أدان مجلس الشورى ما وصفه ب«التصريحات المغلوطة» من جانب الساسة الإيرانيين، التى اتهموا فيها مصر وقياداتها بإحكام الحصار على قطاع غزة، محذرًا من خطورة «التمدد» الإيرانى من خلال زرع بذور الطائفية فى العالم العربى. رفض السفير محمد بسيونى فى جلسة مجلس الشورى أمس، تصريحات الإيرانيين، حول حصار مصر لقطاع غزة، مشيرًا إلى وجود 7 معابر للقطاع منها 6 مع إسرائيل، وواحد فقط مع مصر وهو معبر رفح، وأضاف أن معبر رفح تحكمه اتفاقية المعابر ومصر ملزمة باتباعها رغم أنها ليست طرفا فيها. واعتبر الدكتور عبدالمنعم سعيد أن مصر ليست موضع اتهام، لا ينبعى لأحد أن يحدد لمصر سياستها الخارجية، وقال إن الهدف الأساسى للهجوم الإيرانى هو الضغط على مصر لتغيير سياساتها الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالسلام مع إسرائيل، كما تريد إيران إعادة تشكيل الوضع الإقليمى مع قدوم رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية، ولفت إلى تواكب الهجوم الإيرانى على مصر مع هجوم مماثل من خلال مظاهرات فى سوريا ولبنان وتصريحات السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله فى بيروت، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس المقيم فى مصر. وقال الدكتور صبرى الشبراوى إن مصر ليست فى حاجة للدفاع عن نفسها، لأنها أكثر دولة دفعت من دماء أبنائها وأموالها لتحرير العالم العربى وفلسطين أكثر مما فعلت أى قوة فى العالم، وطالب العرب بعدم الوقوف على الحياد فى مواجهة الهجمة الإيرانية الشرسة على مصر، وقال إذا لم يأخذ الفلسطينيون موقفًا فى مواجهة الهجمة الإيرانية فسيكونون «متجنين» على مصر، وعليهم الاتجاه لإيران لتدافع عنهم بدلا من مصر. ونبه نبيل لوقا بباوى إلى وجود اتفاق غير معلن بين الموساد وحماس على أن تبقى حماس فى السلطة، مستندًا إلى أن صواريخ حماس لا تصيب الإسرائيليين، وعلى الرغم من ذلك تستمر فى إطلاقها حتى يستمر الحصار، كما أن إسرائيل قادرة على اغتيال زعيم الحركة إسماعيل هنية إلا أنها لا تفعل لأنه يحقق لها أهدافها. واتهم أسامة شلتوت، رئيس حزب التكافل الاجتماعى، إيران باستخدام الدين الإسلامى فى التوسع السياسي، ووصفها بأنها «أبعد ما تكون عن الدين الإسلامي»، وأضاف: أنه لا يكفر الإيرانيين إلا أنه يعتبرهم من الفرق، التى لا تقوم على المبادئ الصحيحة للدين الإسلامي، مؤكدًا أن هذه المبادئ موجودة فى السعودية ومصر، وهو ما علق عليه صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، بقوله إن مصر تحترم جميع المذاهب والاتجاهات، ولكنها ترفض الطائفية فحسب. ورفض صفوت الشريف «المناورات» الإيرانية من خلال التصريحات المتعددة التى تصدر عن المسؤولين الإيرانيين، فضلا عن المظاهرات «المدبرة ضد السفارات المصرية فى الخارج»، معتبرا تصريحات النواب تشكل «تعبيرًا صادقًا» عن آراء المصريين. وأعلن الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، أن الحكومة تؤيد إدانة مجلس الشورى التصرفات الإيرانية، ونفى وجود خلاف بين الحكومة وممثلى الشعب فى هذه القضية.