفيون المصريون تم بضوء أخضر من الحكومة المصرية! وأتساءل: ماذا عما كتبه صحفيون من شتى أنحاء العالم من ضمنهم صحفيون أمريكيون فى كبريات الصحف والذى يتفق بنسبة كبيرة مع ما جاء بالصحف المصرية.. هل أعطت حكومات كل هذه الصحف ضوءاً أخضر لصحفييها؟ وتعتبر وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن الوقت كفيل بأن يحترم العرب كون الولاياتالمتحدة قد دافعت عنهم وعن حقهم «بالتمتع» بنفس الحقوق التى يتمتع بها الأمريكيون! وبغض النظر عن لهجة التعالى فى تصريحات رايس يبقى السؤال.. أتقصد رايس أن يتمتع العرب بنفس حقوق واشنطن فى التنكيل بالعرب والمسلمين! بحيث يفوزون بمحاكمة بوش وإدارته على كل انتهاكاتهما لحقوق الإنسان، بل أبسط حقوق الإنسان؟ وهل تغضب إدارة بوش من رشق بوش بحذاء، والذى كان تعبيراً حراً وصحيحاً عن معانات العراق ولا يخالجها خجل أو ندم على ما تعرض ويتعرض له السجناء والمعتقلون فى أبوغريب وجوانتنامو وغير ذلك؟ وتتحدث رايس عن الشرق الأوسط الجديد الرائع بعد إنجازاتها فى العراق فهل يعقل أن تستمر هذه الإدارة إلى آخر رمق.. أو آخر يوم.. فى الكذب ومحاولة ارتداء ثوب العدالة والإنسانية بعد كل الفظائع التى اقترفتها لدرجة أنها اعتبرت ما يجرى فى فلسطين «أفضل» بمراحل عن وضعها قبل ولاية بوش الأول عام 2001 وسؤال مازال يؤلمنى لواحد من أحب الكُتاب إلى نفسى ضرب مثلاً بحادث جرى فى فرنسا حيث «تطاول» مواطن على رئيس الدولة الذى رد الإهانة وانتهى الأمر! هل بوش هو «الرئيس العراقى» الذى أخل مواطن عراقى بواجب الاحترام تجاهه؟ أم أن هذا الرجل الذى جاء ينتزع من حكومة وضعتها إدارته على رأس السلطة فى بغداد - آخر أمل للعراقيين فى الخلاص من جحيم الاحتلال الأمريكى، ورفع هذا الكابوس الذى يجثم على صدورهم، باتفاقية زمنية «تطلق أيادى أمريكا لمزيد من العبث فى العراق.. لكن ما يجرى فى فلسطين يحتل الأولوية فى عبثية الموقف.. فبينما تنفذ إسرائيل جريمة إبادة حقيقية ضد أكثر من مليون مواطن فى قطاع غزة، يتناوب قادة حماس الهجوم على مصر وبقية الأشقاء؟ العرب «لتقاعسهم» عن تثبيت أركان حكم قادة الحركة فى غزة والاشتراك فى جريمة شطر فلسطين و«عدم وجع دماغ» إسرائيل.. يارب.. أدعو أن تزيل عنا هذه الغمة والغمة الأخرى وتلك التى تنتظرنا واحدة بعد أخرى إذا بقينا على هذه الحال!