تبادل نواب الإخوان المسلمين والمستقلون من جانب، ونواب الحزب الوطنى من جانب آخر، الاتهامات خلال جلسة مجلس الشعب أمس التى دارت حول الموقف المصرى من حصار قطاع غزة، وتراشق الجانبان بالألفاظ خلال مناقشة طلب 21 عضواً «من الإخوان والمستقلين» إضافة بند إلى جدول أعمال الجلسة حول رفض قوات الأمن السماح بمرور قوافل الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم صدور حكم القضاء الإدارى بالسماح لهذه القوافل بالمرور حتى مدينة رفح على الحدود مع الأراضى الفلسطينية. اتهم النائب الإخوانى صبحى صالح أجهزة الأمن بالاعتداء على سيادة القانون ومخالفة الدستور وإهدار شرعية الحكم بسبب رفضها تنفيذ الحكم وتكرار تصديها لقوافل الإغاثة رغم إشراف عدد من أعضاء مجلس الشعب عليها، وتمسك صالح بضرورة مناقشة الموضوع خلال الجلسة، وهو ما اعترض عليه ممثل الأغلبية الدكتور عبدالأحد جمال الدين، وطالب بإحالة الموضوع إلى لجنة الشؤون العربية لمناقشته. وقال إن نواب الأغلبية ضد حصار غزة، لكن دور نواب مجلس الشعب يجب أن يكون داخل مبنى البرلمان فقط، وليس قيادة قوافل الإغاثة، وثار فى وجهه نواب المعارضة والإخوان والمستقلون، وعلا صوتهم حتى غطى تماماً على صوته، وهو ما اضطره لتوجيه كلماته إلى حسين إبراهيم، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان، وقال «يا سيد حسين احترم المجلس.. ليس بهذا الصياح تتم مناقشة الأمور، ولا داعى للمزايدة على حساب البلد». وصرخ النائب سعد عبود «حزب الكرامة تحت التأسيس» مطالباً عبدالأحد جمال الدين بالصمت حتى لا يسىء إلى مصر، وواصل ممثل الأغلبية مطالبته بعدم المزايدة على موقف مصر شعباً وحكومة ورئيساً، وقال إن مصر قدمت لقطاع غزة الكثير وأكثر مما يجب، وهنا صفق له نواب الأغلبية بإشارات جادة من النائب أحمد عز. ورفض الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، ما وصفه بتشكيكات بعض النواب فى الموقف المصرى الرافض لحصار غزة، وقال إن مصر تعتبر القضية الفلسطينية شأناً مصرياً، وأن مواقف الشعب المصرى والحكومة تؤكد أننا لن نشعر بالأمان أو الاستقرار إلا بعد عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. ولفت إلى حرص مصر على تقديم الدعم لقطاع غزة سواء الوقود أو الكهرباء، أو الغذاء، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا كل مكابر أو مزايد، وعاد النائب سعد عبود للاحتجاج بالقول «لن أرد عليك بأسلوبك، فأنا اعتدت أن أستمع وأناقش، وأنت (أى عبود) لا تعرف إلا الصياح». وواصل شهاب كلمته، مشيراً إلى أن الدولة لا تحظر التنقل داخل البلاد، لكن مقتضيات الأمن القومى تتطلب تنظيم هذا التنقل، وتنظيم توصيل المعونات إلى قطاع غزة بواسطة السلطات المصرية. وبعد أن وافق المجلس «بتصويت الأغلبية» على إحالة الموضوع إلى لجنة الشؤون العربية، أكد الدكتور فتحى سرور على ضرورة عقد اجتماع طارئ للجنة خلال هذا الأسبوع لمناقشة الموضوع وقال: لا نريد مهاترات أو مزايدات من أحد. ثم ذهب النائب سعد عبود إلى مقاعد الوزراء حيث يجلس شهاب، وقبل أن يتفوه بكلمة، سارع نائبا الحزب الوطنى طلعت مطاوع وأحمد أبوعقرب بدفعه للفصل بينهما وتدخل نواب الإخوان والمستقلون وأحاطوا بعبود حتى عاد إلى مقعده مرة أخرى قبل أن يتصاعد الأمر.