أول مسلسل عربى يفوز ب«نوبل التليفزيون» ممنوع فى العالم العربى

مساء الإثنين 23 نوفمبر الماضى بتوقيت نيويورك فاز مسلسل «الاجتياح» إخراج شوقى الماجرى بجائزة إيمى الذهبية كأحسن مسلسل فى العالم، وإيمى بالنسبة للتليفزيون مثل الأوسكار بالنسبة للسينما، وكلتاهما لا تقل عن نوبل فى الأدب والاقتصاد والعلوم، وهذه هى المرة الأولى التى يفوز فيها مسلسل عربى بهذه الجائزة، منذ أن عرف العرب التليفزيون،
 بل كان وصوله إلى التصفية النهائية مع أربعة مسلسلات أخرى من مختلف دول العالم الحدث الأول من نوعه فى تاريخ التليفزيون العربى.
المسلسل من إنتاج شركة المركز العربى فى الأردن، وقد تسلم الجائزة منتجه طلال عدنان عوامله، حسب تقاليد الأكاديمية الدولية للفنون التليفزيونية التى تمنح جائزة أحسن مسلسل إلى المنتج، كما تمنح الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية أوسكار أحسن فيلم إلى المنتج،
 وذلك على أساس أن هناك جائزة لأحسن مخرج فى مسابقتى كلتا الأكاديميتين، ولكن مع الأسف لم تنشر صورة المنتج الأردنى الذى حقق هذا الفوز العظيم وهو يتسلم الجائزة إلا فى مجلة «أخبار النجوم» المصرية، التى أصبحت بحق المجلة الأسبوعية العربية الأولى للفنون.
ومن المدهش حقاً والمثير للأسى والحزن على حال العالم العربى أن المسلسل الفائز بذهبية إيمى ممنوع من العرض على قنوات التليفزيون العربية بما فى ذلك قنوات الأردن التى ينتسب إليها، ولم يعرض إلا فى رمضان قبل الماضى، على قناة واحدة هى إل بى سى اللبنانية، وتردد أن العرض لم يتم، وتردد أن العرض تم بعد حذف مشاهد.
موضوع المسلسل عملية «الدرع الواقى» التى قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلى عام 2002 عندما اجتاحت مخيم جنين وعدداً من المناطق الفلسطينية، وحاصرت ياسر عرفات فى مقره فى رام الله.
ويدين المسلسل الذى كتبه رياض سيف وتكلف 4 ملايين دولار أمريكى العملية الإسرائيلية، ويدافع عن حقوق الشعب الفلسطينى، فقد تم تصويره فى سوريا، واشترك فى تمثيله عباس النورى وصبا مبارك ومنذر رياحنة وإياد نصار وديما قندلفت ونادرة عمران ونضال نجم من الأردن وسوريا وفلسطين.
لم أشاهد المسلسل مع الأسف، ولم أعرف ما هى المشكلة التى تحول دون عرضه، مثل المسلسلات الأخرى؟ إلا عندما قرأت حوار الزميلة تهانى عيد مع مخرجه التونسى شوقى الماجرى، الذى عرف بإخراج مسلسل أسمهان فى «أخبار النجوم» فى 4 ديسمبر، وهى أن المسلسل يتضمن قصة حب بين فلسطينى ويهودية.
 وفى ذلك الحوار يقول الماجرى «الفتاة يهودية وأبوها ولد فى فلسطين وكلاهما ضد الصهيونية، ومشكلتنا مع الصهاينة وليست مع اليهود.. إننا دعاة سلام ولسنا عنصريين، ندافع عن وجودنا»، ولكن أصوات العنصريين فى العالم العربى أقوى من كل الأصوات، وسوف يقولون بالطبع إن هذا هو سبب فوز المسلسل بالجائزة، وحتى لو كان ذلك من الأسباب، فالمؤكد أنه ليس السبب الوحيد.
samirmfarid@hotmail.com