رغم أن مسلسل «هدوء نسبى» كان من أكثر الأعمال التليفزيونية التى تعرضت للظلم فى شهر رمضان الماضى بغيابه عن خريطة الدراما فى معظم القنوات الفضائية، إلا أنه أبى أن يمر مرور الكرام على المشاهدين، فلقى استحسان وإشادة مشاهديه حتى اعتبره البعض أحد أفضل المسلسلات لهذا العام. وفى هذا الحوار تتحدث الفنانة نيللى كريم بطلة المسلسل عن الأسباب التى أدت إلى عدم مشاهدته فى مصر، وتكشف المشاكل التى واجهتها أثناء التصوير على حدود العراق، وإحساسها باختراق قضية شائكة، وعن عودتها لتصوير فيلم «الرجل الغامض بسلامته» الذى توقف كثيرا، وأشياء أخرى. فى البداية تقول نيللى كريم: استمتعت جدا بالتجربة رغم صعوبتها لأنها مختلفة عما قدمته من قبل، كما أنها جديدة علىّ، ولكن أحزننى أن هناك نسبة كبيرة من المصريين لم يستطيعوا متابعة المسلسل، لأنه لم يحظ بدعاية قوية، وهذا لا ينفى أن المسلسل مصنوع بشكل فنى عالى الجودة، وأنه عمل فنى محترم. وهل عدم توزيعه جيدا له علاقة بأن أغلب أبطاله غير مصريين؟ «هدوء نسبى» مسلسل عربى وليس مصريا أو سوريا أو تونسيا، فهو جمع جنسيات كثيرة فى عمل واحد، فالقصة تتناول مجموعة مراسلين يعيشون فى فندق واحد أثناء الغزو الأمريكى للعراق، وكان طبيعى أن يكون فى المسلسل ممثلون من جميع الجنسيات، ولا أعتقد أن سوء التوزيع له علاقة بأن نجوم المسلسل مصريون أو غير مصريين لأن عدم مشاهدته فى مصر تعود إلى عرض 60 مسلسلا فى وقت واحد، وأعذر المشاهد طبعا لأنه ليس لدية الوقت الكافى لمتابعة ولا ربع هذه المسلسلات، فكثرة عدد المسلسلات هو الذى أثر على «هدوء نسبى» وظلم معنا مسلسلات كثيرة جيدة. لكن المسلسل الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن الزخم الدرامى؟ عرض المسلسلات تجارة، وشركات الإنتاج هى المسئولة عن ذلك، فهذه ليست وظيفتى، فالقرار إذا كان فى يدى لعرضت «هدوء نسبى» فى أحسن وقت على أقوى المحطات لأنه يستحق ذلك فهو مصنوع بنفس طريقة الأفلام الوثائقية، وهذا ساعد على نجاحه فنيا، فكل عنصر موجود فى مكانه الصحيح فرأينا الممثل العراقى يقدم شخصية العراقى، ونفس الأمر بالنسبة للمصرى وللسورى، ولذلك كان المسلسل مقنعا جدا، ووصلت رسالته ببساطه شديدة. لكن مؤكد أنك طمحت فى أن يحقق المسلسل نجاحا جماهيريا أكثر؟ لم أطمح فى شىء لأنى من الممثلات التى لم تقدم عملا، و«كسر الدنيا» سواء فى السينما أو التليفزيون، لذلك لا أفكر بهذه الطريقة، فأنا لم أنشغل أصلا بإن كان سيعرض فى رمضان أو فى أى شهر آخر، فالمهم عندى أن أشارك فى عمل عندما أشاهده أعجب به، وأحترم نفسى على أنى قدمته. وما تفسيرك لعدم الإقبال على مشاهدته؟ هو لم يكن عدم إقبال، وأصح تعبير هو أن الناس لم تستطع مشاهدته، لأنه عرض فى مصر من خلال محطتين تليفزيونيتين فقط هما «المحور»، و«الفضائية المصرية» والأخيرة لا تشاهد فى مصر، لأنها موجهه أصلا للمصريين المقيمين بالخارج، أما بالنسبة لعرضه على art فهو لا يدخل فى الحسبة لأنها قناة مشفرة، إذن فهو لم يصل للمشاهد، وظلم فى توزيعه داخل مصر أما بالخارج فقد كان الأعلى مشاهدة. وعدم مشاهدته لم تقلقنى لأنى تعودت على ذلك فى كل أعمالى، فأنا قدمت أفلاما سينمائية كثيرة ولم تنجح وقت عرضها، ولكن الناس عرفت قيمتها عند عرضها الثانى على الفضائيات، ف«هدوء نسبى» سيحظى بإعجاب شديد ونسب مشاهدة عالية فى عروضه المقبلة، ولكن أعتقد أنه يحتاج إلى متابعه منتظمة وليست متقطعة فهو مثل فيلم السينما إذا فات منه جزء لن تستمتع باستكمال الباقى. لكن هل شغلت نفسك بالفكر الذى يقدمه المسلسل أم وافقت فقط لأن الشخصية بها نسبة تمثيل متميزة؟ لم أشغل نفسى بالفكر الذى يحمله المسلسل لأنى أثق فى أن المخرج شوقى الماجرى حريص على تقديم الحقيقية بدون تزييف، ولكن لا أنكر أنه كانت هناك نسبة انحياز للقضية العراقية لأننا جميعا كمصريين لم نكن بعيدين عن متابعة الغزو على العراق وكنا نتابعها لحظة بلحظة وكأننا هناك، لذلك كنت مؤمنة بقضية العمل، وما أكد لى أن السيناريو صادق جدا وليس فيه أى تزييف للواقع العراقيون أنفسهم الذين أشادوا به، ووصفوه بأنه توثيق للغزو على العراق، وعند حديثى مع ممثلة عراقية قالت إنها كانت تقف فى «البلكونة» تشرب كوبا من الشاى وفجأة وجدت الجيش الأمريكى أمامها فى الشارع، كما أكدت لى أن صدام بالفعل تم خطفه وهم ليسوا متأكدين إن كان توفى أم لا، ولذلك وجدنا الشعب العراقى هو أكثر من تأثر بالمسلسل، لأنهم تذكروا الواقعة، وكانت الحلقة رقم 11 هى الأهم فى المسلسل لأنها التى عرض فيها ليلة سقوط بغداد. هل فكرتم فى التصوير داخل العراق؟ لم نفكر لأنه صعب جدا، لوجود خطورة على حياة فريق العمل، ولكن أدعى أن شوقى الماجرى اختار أماكن تصوير فى سوريا تشبه العراق تماما، وما يميز سوريا أنها تعطى تسهيلات كثيرة للمسلسلات، فكانوا يسمحون لنا بالتصوير فى الأماكن العسكرية ونستخدم المعدات العسكرية مثل الدبابات. ما أبرز المشاكل الذى قابلتكم أثناء التصوير؟ ظروف التصوير بشكل عام كانت صعبة جدا، لأننا صورنا فى منطقة «دير الزور» على حدود العراق، ويمر بها نهر الفرات، فبالإضافة للخطر، كانت هناك أزمة أخرى تتمثل فى درجة الحرارة المرتفعه التى وصلت إلى 45 درجة مئوية، فمع الدخان والانفجاريات وتصويرنا بملابس الشتاء كنا نجهد جدا فى التصوير، ولم نكن مرفهين أثناء التصوير، فقد تعبنا فكريا وجسديا فى هذا المسلسل. فى أغلب استفتاءات الصحف والتليفزيونات حصل مسلسلكم على لقب الأفضل لكن لم يحصل أى من صناعه على الأفضل ما تعليقك؟ أعتقد أنه مادامت الناس اختارت المسلسل الأفضل، فهذا يعنى أن صناعه هم الأفضل أيضا، لأنهم إذا لم يكونوا الأفضل لما كان المسلسل ككل الأفضل. حصد مسلسل «الاجتياح» للمخرج شوقى الماجرى على جائزة «الإيمى الأمريكية» العام قبل الماضى فهل تتوقعين أن يحصد «هدوء نسبى» تلك الجائزة؟ منذ انتهائى من التصوير وتقريبا علاقتى انقطعت بالعمل ولم أعد على اتصال بصناعه، ولكن بالنسبة للمسلسل فهو يستحق أن يحصد كل الجوائز العالمية لأنه شهد مجهودا غير عادى، على الأقل يجب أن نحصد أفضل جائزة إخراج، لأن براعة شوقى الماجرى فى تصوير المعارك فقط يستحق عليها الجائزة. هذه ثقة أم غرور؟ ثقة طبعا لأننا إذا صنفنا المسلسل فنيا، فستجد أنه بلا منافس، ويناقش قضية لم يتطرق لها أى مسلسل من قبل، ولم تظهر مثل المناظر التى يضمها المسلسل من قبل، فتشعر وأنت تشاهده أنك أمام فيلم وثائقى طويل، ف«هدوء نسبى» لا يقارن بأى مسلسل آخر، لأنه لا يوجد ولا مسلسل بهذه الجودة السينمائية. قدمت شخصية مليئة بالمشاعر والأحاسيس والقوة والضعف كيف فعلت هذا وانت بدأت التصوير بعد أسبوع واحد من عرض السيناريو عليك؟ عادة أذا أحببت وشعرت بالشخصية التى أقدمها لا أحتاج إلى تحضير، لأنى إذا أمنت بها واستوعبتها جيدا سيكون سهلا جدا تركيب المواقف عليها، كما أننى بطبعى لا أحب التحضير الكثير للشخصية. اذا انتقلنا إلى السينما فمتى ستعودين إلى تصوير «الرجل الغامض بسلامته»؟ تقرر أن نكمل التصوير خلال شهر نوفمبر، ولم يتبق لنا سوى 4 أيام تصوير فقط، وهى مشاهد فى الشوارع، وعلى الكبارى، واعتقد أنها ستحتاج مجهودا أكبر لصعوبتها.